دول » دول مجلس التعاون

الخليج في أسبوع: اجتماع أوبك، القشة التي قسمت ظهر البعير بين السعودية والإمارات

في 2021/07/12

البيت الخليجي-

شهدت منطقة الخليج أسبوعا سياسيًا حاميًا (3 يوليو/تموز- 9 تموز/يوليو 2021). لم يمر إجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” على خير، إذ انتهى مع معارضة إماراتية بعدما طلبت كل من السعودية وروسيا من المنتجين زيادة الإنتاج لتخفيف إرتفاع أسعار النفط مع تمديد إتفاق الإمدادات الحالية.

ومع تشبّث الإمارات بموقفها ورفض أعضاء التحالف منحَ استثناءات لوحظ ارتفاع جديد في الأسعار وما يمكن أن يترافق مع ذلك من فوضى تبدو المجموعة والعالم في غنىً عنها؛ كما برزت جلية  التّصدعات في العلاقة والتباعد في المصالح بين الرياض وأبو ظبي، إذ بلغت مناكفات الأخيرتين مرحلةً تشكّل، على ما يظهر، بدايةَ أزمة يُحتمل أن تمتدّ، بعدما طفت على السطح  مجددا خلافات حول قضايا تتراوح بين إنتاج النفط والمواقف بشأن اليمن والتطبيع مع “إسرائيل” وطريقة التعامل مع جائحة كورونا، فضلًا عن الدور الإقيلمي الذي تسعى الإمارات إلى انتزاعه من السعودية، المنهمكة في تحسين علاقتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإعادة ترتيب علاقتها وأولوياتها في المنطقة والتي ترى فيهم الإمارات تمييعا لصلابة وقوة المحورالذي  بذلت فيه الكثير (السعودية/ الإمارات/ مصر/ البحرين) وأن دول هذا التحالف تبدو وكأنها تتصرف منفردة.

اقتصاديًا، بوادر الشراكةالاقتصادية السعودية ـــ العُمانية سبقت زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى الرياض، مع إعلان البلدين عن إنشاء طريق بري يربط السلطنة بالسعودية. أما صحيًا، فالإغلاق الشامل مصير إجازة عيد الأضحى؛ وذلك في ظل الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس في السلطنة.

السعودية

إنتهى اجتماع عبر الفيديو لأعضاء “أوبك” وحلفائهم (أوبك +) إلى طريق مسدود يوم الجمعة الماضي بعد أن طلبت السعودية وروسيا من المنتجين زيادة الإنتاج وتمديد اتفاق الإمدادات الحالية لضمان استقرار سوق النفط. الإمارات رفضت الطلب وأثارت مسألة حصة الإنتاج الخاصة بها والتي تعتبرها غير عادلة. وتعليقًا على الموقف، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مقابلة عبر قناة “العربية”، أن هناك توافقاً ضمن مجموعة “أوبك+” فيما عدا دولة واحدة، قاصدا الإمارات. ودعا إلى” شيء من التنازل وشيء من العقلانية” للتوصل إلى إتفاق، مؤكداً أنه لا يمكن لأيّ دولة اتخاذ مستوى إنتاجها من النفط في شهر واحد كمرجعية، وإن هناك آلية يمكن للدول الاعتراض من خلالها.

التوتر بين البلدين لم ينتهي عند حد التصريحات، سبق ذلك قيام السعودية بإيقاف جميع الرحلات الجوية مع الإمارات يوم الأحد، معللة ذلك بسبب “التفشي المستمر لوباء فيروس كورونا وانتشار سلالة متحولة جديدة من الفيروس”. ثم قامت المملكة يوم الاثنين بتغير قواعدها بشأن الواردات من دول الخليج الأخرى لاستبعاد البضائع المصنوعة في المناطق الحرة أو التي استخدم فيها أي منتج إسرائيلي، في تحد مباشر لوضع الإمارات كمركز تجاري إقليمي، وقررت السعودية التعامل مع المنتجات الواردة من المناطق الحُرّة في دول مجلس التعاون الخليجي السّت، “كما لو كانت واردات أجنبية”. وبحسب مرسوم وزاري نُشر في الجريدة الرسمية السعودية “أُم القُرى”، استبعدت السعودية البضائع التي تُصنّعها الشركات التي لديها قوّة عاملة تقل عن 25% من السكان المحليين والمنتجات الصناعية التي تقلّ نسبة القيمة المضافة إليها عن 40% بعد عملية التصنيع، من اتفاقية التعريفة الجمركية الخليجية.

وفي مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية حول السلبية التي تلف العلاقة بين السعودية والإمارات خلال الأشهر الأخيرة، شرحت أسباب التوتر بينهما وعللت ذلك نتيجة المواقف المتباينة بشأن اليمن وإنتاج النفط وحسابات جيوسياسية أوسع بعد تولي إدارة جديدة في الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “يسارع إلى تعزيز أوراق اعتماده الدبلوماسية بينما يستعد لتولي قيادة المملكة”، مشيرة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، “بدأ في إصلاح العلاقات مع تركيا وقطر وحسّن العلاقات مع سلطنة عُمان، التي لطالما رسمت مسارها الخاص داخل مجلس التعاون الخليجي”.

وعلى نفس خط التهدئة الإقليمية، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن المحادثات مع السعودية أحرزت بعض التقدم. مضيفًا: “نحن نتفهّم أنه في بعض الحالات، قد تكون للنزاعات تعقيدات تستغرق وقتاً لحلها”. كما كشفت صحيفة” times of Israel” أن المباحثات الإيرانية السعودية قد تنتقل إلى سلطنة عمان. وقالت الصحيفة أن سلطنة عمان تحاول عقد الجولة القادمة من المباحثات  الإيرانية السعودية في عاصمتها مسقط، وإذا حدث ذلك بالفعل فسيصبح الترتيب الإقليمي أكثر احتمالًا.

الإمارات

إصطدم إتفاق «أوبك+» لخفض الإنتاج، والذي اقتُرح تمديده حتى نهاية العام المقبل، برفض الإمارات، التي اشترطت للموافقة عليه زيادة حصّتها السوقية بـ600 ألف برميل يومياً. وفي ظل تشبّث الإمارات بموقفها ورفض أعضاء التحالف منحها استثناءات، أُلغي الاجتماع الوزاري للأعضاء الـ23، من دون أن يُحدَّد موعد جديد له.

وجاء إلغاء الاجتماع بعدما أخفقت دول «أوبك+»، الجمعة، في التوصّل إلى اتفاق لتحديد حصص الإنتاج اعتباراً من الشهر المقبل، وغداة رفض الإمارات خطّة يجري التفاوض في شأنها وتنصّ على زيادة إنتاج النفط بـ400 ألف برميل يومياً في الشهر ابتداءً من أغسطس/ آب وحتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بحيث تصل كميّة النفط الإضافية المطروحة في السوق، بحلول نهاية السنة، إلى مليونَي برميل في اليوم، وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية العامة التي تتبعها “أوبك+” منذ مايو/ أيار، والقاضية بزيادة الإنتاج تدريجاً، بعد خفضه بشكل حادّ العام الماضي.

وفي هذا الإطار، قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، سهيل المزروعي، في مقابلة عبر قناة “سكاي نيوز العربية”، إن “مطلب الإمارات هو العدالة فقط ومسألة دخولنا أو إجبارنا على الدخول في اتفاق جديد وربطه بزيادة الإنتاج، لا نراها طلباً منطقياً حتى لو اتّفقت عليه كل الدول”. ووفق وكالة “ستاندرد آند بورز”، فموقف الإمارات جاء مفاجئاً، لا سيما أنها لم تُثر أبداً مخاوف في شأن خطّ الأساس في أيّ اجتماع سابق وهو ما يثير قلق شركاء المجموعة من أن طلب أبوظبي قد يفتح الباب أمام الأعضاء الآخرين بحثاً عن حصص أعلى.

هذا واستقبل نائب رئيس الوزراء الإماراتي ووزير شؤون الرئاسة، منصور بن زايد آل نهيان، القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى الإمارات سيد محمد حسيني. ووفق البيان الإماراتي، جرى خلال اللقاء “استعراض عدد من مجالات التعاون المشتركة وسبل تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين”.

محليًا، شهدت مدينة دبي، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، انفجاراً ضخماً على واجهتها البحرية، سمع دويّه في مناطق عدّة في الإمارة، وتسبب بسقوط بعض الزجاج في أبنية قريبة منه، على ما أظهرت صور تناقلها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وبحسب الرواية الرسمية، انفجرت حاوية للشحن التجاري، على متن إحدى السفن الراسية في ميناء جبل علي في دبي، ما تسبب بحريق كبير.

سلطنة عمان

يزور  السلطان هيثم بن طارق، السعودية يوم الأحد المقبل، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه مقاليد السلطنة خلفاً للسلطان قابوس. وسيلتقي فيها بالملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووفق المصادر فالمحادثات السعودية العمانية ستتركز حول تطورات الوضع على الساحة اليمنية في ظل استمرار الحراك الدبلوماسي المكثف من قبل سلطنة عُمان لحلحلة الأزمة اليمنية وفق توافقات إقليمية ودولية وإجراء حوار مباشر بين الأطراف المتقاتلة، ونتائج مفاوضات الملف النووي الإيراني، إلى جانب دفع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية.

وأفادت وكالة الأنباء العمانية أن السلطنة والسعودية توصلتا إلى اتفاقات جديدة لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين. وقالت الوكالة أن تلك الشراكة “تنطلق من طموحات رؤية عُمان 2040 ورؤية المملكة 2030″، إذ ينوي البلدان إنشاء طريق بري يربط السلطنة بالسعودية. وأضافت أن “مسؤولين حكوميين في البلدين بدأوا خلال الأيام الماضية، وضع رؤية تمكّن الطرفين من تحديد مجالات التعاون الاقتصادية والاستثمارية المشتركة وزيادة الفرص الاستثمارية”.

نبقى أيضا في الاقتصاد، حيث طلبت سلطنة عُمان من “صندوق النقد الدولي” تقديم مساندة فنية لمساعدة البلاد في وضع إستراتيجية للدَين للأجل المتوسط وتقوية إطار ماليتها العامة. وقال صندوق النقد في بيان له يوم الثلاثاء، أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انكمش 2.8 بالمئة، بينما تضخم العجز في الميزانية العامة إلى 19.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب تراجع إيرادات النفط والتباطؤ الاقتصادي.

صحيا، قررت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا تشديد الإجراءات وفرض الإغلاق الشامل طوال فترة إجازة عيد الأضحى؛ وذلك في ظل الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس. وسيتم تمديد فترة الإغلاق المسائي للأنشطة التجارية ومنع الحركة للأفراد والمركبات لتبدأ من الساعة الخامسة مساءً وتنتهي في الساعة الرابعة صباحاً؛ وذلك اعتباراً من مساء يوم الجمعة 16 تموز/يوليو الجاري، إلى صباح يوم السبت 31 تموز/يوليو الجاري.

الكويت

يهتم الرأي العام الكويتي بخبر إعتقال الشاعر جمال الساير بتهمتي “المساس بذات الأمير وإذاعة أخبار كاذبة في مجموعة تغريدات”، ليثير حملة تضامن مع الشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم (#الحرية_لجمال الساير).

مجتمعيًا، قال مصدر في وزارة الهجرة المصرية أن آلاف المصريين العاملين في الكويت يستعدون للعودة إلى وطنهم بشكل نهائي بسبب أزمة كورونا التي تتواصل تداعياتها منذ أكثر من 18 شهراً. والجدير بالذكر أن الكويت حاولت تنفيذ قرار بعدم تجديد إقامة العاملين غير الكويتيين الذين تجاوزوا الستين من أعمارهم ولم يحصلوا على شهادات تعليمية أعلى من الثانوية العامة، وباشرت بالفعل تنفيذ هذا القرار منذ بداية العام الجاري.

البحرين

تعرضت رحلة طيران الخليج رقم GF215 من البحرين إلى الكويت الى حادث عارض أثناء هبوطها في مطار الكويت الدولي، دون وقوع إصابات. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل فيديو للطائرة بعد هبوطها يظهر فيه في حالة تشتت وخوف على مدرج المطار، ما أثار استياء الكثيرين لكيفية تعاطي إدارة المطار مع الحادثة.

حقوقيًا، أصدرت المحكمة الصغرى الجنائية يوم الخميس حكما بالحبس سنتين مع النفاذ على الناشط الاجتماعي محمد الزياني، ما دعا العديد من المنظمات الحقوقية للدعوة بالإفراج عنه خاصة مع ما عُرف عن الزياني من قيامه بتعليقات ساخرة لا تحمل أي أبعاد قانونية أو سياسية.

قطر

قام وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة إلى لبنان التقى فيها الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، وذلك في إطار مساعي قطر للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان. كما قدمت قطر منحة من المواد الغذائية (70 طنًا) إلى الجيش اللبناني وصلت أولى دفعاتها يوم أمس (الخميس).

عسكريًا، أغلق الجيش الأمريكي 3 قواعد عسكرية له في قطر، وهي معسكر السليلية الرئيسي ومعسكر السليلية الجنوبي ونقطة الإمداد بالذخيرة “فالكون”.