سياسة وأمن » اتفاقيات

في الخليج و"إسرائيل".. تشاؤم وغضب من انفتاح بايدن على إيران

في 2021/02/24

نيويورك تايمز-

عندما أبرمت الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق مراراً وتكراراً بأنه "خطأ تاريخي".

ومع عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض ورغبة الرئيس جو بايدن العودة للاتفاق، كان رد فعل الحكومة الإسرائيلية صريحأً وشديداً برفض الخطوة بشكل كامل.

لكن إعلان إدارة بايدن رسمياً، يوم الجمعة 19 فبراير، سعيها للعودة إلى المفاوضات النووية مع إيران، بعد انهيار اتفاقية عام 2015 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لم يثر رد فعل قوياً من تل أبيب والرياض وأبوظبي.

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ردود الأفعال الخافتة من الخصوم الإقليميين لإيران تخفي وراءها تشاؤماً وغضباً في الكواليس من القرار الأمريكي، فلا تزال "إسرائيل" والسعودية والإمارات حذرة من نوايا إيران، التي قالت إنها ترفض أي صفقة جديدة مع الغرب وتتمسك باتفاق 2015، في وقت تصر تل أبيب والرياض وأبوظبي على أن يشمل الاتفاق النووي برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وتدخلها في العراق ولبنان واليمن وسوريا عبر دعم مليشيات مسلحة.

ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي: "نحن لا نُعلق آمالنا على أي اتفاق مع نظام متطرف مثل إيران"، مضيفاً: "مع أو بدون اتفاق، سيتم القيام بكل شيء حتى لا تتسلح إيران بأسلحة نووية".

وقال تساحي هنغبي، وزير شؤون المجتمع الإسرائيلي لـلصحيفة: "إن الحكومة الإسرائيلية لا تعارض جوهر المفاوضات، لكن يجب أن تسفر عن صفقة أفضل من تلك التي كانت في عام 2015، والتي رفضتها إسرائيل ودول الخليج؛ لأن قيودها على الأنشطة النووية الإيرانية ستنتهي في غضون 15 عاماً، ولأنها لم تفعل شيئاً لتقييد النشاط العسكري الإيراني في الشرق الأوسط".

وأضاف: "ما نريده هو اتفاق يدوم لمدة 50 عاماً على الأقل إن لم يكن أكثر، ويجب أن يكبح إيران ونفوذها ويمنعها من أن تصبح قوة نووية".

في المقابل التزمت الرياض وأبوظبي الصمت إزاء تقرب بايدن من إيران، ويقول المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله للصحيفة: "ليس أمامنا إلا الثقة بالإدارة الأمريكية الجديدة، ليس لدينا أي خيار آخر، إدارة بايدن مصممة بالفعل على التواصل مع إيران ولا توجد طريقة أو أي شخص لإيقافهم".

لكن "عبد الله" يرى أنه إذا استطاع بايدن "خفض التصعيد مع إيران وجعلها أقل عدوانية وأقل توسعية، فذلك بمثابة حلم".

علي الشهابي، المعلق السياسي السعودي، يقول: إن "المملكة تدعم خطوات بايدن في التعامل مع إيران، ولكن فقط إذا كان الهدف هو اتفاقاً مع قيود إضافية على سلوك إيران الإقليمي".

كما حذر محمد اليحيى، رئيس تحرير الموقع الإنجليزي لقناة "العربية" الإخبارية المملوكة للسعودية "من أن رفع العقوبات عن إيران سيعني التخلي عن كل الجهود التي قامت بها إدارة ترامب من خلال سياسة الضغوط القصوى لضبط سلوك طهران، وتركها اليوم تفعل ما يحلو لها".

ووصف اليحيى استئناف المفاوضات مع إيران بأنه "أمر محير في هذه الظروف"، مضيفاً: "العودة إلى نفس الصفقة ستؤدي إلى نفس النتائج التي حققتها الصفقة الأولى، إيران تتمتع بالنفوذ والقوة، وستحاول بسرعة استعادة نفوذها الإقليمي الذي فقدته نتيجة سياسة ترامب، والنظام الإيراني لا يتصرف أبداً بحسن نية".

مسؤولان إسرائيليان كبيران كشفا لـ "نيويورك تايمز" أن "خلف الكواليس تضغط إسرائيل بالفعل على الولايات المتحدة من أجل اتفاق أكثر صرامة مع إيران، وقريباً سيسافر رئيس الموساد، يوسي كوهين، وفريق من الخبراء إلى واشنطن، لإطلاع كبار المسؤولين الأمريكيين على ما يرون أنه تهديدات لا تزال تشكلها إيران، على أمل إقناع الولايات المتحدة بالتمسك بفرض قيود أشد على إيران".

وقال المسؤولان: إن "المخابرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران انتهكت بشكل صارخ شروط الاتفاق النووي الأصلي، وما زالت تتخذ خطوات لتطوير رأس حربي نووي"، وهي مزاعم تنفيها إيران.

لكن في المقابل، تحظى مساعي بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران، بترحيب ودعم من الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والأمم المتحدة.