ملفات » قضية جمال خاشقجي

غانم الدوسري.. معارض سعودي يخشى مصير خاشقجي

في 2020/02/08

وكالات-

يقول المعارض السعودي غانم المصارير “الدوسري” إنه تلقى عرضا من صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية للكتابة فيها، لكنه يواجه صعوبة في القبول، خوفا من أن يواجه نفس مصير مواطنه الصحافي جمال خاشقجي.

والدوسري (39 عاما) كاتب ساخر يعيش تحت حماية الشرطة البريطانية في لندن، وسبق أن رفع دعوى قضائية يتهم فيها السعودية باختراق هاتفه عبر برنامج تجسس عام 2018، لا تزال مستمرة.

ويكشف الدوسري عن تلقيه تهديدات بالقتل، وأنه وصلته مؤخرا رسالة عبر حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي تقول: “لا بد من قطع رأسك”.

ويذكر الرجل أنه يحاول أخذ كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة في حياته اليومية، مشيرا إلى أنه دائما ما يلتفت وراءه أثناء ذهابه إلى المنزل أو خروجه منه، ليتأكد من أن أحدا لا يتعقبه.

ويفيد الدوسري بأن هذا القلق يؤثر على القرارات التي يتخذها في حياته العملية.

ويضيف أنه تلقى عرضا منذ 10 أيام من صحيفة “واشنطن بوست” لكتابة مقال أسبوعي، لكنه لم يرد حتى الآن، كونه يخشى مواجهة المصير الذي واجهه خاشقجي.

ويلفت الدوسري إلى أن عرض “واشنطن بوست” جاء في الوقت الذي ظهرت فيه ادعاءات بقيام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، باختراق هاتف مالك الصحيفة جيف بيزوس، ما يجعل عمله الآن فيها أكثر عرضة للمخاطر.

الذهاب إلى هناك يعني انتظار الموت كل لحظة

وردا على سؤال حول ردود الفعل والتأثير الذي سيحدثه عمله في “واشنطن بوست”، يقول الدوسري إن عمله سيعني انتظار الموت في كل لحظة.

ويعلل المعارض السعودي ذلك بأنه سيكون قد وصل إلى الرأي العام الغربي بشكل أكبر، ما يجعله يشكل خطرا أكبر على الإدارة السعودية من وجهة نظر الأخيرة.

ويشدد الدوسري على أن أي قرار محتمل بتصفيته “لن يتم دون موافقة ابن سلمان”، وفق تعبيره.

ويشير إلى استمرار محاولات اختراق هاتفه وحساباته على الإنترنت، وأنه يتلقى دائما رسائل عبر البريد الإلكتروني، تحوي طلبات لتغيير كلمات المرور الخاصة به.

انتقاد العائلة الملكية في السعودية

ويقيم الدوسري في بريطانيا منذ عام 2003، وله قناة على موقع يوتيوب باسم “The Ghanem Show”، ينشر فيها فيديوهات تنتقد العائلة المالكة في السعودية.

وسبق أن تعرض الرجل لاعتداء في لندن قبل شهر من مقتل خاشقجي، وتم تخصيص حراسة خاصة له من الشرطة.

وفي حديث سابق، قال المعارض السعودي إن ابن سلمان هو الشخص الذي يقف وراء العمليات السرية ضد منتقدي النظام.

اختراق هاتف مالك “واشنطن بوست”

وظهرت في الآونة الأخيرة ادعاءات تتهم ولي العهد السعودي باختراق هاتف بيزوس، وهو مؤسس شركة “أمازون” أيضا.

وأفادت تقارير إعلامية بأن اختراق هاتف بيزوس كان جزءا من حملة ضغط واسعة بخصوص مقتل خاشقجي.

مقتل خاشقجي

وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي، الصحافي السعودي والكاتب بصحيفة “واشنطن بوست”، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

وفي إطار القضية، أصدرت السعودية أحكاما بالإعدام في حق 5 متهمين، وأحكاما بالسجن 24 عاما لثلاثة متهمين آخرين، فيما تم إطلاق سراح الأسماء المقربة من ابن سلمان.

وفي تقرير من 101 صفحة نشرته المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في يونيو/ حزيران 2019، تم تحميل السعودية المسؤولية عن قتل خاشقجي “عمدا”.

وأشار التقرير الأممي أيضا إلى وجود أدلة موثقة من أجل التحقيق مع مسؤولين كبار، بينهم ابن سلمان.