علاقات » اميركي

الدعاية السعودية تشوه الإسلام والقضية الفلسطينية

في 2020/05/30

ميدل إيست آي-

نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، اليوم الجمعة، تقريرا للمحلل السياسي السعودي أحمد راشد سعيد، حول دور الدعاية الإعلامية السعودية “البروباغندا” في تشويه الإسلام والقضية الفلسطينية.

وأشار سعيد، وهو خبير في في وسائل الإعلام والاتصالات، إلى تقرير حديث لقناة 24 السعودية الإخبارية زعمت فيه أن جماعة الإخوان المسلمين تدعم الانفصاليين الجنوبيين في عدن اليمنية، حيث من المعروف أن الانفصاليين هناك مدعومون من الإمارات، الدولة المعادية للإخوان!.

وتابع سعيد أنه في فلسطين، وُصفت حركة حماس بأنها منظمة إرهابية في وسائل الإعلام السعودية، التي اتهمتها باحتجاز أهل غزة رهائن لتنفيذ أجندتها.

وأوضح “هاتان طريقتان تنشر فيهما وسائل الإعلام السعودية دعاية سخيفة، حيث تشرع الحكومة في حملة واسعة النطاق لتجديد صورتها والتحكم في سرد ​​سياساتها، محليا وخارجيا. تنبع الحملة المنافقة من الرغبة في تضليل الواقع والسيطرة عليه وتشويهه في محاولة لحماية المصالح السعودية”.

رقابة صارمة

يتابع الكاتب، في تقريره الذي ترجمته “القدس العربي”، القول إنه لا يوجد شيء يسمى حرية التعبير في المملكة العربية السعودية، حيث يتم التحكم في الإنترنت ومراقبته بشكل كبير، مع الرقابة الصارمة على الكتب والصحف والمجلات والأفلام والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

ويضيف “وما يزيد الأمور سوءا هو الموقف الرسمي بأن أي نوع من الانتقادات للحكومة يُنظر إليه على أنه خطيئة مزعزعة للاستقرار وخطيرة”. ويشير إلى حملة القمع الشديدة ضد الأصوات السعودية المستقلة، حتى لو تم التعبير عن الآراء بشكل غامض ودون أي إشارة واضحة إلى السلطات السعودية.

ويشير سعيد في هذا السياق إلى أن السعودية تحتل المرتبة 170 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020، قائلا “في هذا الجو من القمع، يتم استبدال وسائل الإعلام المهنية بالدعاية التي تخدم النظام، وتعزز نظرته للعالم وتشوه منافسيه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية”.

ويرى المحلل أن السياسات السعودية هذه الأيام تميل إلى أن تكون غير متوقعة، فالدعاية الموالية تناقض نفسها. مثلا، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوصف في السابق بأنه حليف موثوق. الآن، هو خليفة عثماني جديد “يرهب” المنطقة. كذلك، تم تصوير نظام بشار الأسد في سوريا ذات مرة على أنه متوحش يجب إسقاطه. والآن يمكن إعادة تأهيله حتى يصبح حليفاً ضد تركيا.

المتصيدون السعوديون

يشير الكاتب إلى أن منصات التواصل الاجتماعي في السعودية لم تنجُ من الحملة على حرية المعلومات. ويضيف أن تويتر، على وجه الخصوص، يُعتبر تهديدا يتم ترويضه ومراقبته واستخدامه للسيطرة على المعارضة. بينما يقوم تويتر بشكل دوري بحذف الحسابات المرتبطة بشبكة التضليل هذه، فإن “جيش المتصيدين” السعودي لا يزال قويا، ويتلاعب بـ”الإعجابات” وإعادة التغريد لنشر الدعاية وإعطاء انطباع زائف بشعبية السياسات السعودية.

ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لا تخدم مصالح الدولة. وبدلاً من ذلك، فهي تحجب وسيلة أساسية لتتبع الرأي العام. في المملكة العربية السعودية، لا يوجد تقريبا “مجتمع مدني”، ولا يوجد تمثيل هيكلي حقيقي للجمهور، ولا يوجد منفذ للتأثير على عملية صنع القرار.

الدافع وراء الدعاية السعودية هو فكرة أن الإخوان المسلمين وما يسمى “الإسلام السياسي” هم أعداء المملكة الاستراتيجيون الرئيسيون. لهذا السبب دعمت السعودية انقلاب 2013 الدموي في مصر، الذي أطاح بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في البلاد. وهذا هو السبب في أن الدولة معادية لقطر، التي انحازت إلى الديمقراطية المصرية والربيع العربي بشكل عام. وتركيا التي اتخذت موقفا مماثلا.

إسلاموفوبيا

يتابع الكاتب القول إنه يبدو أن السلطات السعودية أصبحت مهووسة بالإسلام نفسه، حيث تحرض قناة العربية المملوكة للدولة على المساجد والمؤسسات الإسلامية الأخرى في الغرب، بزعم أنها خطرة ومرتبطة بالإخوان المسلمين وتمولها قطر أو تركيا. من المتاحف السويسرية إلى المدارس الثانوية الفرنسية، تُفقد المؤسسات مصداقيتها على “ارتباطها بالمجتمعات الإسلامية المدعومة من قطر”.

إن الوجود الإسلامي برمته في أوروبا قد صاغته قناة العربية بشكل أساسي على أنه له انتماءات “إرهابية”. الإسلاموفوبيا تزدهر في أروقة السلطة في المملكة العربية السعودية، حتى أكثر من الحركات اليمينية المتطرفة في برلين أو باريس.

تحتاج السعودية لشبكتها الدعائية (بروباغندا) الآن أكثر من أي وقت مضى، لأنها لا تزال تخوض صراعا مريرا مع إيران من أجل الهيمنة الإقليمية، وتتحول إلى إسرائيل للحصول على الدعم تحت فكرة “عدو عدوك هو صديقك”. لكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى نتائج عكسية على السعودية.

ويوضح الكاتب أن “نهج النظام السعودي الكئيب وقصير النظر أدى إلى سياسة كارثية أخرى: الانقلاب على القضية الفلسطينية لصالح “صفقة القرن” التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد”. كما شرعت السعودية في حملة قمع واعتقالات بين صفوف ممثلي حماس في البلاد.

مهمة مستحيلة

تدور الدعاية السعودية حول موضوع رئيسي واحد: تحريض المشاعر القومية المتطرفة بين الشباب. ساهمت شعارات مثل “السعودية للسعوديين” و”السعودية الكبرى” و”السعودية أولاً” في سرد ​​جديد وصفه المحلل مضاوي الرشيد بأنه “ليس مجرد حركة شعبية تلقائية بل مبادرة تقودها الدولة برعاية ولي العهد “. إن الشعور الجديد بالقومية يدعو إلى الانفصال ليس فقط عن المحافظة الدينية السابقة، ولكن أيضا عن أي التزام تجاه القضايا العربية والإسلامية – خاصة القضية الفلسطينية، بما في ذلك وضع مدينة القدس المحتلة.

تتراوح تكتيكات الدعاية السعودية بين التضليل والأكاذيب الصريحة، والشيطنة واستدعاء الأسماء وأكباش الفداء.

وبدعم من “جيش المتصيدين” السعودي (الذباب الإلكتروني) تم تدشين حملة على تويتر بهدف نزع الشرعية عن القضية الفلسطينية، بشعارات مثل “فلسطين ليست قضيتي”. شيطنة الفلسطينيين مع إظهار إسرائيل بشكل جيد يُعتبر “مهمة مستحيلة”، لكن النظام السعودي يواصل إطلاق النار على قدميه.

يختم الكاتب بالقول “لقد دمرت حرب المملكة العربية السعودية على الربيع العربي والإخوان شرعيتها سياسياً وأخلاقياً. الوضع حزين وسخيف”.