اقتصاد » احصاءات

شركات الطيران بالخليج تستنجد بحكوماتها.. ما القصة؟

في 2020/03/27

متابعات- 
تأمل شركات النقل الجوي في الخليج العربي والشرق الأوسط بالحصول على مساعدات مالية عاجلة من الحكومات، التي تعاني بدورها من صعوبات بسبب انخفاض الإيرادات.
وقامت حكومات دول الخليج ودول أخرى في المنطقة باتخاذ اجراءات صارمة للحد من تفشي الوباء، بينها إغلاق المطارات، ما أدى إلى توقف حركة النقل الجوي حتى في مطارات مثل دبي وأبوظبي.
ودفع توقف حركة الطيران الاتحاد العربي للنقل الجوي ونظيره الدولي إلى الدعوة لمساعدات مالية عاجلة من الحكومات، وحذر من أن عدم القيام بشيء سيعرّض مستقبل قطاع النقل الجوي للخطر.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي ألكسندر دو جونياك: إن "قطاع النقل الجوي يواجه أسوأ أزمة.. بالنسبة لشركات الطيران هذه نهاية العالم الآن".
ولا تزال الخطوط الجوية القطرية، ثاني أكبر شركة طيران في المنطقة، تسيّر طائرات رغم الأزمة، ولكن بمعدل 40% فقط من الحركة العادية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن تيري إنتينوري، كبير مسؤولي الاستراتيجية والتحول في الخطوط القطرية، قوله: "قمنا بتعديل العمليات. ما زال هناك طلب يتعلق بإعادة (الأشخاص)" العالقين في دول معينة، واصفاً استمرار شركته بالعمل بـ"شريان الحياة الأخير" للكثير من الناس.
ورفض إنتينوري التعليق على احتمال إلغاء وظائف، ولكنه أشار إلى أنه تم عرض إجازات دون رواتب على الموظفين.
ولجأت شركات طيران أخرى إلى إجراءات لخفض التكاليف دون تأخير.
وبالإضافة إلى الإغلاق المحتمل من الممكن أيضاً إلغاء طلبات شراء طائرات في المنطقة تقدّر قيمتها بـ100 مليار دولار.
وكانت مجموعة "طيران الإمارات"، وهي أكبر شركة طيران في المنطقة، أعلنت أنها ستقوم بخفض الرواتب الأساسية "مؤقتاً" بنسب تتراوح بين 25% و50%، لغالبية العاملين فيها لفترة ثلاثة أشهر دون إلغاء الوظائف.
و"طيران الإمارات"، ومقرها دبي، واحدة من شركات الطيران القليلة في المنطقة التي أعلنت عن أرباح، ولكن أرباحها الصافية تراجعت في السنوات الأخيرة بفعل التباطؤ الاقتصادي.
وكانت مجموعة "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني للإمارات، سجلت في الأعوام الأربعة الأخيرة خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار، وهي تقوم بالفعل بعملية إعادة هيكلة.
وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، توني دوغلاس، في شريط فيديو: "بعدها، عندما نرغب جميعاً بالعودة إلى حياتنا الطبيعية، ونرغب بالسفر، فإن الاتحاد ستكون موجودة".
ولكن الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، أكد أن العديد من شركات الطيران ستفلس مع تراجع الطلب على السفر، وأن مستقبل قطاع الطيران سيعتمد على الشركات التي ستقوم باتخاذ "قرارات ذكية للغاية وحذرة للغاية".
وقال الباكر لتلفزيون "بلومبرغ": إن "الذين كانوا يتباهون بأنهم لا يأخذون مساعدات من الدولة وباستقلاليتهم هم الآن من يطلب حول العالم مساعدات من الدول".
وأضاف: "في هذه الفترة الصعبة للغاية البقاء سيكون للأقوى فقط".
وسجل عدد من 19 شركة طيران عربية مملوكة من الحكومات خسائر في السنوات الأخيرة، ما دفع الحكومات إلى سد الفجوة.
ودعا الاتحاد العربي للنقل الجوي، الذي يمثل نحو 30 شركة طيران عربية عامة وخاصة، كذلك إلى اعتماد إجراءات هدفها " تخفيف الأعباء على شركات الطيران".
وبين هذه الإجراءات إعفاءات ضريبية، والإعفاء من رسوم المطارات، والمساعدة في تكاليف إضافية متعلقة بمنع انتشار الفيروس.
وأكد الاتحاد العربي في بيان أنه "من المهم للغاية أن تتبنى الحكومات العربية الإجراءات أعلاه لتجنب سيناريو عدم تمكن شركات الطيران من خدمة المسافرين بشكل مناسب".
ويتوقع الاتحاد الدولي "إياتا"، الذي يمثل 290 شركة طيران في العالم، أن تنخفض عائدات 2020 لشركات الطيران في الشرق الأوسط التي تشغل أكثر من 1300 طائرة بمقدار 19 مليار دولار، في تراجع بنسبة 39% عن العام الماضي.
وسيعرض هذا 800 ألف وظيفة للخطر، وقد يؤدي إلى خسارة عشرات ملايين المسافرين هذا العام.
وتسبب انتشار فيروس كورونا المستجد بوقف أساطيل جوية إقليمية بأكملها عن العمل، وأيضاً بانهيار أسواق الطاقة العالمية مع انخفاض الطلب، ما أدى إلى اندلاع حرب أسعار بين السعودية وروسيا في مسعى لانتزاع حصة من السوق.
ومع انخفاض أسعار النفط قدّرت مؤسسة "كابيتال إكيونوميكس" الاستشارية أن ينكمش اقتصاد المنطقة بنسبة 1.7% هذا العام، وسيكون أسوأ انكماش منذ نحو أربعة عقود، ما سيقوض قدرة حكومات المنطقة على مواصلة تمويل شركات الطيران الوطنية.