دول » قطر

"القطرية" الأوفر حظاً.. كيف أصبح نشاط الطيران بعد مصالحة الخليج؟

في 2021/07/03

الخليج أونلاين-

تشير الجهود المستمرة بعد المصالحة الخليجية إلى عودة أشكال التعاون الاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً فيما يتعلق بالتنقل وفتح الأجواء الجوية، والتي تضرر منها سكان دول مجلس التعاون على مدار ما يقرب من 4 سنوات متواصلة، لتعود معها جملة من الأمور إلى طبيعتها كما كانت قبل الأزمة.

وعادت الرحلات الجوية بين قطر والسعودية، والإمارات، والبحرين ومصر، بعد إعلان الرباعي العربي فتح المجال الجوي للطيران القطري، إضافة إلى فتح الحدود البحرية والبرية كافة.

وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين اتفقوا على إنهاء المقاطعة التي فُرضت في منتصف عام 2017، واستعادة العلاقات السياسية والتجارية وروابط السفر مع الدوحة، وأخذت الرياض زمام المبادرة بين الدول الأربع في إعادة العلاقات.

خط جديد مع الدوحة

مع مرور نحو 6 أشهر على إعلان عودة الرحلات مع قطر، كشفت وسائل إعلام مصرية عن أن مطار أسيوط الدولي يستعد لاستقبال أولى رحلات خط طيران جديد (بين قطر ومصر) قادمة من الدوحة، يوم الأحد المقبل 4 يوليو الجاري، تسيرها شركة "إير كايرو".

ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" المصرية أنه من المقرر أن تسير "إير كايرو" رحلتين أسبوعياً بين مطاري أسيوط و"حمد الدولي" بالدوحة.

كما أعلنت الشركة المصرية للمطارات أن مطار أسيوط الدولي قد اتخذ كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال أول رحلة مباشرة بين أسيوط والعاصمة القطرية الدوحة، تسيرها شركة "إير كايرو" للطيران التابعة لوزارة الطيران المدني، وفقاً لـ"الأهرام المصرية".

وقالت مصادر مطلعة بوزارة الطيران المدني إن جمهورية مصر العربية ألغت إعلان الطيران الخاص بحظر الطائرات القطرية من الهبوط أو عبور المجال الجوي المصري.

بداية العودة

كان الـ11 من يناير 2021، هو موعد إقلاع أول طائرة تجارية تابعة للخطوط الجوية القطرية إلى المملكة العربية السعودية، في رحلة هي الأولى بين قطر ودول المقاطعة منذ ثلاث سنوات ونصف، وأعلنت هيئة الطيران المدني السعودي حينها وصول 169 مسافراً قادمين من الدوحة.

وتسير الخطوط القطرية رحلة يومية من الرياض، وأربع رحلات أسبوعية من جدة، ورحلة يومياً من الدمام، إلى مقر عملياتها في مطار حمد الدولي، في حين أعلنت الخطوط السعودية استئناف الرحلات بين الرياض وجدة والدوحة.

كما استأنفت الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلى الإمارات بثلاث وجهات تشمل أبوظبي ودبي والشارقة، بواقع رحلتين يومياً إلى دبي، ورحلة إلى أبوظبي، ومثلها إلى الشارقة.

وأعلنت "الاتحاد للطيران" الإماراتية (حكومية) استئناف رحلاتها التجارية بين أبوظبي والدوحة من أبوظبي، ابتداءً من 15 فبراير الماضي، برحلة يومياً، فيما أعلنت "فلاي دبي" عودة الرحلات المباشرة مع الدوحة برحلتين يومياً.

وفي مصر تسير الخطوط القطرية رحلة يومية إلى القاهرة ورحلتين أسبوعياً إلى الإسكندرية، فيما سيرت شركة "مصر للطيران"، منذ 25 يناير الماضي، رحلة يومية إلى الدوحة.

وهبطت أول طائرة قطرية منذ الأزمة الخليجية، في 25 فبراير الماضي، في مطار المنامة بالبحرين، لإعادة مواطنين قطريين عالقين هناك، فيما لم يُكشف عن أي رحلات بين الجانبين.

تداعيات الأزمة

بلغة الأرقام، تسبب إغلاق أجواء الدول الأربع بخسائر لـ"الخطوط القطرية"؛ لكونها أكثر المتضررين، وهو ما زادته آثار جائحة كورونا، حيث أعلنت "القطرية"، في سبتمبر الماضي، تكبُّدها خسائر صافيةً قدرها 1.9 مليار دولار للعام 2019-2020.

ونسبت الشركة خسائرها إلى مجموعة من الأسباب قائلة: إن "الحصار الجوي على دولة قطر، وتصفية شركة طيران إيطاليا من قبل المساهم الأكبر، وتغييرات في السياسة المحاسبية ومعايير الإبلاغ، وأزمة جائحة كوفيد 19"، تسببت في تكبد المجموعة خسائر كبيرة.

وخلال فترة المقاطعة قالت "القطرية" إنها تواجه "آثار الأزمة الخليجية التي لا تزال تقوض عملياتها؛ ما دفع الشركة إلى التقدم بطلب إلى التحكيم الدولي ضد كل من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر، بسبب إيقاف الدول عملياتها في أسواقها، وإغلاق مجالها الجوي أمام طائراتها، والمطالبة بتعويضات تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار"، وفق شبكة "CNN" الأمريكية.

لكن الشركة أكدت في المقابل أن ارتفاعاً طرأ على إجمالي الإيرادات بنسبة 6.4% ليبلغ 51.1 مليار ريال (14.2 مليار دولار)، خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2020.

وزادت الخسائر السنوية بنسبة 47.6% إلى 7 مليارات ريال (1.94 مليار دولار)، مقابل 4.75 مليارات ريال (1.32 مليار دولار) بالعام السابق له.

وأعلنت في مارس 2019، خسائر سنوية للعام الثاني توالياً؛ حيث اضطرت الشركة إلى تغيير مسارات وإعادة توجيه كثير من الرحلات الجوية، ما أدى إلى زيادة المدة والتكلفة.

من الرابح الأكبر؟

يقول المحلل الاقتصادي سليم السعيدي إن إعادة الدول الأربع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة مكنت الخطوط القطرية "من العودة إلى أجوائها من جديد، وساعدها في تقليص مدة السفر إلى أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وزيادة أعداد عملائها المحتملين في المنطقة".

ويضيف في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "الفائدة التي ستعم على بقية شركات الطيران للدول التي كانت تقاطع قطر محدودة، لكن الخطوط الجوية القطرية تتمتع الآن بميزة انتهاء العقوبات، وهي في وضع أفضل في هذا الأمر".

وتابع: "سيكون ملاحظاً جداً التغيير السريع الذي ستحصل عليه (القطرية) من هذه المصالحة؛ لأن المقاطعة تسببت بإعاقة الوصول الجوي إلى قطر، وهو ما اضطر الناقلة القطرية إلى اتخاذ مسارات غير مباشرة أدت إلى زيادة تكاليف الوقود وإطالة مدة الرحلات، أما الآن فهي ستعوض ذلك".

ويقول إنه بالنسبة إلى المسافرين على متن رحلات "الخطوط القطرية" التي واجهت التفافات من عدة مئات من الأميال، "ستكون الرحلات أكثر راحة، وسيحصل أيضاً توفير في التكاليف بالدولار بالنسبة إلى شركة الطيران".

وكان الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر، قال إن فتح الأجواء مع الدول التي كانت تقاطع بلاده "سيكون له تأثير إيجابي على الأداء المالي للقطرية خلال 2021".

وأوضح أن فتح الأجواء سيوفر للناقلة القطرية نحو 1.2 مليار دولار عبر تخفيض التكلفة التشغيلية؛ من خلال استخدام طائرات القطرية مسارات أقصر للطيران، وذلك بعد توقيع المصالحة الخليجية.

وكانت قطر تدفع سنوياً نحو 100 مليون دولار أمريكي لإيران لاستخدام مجالها الجوي؛ بعد منعها من المرور في أجواء دول الخليج التي كانت تقاطعها.

ومع ذلك فإن عودة الرحلات الدولية بين دول الخليج، والسماح للقطرية بالمرور من فوق أجواء تلك الدول، سيكون مخفضاً وأقل كثيراً مما كان عليه قبل الأزمة، بسبب الهبوط العام في الطلب على السفر الجوي منذ جائحة كورونا، في يناير 2020.