ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

لهذا السبب حوصرت قطر

في 2020/03/14

متابعات-

شاد السفير القطري لدى تركيا، سالم بن مبارك آل شافي، بالدور التاريخي لأنقرة في كسر الحصار المفروض على قطر منذ ساعاته الأولى، في يونيو 2017، من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وقال آل الشافي في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية، الجمعة: "أكمل الحصار الجائر ألف يوم، كانت دهراً من الإخفاق والفشل والتخبط والسقوط الأخلاقي لدوله".

وأضاف: "أيام الحصار الـ1000 بالنسبة لدولة قطر كانت ألف يوم من العزة والثبات والصمود والنجاح والشموخ".

هدف دول الحصار

وبين أن دول الحصار كانت تهدف إلى "عزل قطر دولياً عبر إغراق المجتمع الدولي بسيل من الادعاءات والأكاذيب، لكن الحقائق تنتصر دائماً ولا يمكن حجبها؛ لذا باءت كل تلك الجهود بالفشل".

وأشار إلى أن بلاده رغم الحصار واصلت تألقها على مختلف الأصعدة، واستضافت عشرات النشاطات، واستمرت بتنفيذ مشاريع ضخمة على صلة بتنظيم الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، إذ يعد فوز قطر بتنظيم المونديال أحد أهم أسباب افتعال الأزمة الخليجية.

وساهمت الأزمة -وفق السفير آل الشافي- في ترسيخ اسم قطر كوسيط دولي يرعى اتفاقيات السلام، و"أقرب مثال على ذلك اتفاق السلام التاريخي الذي رعته الدوحة مؤخراً بين طالبان والولايات المتحدة، بعد 20 عاماً من الحرب التي أنهكت افغانستان، رغم محاولات دول الحصار إفشال الاتفاق وعرقلته".

إشادة بالدور التركي

وتابع السفير القطري: "بعد إعلان الحصار تمكن الاقتصاد القطري من التعامل مع الأمر، ولا ننسى وقفة تركيا التاريخية إلى جانبنا؛ حين هبت على الفور، وأنشأت جسراً جوياً معنا خلال الساعات الأولى من بداية الحصار".

وأردف: "بدأت البضائع التركية بالتدفق إلى الدوحة، كما قامت تركيا بعد ذلك بتدشين خط بحري مباشر من ميناء إزمير (غرب) إلى ميناء حمد؛ للحفاظ على تدفق البضائع بشكل مستمر".

وأوضح أن الشاحنات التركية حملت البضائع إلى الدوحة عبر إيران والعراق بناءً على اتفاقيات الترانزيت.

وأضاف: "تركيا انحازت للحق، وهي التي لم تتخلف يوماً عن كل ما يسهم في استتاب الأمن ووحدة المنطقة واستقرارها"، مؤكداً أن بلاده  لن تنسى وقفتها التاريخية لكسر الحصار.

وأبدى السفير تفهم بلاده "للتحركات التي تقوم بها تركيا لحماية أمنها القومي وضمان ظروف عيش لائقة للاجئين الذين احتموا بأراضيها".

وأشار إلى أن "مواقفها الإنسانية ومقاربتها الأخلاقية جعلتها شبه وحيدة أمام التكتلات الأخرى، لكن التاريخ لا ينسى، ويُسجل كل شيء"، في إشارة للعمليات العسكرية شمالي سوريا.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها حصاراً خانقاً غير مسبوق؛ بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الدول الأربع بمحاولة فرض السيطرة على قرارها المستقل والتعدي على سيادتها الوطنية.

وتتميز العلاقات القطرية - التركية بتقارب فريد في وجهات النظر حول معظم القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى ما شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية من تطوُّر كبير خلال السنوات الأخيرة.

وبلغت علاقة البلدين مراحل متقدمة عام 2014، فشملت إلى جانب السياسة والاقتصاد المجالين الأمني والعسكري، بعد توقيع اتفاقية للتعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية وتمركز القوات المسلحة التركية على الأراضي القطرية، قبل أن تزداد قوة ومتانة في أعقاب الحصار الذي فُرض على الدوحة في يونيو 2017.