علاقات » صيني

هواوي الصينية قد تحرم الإمارات من صفقة "إف-35" الأمريكية

في 2021/06/11

بلومبرج-

تضغط الإدارة الأمريكية على الإمارات لدفعها إلى التخلي عن الاستعانة بشركة "هواوي" الصينية في شبكتها للاتصالات، ملوحة بحرمان أبوظبي من صفقة مقاتلات "إف-35"، بحسب ما كشفته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة، وترجمه "الخليج الجديد".

وأشار التقرير إلى أنه رغم أن إدارة "بايدن" أكدت في أبريل/نيسان الماضي مضيها قدما في عملية البيع، التي تمت الموافقة عليها في الساعات الأخيرة من ولاية الرئيس السابق "دونالد ترامب"؛ إلا أن الخلافات بين الولايات المتحدة والإمارات جدية؛ إذ لا يوجد ما يضمن أن الإمارات ستحصل على هذه الطائرات.

ويشير التقرير إلى أن وجود "هواوي" في الإمارات من شأنه أن يتيح للصين التجسس على الطيارين وسواهم في القواعد التي توجد فيها الطائرات، كما يعكس مخاوف الولايات المتحدة من أن تسرق الصين التكنولوجيا الأمريكية الخاصة بالطائرات بدون طيار.

من ناحيتهم، رد المسؤولون الإماراتيون بأنهم سيحتاجون إلى فترة أطول من ذلك لإزالة المنظومة الصينية، علاوة على احتياجهم إلى توفر بديل بأسعار معقولة وبتكنولوجيا جيدة، كما هو الحال مع "هواوي"، التي تعد رائدة في شبكات الجيل الخامس والاتصالات.

وقالت "بلومبرج" إن الجدل احتدم حول استخدام الإمارات لـ"هواوي" منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، ورغم أن الإماراتيين اقتنعوا بضغوط واشنطن، آنذاك، إلا أنهم راوغوا واستخدموا لغة أكثر غموضا، حتى أبرموا الصفقة مع الصين.

وأعلن الرئيس "جو بايدن" عن مراجعة خطط بيع "إف-35" للإمارات عندما تولى منصبه، وبالرغم من أن عملية البيع مستمرة في الوقت الحالي، لكن أشخاص مطلعين على الأمر قالوا إن الخلافات بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن "هواوي" وغيرها من المخاوف بشأن التكنولوجيا الصينية جادة بما يكفي لدرجة أنه لا يوجد حتى الآن ضمان بأن الإمارات ستحصل على طائرات "إف-35".

ونقل التقرير عن شخص مطلع على الموقف التفاوضي للإمارات، طلب عدم ذكر اسمه، أن المحادثات بين أبوظبي وإدارة "بايدن" حول الأمر أحرزت تقدمًا جيدًا وأن هناك متسعًا من الوقت للعمل على التفاصيل الفنية.

ورغم أنباء التقدم في المفاوضات بين واشنطن وأبوظبي حول التخلي عن "هواوي"، قالت "بلومبرج" إن هناك حالة عدم رضا بين المسؤولين الإماراتيين بسبب عدم تقديم الأمريكيين بدائل قابلة للتطبيق بعد هذه الخطوة، والتي قد تؤثر سلبا على العلاقات بين الإمارات والصين، لا سيما أن الأخيرة تعد الشريك الأول للدولة الخليجية تجاريا، حيث بلغ إجمالي التجارة بينهما 53.67 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الرقم بين الإمارات والولايات المتحدة.

ويرى محللون أن الإمارات لا تتطلع إلى استبدال علاقتها مع الولايات المتحدة أو تخفيضها، لكن قادتها يرون توافقا استراتيجيا مع النموذج الصيني، مع تركيزه على التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، واستقرار نظام بكين السياسي على وجه الخصوص، مقابل الاضطرابات في الولايات المتحدة والتغيرات الدراماتيكية في السياسة الخارجية الأمريكية التي رافقت التحول من الرئيس السابق "باراك أوباما" إلى "ترامب" والآن إلى "بايدن".

ونقل التقرير عن "جوناثان فولتون"، الزميل الأول في المجلس الأطلسي والمتخصص في العلاقات الصينية الخليجية قوله: "علاقة الإمارات بالصين هي أكثر من مجرد التكنولوجيا.. يتعلق الأمر حقا بما يرونه شريكا موثوقا به على المدى الطويل".