ملفات » الطريف إلى العرش

إدارة بايدن تحاول تهميش بن سلمان وستفرج عن تقرير “سي آي إيه” الأسبوع المقبل

في 2021/02/18

صحيفة “الغارديان”-

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها في واشنطن ستيفاني كيرتشغاسر، قالت فيه إن إدارة الرئيس جوزيف بايدن ترغب بتهميش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرة لتوقعات الإدارة الحالية من المملكة العربية السعودية “تغيير نهجها” في تحول عن سياسة دونالد ترامب. وقالت إنها ستحجم من التواصل مع محمد بن سلمان في تغير عن إدارة ترامب التي منحت ولي العهد الشاب الاهتمام وكالت له المدائح.

ويأتي الموقف الأمريكي في وقت يحضر فيه المسؤولون الأمنيون للإفراج عن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018 ودور ولي العهد السعودي. ويتوقع نشر التقييم الذي يكشف عن دور محمد بن سلمان في جريمة مقتل صحافي “واشنطن بوست” بداية الأسبوع المقبل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي هذا الأسبوع إن بايدن سيحدد الاتصالات مع الملك سلمان لا ولي العهد وذلك في إطار إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. ومع أن توصيف الإدارة يبدو من الناحية الفنية صحيحا إلا أن ولي العهد البالغ من العمر 35 عاما يتولى مسؤولية إدارة البلاد ويقيم علاقات مباشرة مع قادة الدول الأجنبية.

والسؤال في واشنطن إن كانت التعليقات الأخيرة تعتبر مجرد توبيخ رمزي أو أنها تعبر عن تطور أكثر أهمية وتقترح أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على الملك سلمان لتغيير ولي عهده واستبداله بآخر.

وفي رد على سؤال حول محاولة إدارة بايدن تغيير خط الخلافة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن السعودية هي شريك مهم في “عدد من الأولويات” ويجب أن تعكس تلك الشراكة “احتراما للقيم والمصالح التي تجلبها الولايات المتحدة لتلك الشراكة”.

وأضاف: “يتوقع الشعب الأمريكي أن تعطي السياسة الأمريكية تجاه شراكتها الإستراتيجية مع السعودية أولوية لحكم القانون واحترام حقوق الإنسان. وبناء عليه فستتعاون الولايات المتحدة مع السعودية في المجالات التي تتلاقى فيها أولوياتنا ولن تتردد بالدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية في أي وقت”. وتابع المتحدث: “قال الرئيس بايدن أيضا إنه يريد الاستماع أولا حول كيفية تغيير السعودية نهجها للتعامل مع الإدارة الجديدة. ونتطلع لتلك النقاشات كي تشكل علاقاتنا في المستقبل”.

وفي تعليق على التصريحات الواردة من البيت الأبيض، قال المحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز، بروس ريدل، إن بايدن يرسل رسالة واضحة إلى العائلة السعودية الحاكمة أنه طالما بقي محمد بن سلمان وليا للعهد، فستتم معاملة السعودية كدولة “منبوذة”.

وقال: “لا أعرف ما تفكر به الإدارة ولكن النتيجة الأفضل (للسعودية) هي إزاحته ويمكنه التقاعد في قصره بباريس”.

ويرى محللون آخرون أن الإدارة كانت تحاول تخفيض أو تخفيف علاقاتها مع السعودية. وبدا هذا واضحا من أول خطاب للرئيس بايدن عن السياسة الخارجية عندما أعلن عن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن، وعلق بيع الأسلحة الهجومية التي تستخدم في النزاع.

وفي الوقت نفسه، قال أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة بتقوية دفاعات السعودية”. وقالت ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي إن إدارة بايدن تحاول إرسال عدة رسائل وفي وقت واحد، أنها تريد تواطؤ الولايات المتحدة في اليمن وتريد البحث عن اتفاق مع إيران وتعتقد أن هناك حاجة مشروعة للسعودية كي تدافع عن حدودها. و”هناك إشارة جديدة الآن وهي الإدارة لم تعد داعمة لمحمد بن سلمان. وسواء كان هذا من خلال استخدام التأثير على ترتيبات الخلافة، لا أعرف. ولكنهم ربما كانوا يحاولون إبعاد أنفسهم قليلا”.

وأضافت أن مظاهر قلق إدارة بايدن ذهبت أبعد من مما ورد في تقييم المخابرات الأمريكية وهو أن محمد بن سلمان متورط شخصيا في مقتل خاشقجي. وتابعت: “كل العالم سيواجه مشكلة لو تولى محمد بن سلمان العرش لأننا شاهدنا تهوره وقسوته”.

ويبدو أن مدخل إدارة بايدن للسعودية أثار قلقا لدى الدائرة المقربة من ولي العهد، ففي تعليق كتبه علي الشهابي في مجلة “بوليتكو” قال فيه إن الملك سلمان لا يزال يعمل ولكنه عجوز، وهو “بمثابة رئيس مجلس إدارة ولا علاقة له بالعمل اليومي، وفي النهاية يحتاجون للحديث مباشرة مع محمد بن سلمان”.

وقال سيث بندر، الذي يعمل في برنامج الديمقراطية للشرق الأوسط إنه لا يعتقد أن إدارة بايدن لم تستهدف محمد بن سلمان بعينه، فلم يتحدث الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا يوم الأربعاء. وقال بندر: “ما يحاولون تقديمه هو أن محمد بن سلمان يظل فردا وليس كل البلد وخلافا لما يحاول بن سلمان تصويره على أنه كل السعودية، وفكرة كونه مصلحا يحاول نقل السعودية إلى العصر الجديد ليست صحيحة”.

وأضاف: “في الوقت الذي ستعمل فيه الولايات المتحدة مع الدول المستبدة إلا أنها تحتاج للتفريق بين الحكام والبلد نفسه، ويجب أن يقوم تواصلها مع السعودية بناء على هذا”.