ملفات » كورونا في الخليج

بعد وصوله للخليج.. هل تنجح اللقاحات في التصدي للمتحور الهندي؟

في 2021/06/16

الخليج أونلاين-

رغم تسارع حملة التلقيح العالمية للقضاء على كورونا والوصول إلى المناعة الجماعية المنشودة فإن "كوفيد 19" لا يزال يتحور، ووصل إلى "السلالة الهندية" التي تنتشر أسرع 40% أكثر من أي فصيلة أخرى.

غير أن وصول المتحور الهندي الذي يسمى "متحور دلتا"، والذي رصد أول مرة في الهند في شهر أبريل الماضي، إلى منطقة الخليج، طرح شكوكاً حول إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية كما هو مخطط، علماً أن برامج التطعيم جارية في منطقة يعتبر من أكثر البرامج نجاحاً في العالم.

وفي مايو الماضي أعلن اكتشاف السلالة الهندية في البحرين، والاثنين 14 يونيو، أعلنت وزارة الصحة الكويتية تأكد إصابة بعض الأشخاص في البلاد بالمتحور "دلتا" من فيروس كورونا، فيما أعلنت، عمان في 13 يونيو، رصدها مخبرياً إصابات على أراضيها بـ"المتحور الهندي"، إضافة إلى سلالات كورونا أخرى ومنها البريطانية والجنوب أفريقية.

ودعت وزارة الصحة في البحرين والكويت وعمان المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية، مع تأكيدهم استمرار الإجراءات الاحترازية المتخذة وذلك لاحتواء انتشار الفيروس.

ما هو المتحور الهندي؟

وكانت منظمة الصحة العالمية طورت منظومة جديدة وأبسط لتعريف سلالات كوفيد-19 المتحورة، حيث أطلق اسم سلالة "ألفا" على متحور بريطانيا، فيما أطلق على سلالة جنوب أفريقيا اسم "بيتا"، والسلالة البرازيلية "جاما"، أما السلالة الهندية فقد أعطيت اسم "دلتا"، وفقاً لموقع "دويتشه فيله".

وأوضحت المنظمة أنه وفي حالة انتهاء الـ 24 حرفاً من الأبجدية اليونانية، فسيتم استخدام تسلسلات أخرى مماثلة.

وتشير هيئة الصحة العالمية إلى أن المتحور الهندي الذي رُصد في أكثر من 62 دولة في العالم حتى الآن، يسبب أعراضاً أكثر خطورة من المتحورات الأخرى.

ومن بين الأعراض التي رصدت هي الإسهال، وآلام البطن، والطفح الجلدي، والتهاب الملتحمة، وحالة الارتباك وضباب الدماغ (تشوش التفكير)، كما يصاحب المرض أعراض فيروس كورونا المعتادة مثل الحمى والتعب والسعال.

ونتيجة تفشي المتحور الهندي في بريطانيا بشكل كبير قررت لندن إرجاء رفع آخر القيود المعتمدة للسيطرة على جائحة فيروس كورونا إلى 19 يوليو، بعد أن كان مقرراً في 21 يونيو؛ نظراً للتفشي السريع والمقلق لهذا المتحور، علماً أنه تلقى نحو 80٪ من البريطانيين البالغين جرعة واحدة من اللقاح ضد الفيروس.

ويتميز المتحور الهندي من فيروس كورونا بأنه يجمع بين طفرتين مختلفتين على مستوى البروتين السطحي، وهما E484Q و L452R، ما يجعلها تفلت بسهولة من قبضة الجهاز المناعي، كما أن الحاصلين على اللقاح والذين تعافوا من كورونا قد يصابون سريعاً بنسخة كورونا الهندية.

كما يحتوي على طفرات متعددة يبدو أنها تمنحه ميزة على السلالات الأخرى، والميزة الواضحة الأكثر أهمية هي أن الطفرات قد تجعل السلالة أكثر قابلية للانتقال، مما يجعلها أيضاً أخطر متغيّر حتى الآن.

ويشكل المتحور الهندي الجديد خطورة تدل على استمرار تطوّر فيروس كورونا المستجد، وكيف ينتج متحورات أكثر خطورة من تلك التي سبقتها.

ويرى الخبراء أن أفضل طريقة لمواجهة هذا التطور هي منع تفشي المرض واحتواؤه باحتياطات فعالة، مثل ارتداء الكمام والتهوية المناسبة وتطعيم الأشخاص واستمرار تطبيق الاشتراطات الصحية.

هل تنجح اللقاحات في التصدي له؟

ومع أن الغالبية العظمى ممن أخذوا اللقاحات سيتمتعون بالحماية من "كورونا"، يخشى البعض أن المتحور الهندي الأكثر قدرة على العدوى قد لا تنجع اللقاحات الحالية في التصدي له.

لكن أظهرت دراسة أجرتها السلطات الصحية في إنكلترا ونشرت نتائجها في 22 مايو الماضي، أن لقاحي بيونتيك / فايزر وأسترازينيكا / أوكسفورد المضادين لفيروس كورونا، فعالان ضد النسخة الهندية المتحورة.

ووفقاً للدراسة التي أجرتها وكالة "الصحة العامة في إنكلترا"، بين 5 أبريل و16 مايو، فإن لقاح فايزر وفر بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية فعالية بنسبة 88% ضد المتحور الهندي وبنسبة 93% ضد المتحور الإنكليزي.

بالمقابل فإن فعّالية لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد بلغت بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية 60% ضدّ المتحور الهندي، و66% ضدّ المتحور الإنكليزي.

وللحد من تفشي هذا المتحوّر نصحت الدراسة بتقليص الفترة الفاصلة بين جرعتي لقاح أسترازينيكا من ثلاثة أشهر إلى ثمانية أسابيع للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً ولأولئك المصنّفين ضمن فئة الأكثر هشاشة من الناحية الصحّية.

من جانبه قال ألبير بورلا، الرئيس التنفيذي لـ"فايزر"، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "متفائل" بشأن قدرة المصل على مواجهة المتحور الهندي.

وأضاف: "بالنسبة للمتحور الجديد الذي رُصد في الهند ليس لدينا أي بيانات، لكنني متفائل بشأن قدرتنا على السيطرة عليه. طورنا عملية تتيح الحصول على لقاح فعال خلال 100 يوم من ظهور متحور يمثل مصدر قلق، وأنا مرتاح لهذا الهدف الصعب، نظراً لفعالية تقنية الحمض النووي المرسال".