دول » دول مجلس التعاون

مع موسم السفر والعطلات.. هل يشكل تخفيف قيود كورونا خطراً في الخليج؟

في 2021/07/03

الخليج أونلاين-

مع دخول فصل الصيف وموسم السياحة والعطلات بدأت معظم دول مجلس التعاون الخليجي تقليص التدابير الاحترازية من وباء فيروس كورونا المستجد، مع تأكيد ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الكمامة، واستمرار عمليات التطعيم الوطنية بلقاح كورونا التي أطلقتها الدول.

وتواصل دول الخليج بذل أقصى ما لديها لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد منذ انتشاره حتى الآن، في واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً على المستوى الدولي. 

ويأتي الحديث عن تخفيف القيود رغم انتشار سلالة "دلتا" الهندية، وسلالة "دلتا بلس" المتحورة منها، في عدة دول خليجية، وهو ما يطرح تساؤلات عن مدى مخاطر هذه الخطوات مع استمرار تفشي الوباء.

التطعيم وسلالات كورونا

ويبدو أن دول الخليج التي يتجاوز عدد سكانها الـ 56 مليون نسمة، وتعطلت فيها الرحلات الجوية وقطاع السياحة الخارجية والداخلية بشكل كبير أكثر من عام ونصف، تود أن تعود إلى الحياة السابقة مع دخول عطلة فصل الصيف اللاهب، وتوجه السياح الخليجيين نحو وجهاتهم عالمياً، لكن تحديات ومخاطر الجائحة ما زالت قائمة.

ويعد سكان مجلس التعاون من أنشط السياح عالمياً، وتأثروا بتدابير حظر الطيران وقوانين السفر المعقدة خلال عام 2020، حيث انخفض عدد السياح حول العالم لأدنى مستوياته، وبلغ في 2020 نحو 381 مليون سائح مقارنة بـ 1.462 مليار سائح في عام 2019 عالمياً قبل تفشي كورونا.

ومنذ ديسمبر 2020 أطلقت دول الخليج حملات تطعيم وطنية موسعة تجاوزت الـ 40 مليون جرعة من لقاحات كورونا حتى نهاية يونيو 2021؛ من أجل الوصول إلى الحماية المجتمعية، في الوقت الذي تجاوز فيه إجمالي عدد الإصابات بدول المجلس لأكثر من 2.226 مليون إصابة، تعافى منهم أكثر من 2.124 مليون حالة، وتوفي أكثر من 16.521 حتى نهاية الشهر نفسه.

وتصدر هذه الأرقام في ظل الحديث عن استمرار فيروس كورونا بالتحور إلى سلالات جديدة مثل "دلتا بلس" أكثر انتشاراً وتحمل أمراضاً جديدة بين المصابين تثير مخاوف دول الخليج، باحتمالية عدم تغلب اللقاحات عليها.

ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية فإن "دلتا بلس" تنتقل بشكل أسرع، ما قد يجعلها سبباً في تفش جديد واسع النطاق، لذلك قد تكون هذه السلالة سبباً في إغلاق عالمي جديد.

وتحمي اللقاحات الحالية والمناعة الشخصية المكتسبة من عدوى "كوفيد-19"؛ ولكن سلالة "دلتا بلس" تخترق جسم الإنسان بسهولة، وقد تكون مقاومة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة، ولا يزال الخبراء حذرين جداً في تقييم هذه السلالة الفرعية للفيروس التاجي المستجد، فهم يدرسونها فقط ولكن ما هو معروف عنها بالفعل يدعو إلى القلق، وفق صحيفة "فيستي. رو" الروسية.

وقد اتضح أن "دلتا بلس" الهندية تختلف عن سلالة ووهان الصينية بأربعة متغيرات أساسية في بروتين "S"، ما يساعد الفيروس في اختراق الخلايا البشرية بسهولة، أي إن "دلتا بلس" هي "دلتا" مع طفرة إضافية "K417N".

وأشارت بيانات كلية لندن الملكية إلى أنه ما من سبب للاعتقاد أن "دلتا بلس" تكون أقل خطورة من الخيارات المعروفة، بل على العكس أظهر الواقع أن الفيروس التاجي المستجد يواصل تحسين قدراته في إصابة البشر.

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السريلانكية أنه لن يُسمح للمسافرين من أي دولة خليجية بدخول سريلانكا، بعد أن ثبتت إصابة أكثر من 100 شخص بفيروس "كورونا" عند وصولهم إلى سريلانكا.

وأكدت هيئة الطيران المدني في سريلانكا أن حظر السفر الصارم سيفرض على قطر والإمارات والسعودية وسلطنة عُمان والبحرين والكويت ابتداء من 1 يوليو 2021، وسيظل سارياً حتى 12 يوليو من العام نفسه.

وسبقت سيرلانكا الولايات المتحدة حيث حذرت مواطنيها من السفر إلى الإمارات بسبب انتشار المرض بشكل سريع في الدولة، سبقه تحذير إسرائيلي.

عودة حذرة 

ورغم أن دول الخليج لم تنهِ إجراءاتها وتدابيرها، فإنها بدأت خطط العودة التدريجية إلى الحياة السابقة، مع ازدياد نسب تطعيم سكانها.

وفي إطار الحديث عن واقع الوباء العالمي عبر مشاركة آخر الإحصائيات عن انتشار كورونا في دول مجلس التعاون، أكد رئيس اللجنة الاستشارية لمواجهة كورونا بالكويت، خالد الجار الله، أن "المصارحة في وصف الحالة الوبائية ليس ترويعاً"، مبيناً أن "ما تشهده المنظومة الصحية حالة غير مسبوقة لتفشٍّ حاد علينا وعلى الكثير من الدول".

ولفت الجار الله، في حسابه بموقع "تويتر"، إلى أن "الوضع مدعاة لتحمل الجميع مسؤولية الالتزام بتوجيهات الدولة الصحية والوقائية والمبادرة للتطعيم"، مشدداً على أهمية الدعم لكوادرنا الطبية في المواجهة الوبائية.

 
صورة

وتصر الكويت حتى الآن على منع غير المحصنين بلقاح كورونا من مغادرة البلاد، رغم الجدل الذي أثاره القانون، اقتناعاً من الحكومة بأهمية إبقاء درجة المخاطر بأدنى مستوياتها.

من جانبها اعتمدت السلطات البحرينية، في بداية يوليو 2021، آلية إشارة ضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا الذي سيتم من خلاله فتح أو إغلاق قطاعات مملكة البحرين المختلفة.

وقسمت السلطات مستويات تفشي كورونا في المملكة إلى أربعة مستويات هي: "المستوى الأخضر: عندما يكون متوسط ​​نسبة الحالات الموجودة خلال 14 يوماً من إجمالي الفحوصات أقل من 2%"، ثم "المستوى الأصفر: عندما يكون متوسط ​​نسبة الحالات الموجودة خلال 7 أيام من إجمالي عدد الفحوصات ما بين 2% وأقل من 5%"، يليه "المستوى البرتقالي: عندما يكون متوسط ​​النسبة المئوية للحالات الموجودة خلال 4 أيام من إجمالي الاختبارات بين 5% وأقل من 8%"، وأخيراً "المستوى الأحمر: عندما يكون متوسط ​​النسبة المئوية للحالات الموجودة خلال 3 أيام من إجمالي الاختبارات 8% أو أكثر".

ومن خلال ذلك تنتقل الحكومة في فرض التدابير من مستوى إلى آخر، وفق المعطيات والتطورات، بما يحافظ على صحة وأمان المجتمع.

وفي قرارات متزامنة أعلنت كل من حكومة أبوظبي والحكومة الكويتية تخفيف القيود على الحاصلين على لقاح كورونا فقط، بما يشمل "مراكز التسوق، والمطاعم والمقاهي، والصالات والأنشطة الرياضية، والمنتجعات الصحية، والمتاحف والمراكز الثقافية".

التطعيم مهم

وحول التطورات الأخيرة بخصوص كورونا، يعتقد الطبيب بأمراض الدماغ والأعصاب عثمان الباشا، أن الإجراءات التي فرضتها الدول لمنع انتشار كورونا كانت مهمة جداً لأنها قللت من الاجتماعات والزيارات والحفلات والسفر، وكل ذلك مهم في إطار عمليات التطعيم.

وأضاف الباشا، في حديث مع "الخليج أونلاين"، أن الدراسات حتى الآن كثيرة ومتشابكة بسبب سرعة تحور الفيروس وعدم مرور وقت كافٍ على التطعيم لمعرفة جدوى اللقاحات من السلاسل الجديدة خصوصاً "دلتا بلس"، مبيناً أن الحكومات الخليجية نجحت إلى حد بعيد في السيطرة على درجة تفشي الجائحة، وحجّمتها.

وأوضح المختص، المقيم في السعودية، أن "نسبة كبيرة من الخليجيين قد يحرمون هذا العام أيضاً من السياحة في حال خرجت قوانين طارئة جديدة، لأن المصلحة العامة أهم من رحلة سياحية قد تؤدي لمخاطر تصل إلى الوفاة على شخص إلى عائلة ومنها إلى قرية ثم مجتمع؛ لأن الوباء سريع الانتشار، خاصة مع التحورات الجديدة له".

ولفت إلى أن مشكلة المطعمين أنهم يظنون أنهم حصلوا على المناعة التامة من الفيروس، وهذا غير صحيح، المناعة موجودة ولكن ليست تامة، وتختلف من جسم لآخر، ومن سلالة لأخرى، لذلك فاللقاح يؤمن درجة حماية كبيرة تجنب معظم الحاصلين عليه من دخول المستشفى في حالة الإصابة وهذا هو المهم حالياً.

وأكّد أن الحكومات الخليجية تراقب كل التطورات التي تصدر عن كورونا محلياً وعالمياً، وتبني جميع قراراتها وفقاً لذلك، وعلى السكان مراعاة الوضع الحرج الذي يمر به العالم.