سياسة وأمن » مؤتمرات أمنية

معرض آيدكس يحفز التعاون العسكري بين إسرائيل ودول الخليج

في 2021/02/18

سيث ج.فرانتزمان- ناشونال إنترست - ترجمة الخليج الجديد-

تتطلع شركات الدفاع الإسرائيلية إلى معرض "آيدكس" في أبوظبي، وبالرغم أن الوباء أوقف العديد من المعارض الكبيرة في العام الماضي، إلا إن الإمارات أكدت التزامها بإقامة المعرض في 21 فبراير/شباط الجاري لمدة 4 أيام.

ويعد "آيدكس" أكبر معرض ومؤتمر دفاعي من نوعه في الشرق الأوسط. 

وذكرت مجموعة "ISDEF"، وهي جزء من مجموعة "أفنون جروب" التي تنظم جناح إسرائيل، أنه قد يكون هناك 1250 عارضًا من 62 دولة.

وكانت "ISDEF" سريعة في اقتناص الفرصة للعب دور في "آيدكس"، وعادة ما ترتب المجموعة معرضًا للدفاع والأمن الداخلي في إسرائيل كل عامين، لكن هذا المعرض سيوفر لها فرصة لعرض تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية في الخليج، حيث تجتمع الأموال مع الابتكار لصنع صفقات دفاعية مميزة.

مزيج المال والسلاح

تسعى الإمارات إلى الحصول على طائرات "F-35" من الولايات المتحدة في صفقة أوقفتها إدارة "بايدن" مؤقتًا.

ويعتبر نصيب الفرد من الإنفاق على السلاح من بين أعلى المعدلات في العالم في دول الخليج.

ويتم إدراج الإمارات والسعودية أحيانًا ضمن أكبر مستوردي الأسلحة.

ومن المتوقع أن تشارك حوالي 40 شركة إسرائيلية في "آيدكس"، من بينهم شركات الدفاع الإسرائيلية العملاقة الثلاثة، "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة و"أنظمة إلبيت" و"IAI "، لكن "إلبيت" تتفرد بين الثلاثة في كونها لا تناقش تفاصيل مشاركتها، أما "رافائيل" و"IAI" فقد أوضحتا تفاصيل ما تتوقعان عرضه.

وكانت شركة الطيران "آيرونوتيكس"، التي تصنع الطائرات المسيرة، من أوائل الشركات التي أكدت مشاركتها، ومن المحتمل أن تجلب طائرتها "أوربيتر 4"، وهي أحدث طائرة مسيرة لديها بدون مدرج.

وقالت شركة "IMCO" الإسرائيلية المشهورة بدمج الأنظمة، إنها ستعرض مجموعة من الحلول للطائرات المسيرة وأنظمة الاتصالات والقيادة والتحكم.

وتسلط "رافائيل" الضوء على عروضها لكل من "آيدكس" والعرض البحري المصاحب المسمى "نافدكس"، وقال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "رافائيل"، "يوآف هار-إيفن"، في بيان: "نحن فخورون بالمشاركة في هذا المعرض الدفاعي، حيث نستهل حقبة جديدة في العلاقات بين بلدينا".

منظومات دفاع واسعة

ولدى "رافائيل" مجموعة كبيرة من الحلول بما في ذلك الحلول السيبرانية، وتقول إنها ستعرض محطة الأسلحة البحرية الخاصة بها عن بعد والتي يمكنها تدمير تهديدات الطائرات بدون طيار، وكذلك منظومة صواريخها البحرية "سبايك"، والتي يمكن أن تعزز بمنظومة الصواريخ "Typhoon MLS-NLOS"، لتضم صواريخ متعددة.

كما سيتم عرض أجنحة للحرب الإلكترونية وحماية السفن، وتتحدث الشركة أيضًا عن حلول دفاعية ساحلية، في إشارة إلى التحديات الخاصة التي قد تواجهها الإمارات أو دول أخرى في الخليج.

وهناك شركة إسرائيلية أخرى ستحضر تسمى "سمارت شوتر"، وهي تصنع منظومة التحكم في الإطلاق "سماش 2000" و"سماش هوبر"، حيث تساعد المنظومة الأولى مطلق البندقية بحيث لا يطلق النار على الهدف الخطأ، مثل إصابة المدنيين، كما يمكن أن تساعد أيضًا في إسقاط طائرات مسيرة صغيرة، وتطلق فقط عندما يعود الهدف المتحرك إلى مرمى البصر.

أما النظام الآخر فيتم التحكم به عن بعد، ويبلغ وزن "سماش هوبر" حوالي 15 كجم، وهو مثالي للنشر على مختلف المركبات والمنصات خفيفة الوزن المأهولة وغير المأهولة، ويتيح مجموعة واسعة من التطبيقات.

وبما أن هذه المنظومة توفر قدرة إطلاق نهارية وليلية مع المسح التلقائي واكتشاف الهدف، فهي مثالية لسيناريوهات المهام المتعددة بما في ذلك حماية القوة وأمن الحدود ومكافحة الطائرات بدون طيار والكمائن عن بُعد والعمليات الأخرى الخفية في البيئات الحضرية المعقدة، وفقًا لما تقوله الشركة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة "ميشال مور" إن "سمارت شوتر" تقدم للجنود تقنية جديدة، موضحًا أن "حلول التحكم في الإطلاق من سمارت شوتر، هي حلول ميدانية وتُستخدم عمليًا من قبل القوات الصديقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي والقوات الخاصة الأمريكية، ويشرفنا أن نقدمها في معرض آيدكس في أبوظبي".

وقد سعى الجيش الأمريكي ودول أخرى إلى الحصول على هذه الأنظمة، كما أشاد "بوعز ليفي"، الرئيس التنفيذي لشركة "IAI"، بـ"آيدكس" باعتبارها علامة على النشاط طويل الأجل في دولة الإمارات والمنطقة ككل.

تغيير قواعد اللعبة

بالنسبة للشركات الإسرائيلية؛ فإن القدرة على القيام بأعمال تجارية علنية، تعني تغييرًا كبيرًا لقواعد اللعبة في الخليج، حيث يجري كل ذلك علانية بعد توقيع اتفاقات "إبراهام" في سبتمبر/أيلول، وقد زار أكثر من 130 ألف إسرائيلي دبي.

ولكن، قد تخلق عمليات الإغلاق الجديدة وإغلاق المطارات في إسرائيل بعض العقبات، حيث تساءلت بعض الشركات عن كيفية إيصال موظفيها إلى أبوظبي، وأصيب منظمو الجناح الإسرائيلي بالارتباك من القرار.

ومع ذلك، فإن العديد من الشركات الكبرى لديها موظفين في بلدان وفروع أخرى، وعلى سبيل المثال، ذهبت الشركات الإسرائيلية مؤخرًا إلى معرض "آيرو انديا".

يوفر الخليج العديد من الفرص لإسرائيل لأن الإمارات وإسرائيل تشتركان بالفعل في المصالح والنظرة الإقليمية.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي عُمان في عام 2018، بالرغم من عدم وجود علاقات بين البلدين.

وحاليا أصبح لدى إسرائيل علاقات رسمية مع البحرين والإمارات، ومع أن الكويت أبرد إزاء إسرائيل، إلا أن السعودية أكثر مرونة.

ويبدو أن التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة قادرة على ترسيخ نفسها بشكل جيد في الخليج، ويسري ذلك على الشركات الناشئة الإسرائيلية في جميع المجالات، من التكنولوجيا المالية إلى الغذاء.

وعندما يتعلق الأمر بأجهزة الاستشعار العسكرية، مثل المراقبة المتقدمة والدفاع الساحلي، فهناك الكثير مما تستطيع إسرائيل أن تقدمه.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن اندفاع إسرائيل نحو الذكاء الاصطناعي يلقى اهتمامًا كبيرًا في منطقة الخليج لأن الشركات المحلية والمبتكرين سعوا أيضًا إلى تحويل مدن الإمارات إلى "مدن ذكية" باستخدام المزيد من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ولا تتعلق الصناعات الدفاعية المعروضة بالبنادق والدبابات فقط، بل تدور هذه الأيام حول البصريات وإيجاد الهدف الصحيح واستخدام الدقة في التعامل مع التهديدات مع عدم إلحاق الضرر بالمدنيين.

ولدى إسرائيل أنظمة دفاع مهمة مثل القبة الحديدية ونظام "تروفي"، وهو نظام موجود على الدبابات، كما تغري إسرائيل دول الخليج بأنظمة الكشف، مثل رادارات "إلتا" و"رادا"، حيث تحتاج هذه الدول إلى قدرة أكبر على اكتشاف التهديدات مثل أسراب الطائرات بدون طيار.