ثقافة » مناهج

إدراج الموسيقى والمسرح في مناهج التعليم السعودي يثير جدلا

في 2019/11/08

متابعات-

أثار اجتماع بين وزيري التعليم والثقافة السعوديين، الخميس، جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعدما اتفقت الوزارتان على خطط جديدة للتعاون على إدخال الموسيقى والفنون إلى المناهج الدراسية.

وأعلن وزير الثقافة السعودي الأمير "بدر بن عبدالله بن فرحان"، الخميس، خلال تغريدة في "تويتر"، عن تفاصيل الفنون التي ستدرج في مناهج التعليم العام والأهلي.

وكشف الوزير دخول الموسيقى والمسرح والفنون في المدارس السعودية، وذلك عقب لقائه بوزير التعليم.

كما نشر صورة أرشيفية لفرقة موسيقية من طلاب مدرسة، وأرفقها بعبارة: "أيام جميلة.. ستعود".

في حين قال وزير التعليم "حمد آل الشيخ": "اتفقت مبدئياً مع سمو وزير الثقافة على تفعيل بعض الفنون في أنشطة ومناهج التعليم، ونقل صلاحية منح التصاريح للأنشطة والمسارات الثقافية والفنية المستحدثة إلى وزارة الثقافة، والترخيص لكيانات أهلية تعليمية متخصصة في الفن والثقافة، والاستفادة من المسارح التعليمية".

يذكر أن وزير الثقافة كان عقد، الخميس، اجتماعاً مع وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني "حمد بن محمد آل الشيخ"، في مقر وزارة الثقافة بالدرعية.

وجرى خلال الاجتماع بحث أوجه التعاون بين وزارتَي الثقافة والتعليم، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية ذات الصلة، وجرى الاتفاق المبدئي على التعاون بين الوزارتين على إدراج الثقافة والفنون في مناهج التعليم العام والأهلي، إضافةً إلى نقل صلاحية إعطاء التصاريح والرخص للأنشطة والمسارات الثقافية والفنية إلى وزارة الثقافة، وأن يكون لوزارة الثقافة التصريح للمعاهد والجامعات والكليات والمدارس الأهلية للبرامج والأنشطة والمسارات التعليمية المستحدثة في الثقافة والفنون.

وتداول السعوديون الخبر عبر صفحاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، حيث انقسمت أراؤهم حول الفكرة، فمنهم من استهـجنها ومنهم من أيدها.

واحتل وسم "اعتماد الموسيقى في المناهج" المرتبة الأولى على قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد ساعات قليلة من إطلاقه.

وقال أحد المغردين معرباً عن استيائه من القرار، ومتسائلاً عن بعض الأمور: "طيب ودستورنا القرآن؟ طيب وفتاوى الهيئة الرسمية للافتاء؟ طيب كانت حرام بنفس المناهج؟ جا وحي جديد والا كنتم تكذبون؟".

وأضاف: "افعل معصيتك بقريح لكن لا تستبيح ما حرم الله لتشرعن هواك.. ويلكم لا تفتروا على الله كذباً.. ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا".

وقالت صفحة نادي المعلمين: "هذا الأمر مخالف لديننا وشريعتنا أولا، ومخالف لنظام بلادنا التي تحكم بالشريعة وتتخذ من الكتاب والسنة دستورا لها ، ومرجعا لنظامها وأحكامها".

وعبر مغرد سعودي آخر عن رفضه لهذا القرار بقوله: "المدارس صارلت مهزلة بدال ما تعلمون أولادنا القيم والأخلاق اللي ترضي الله تبون تحطون لهم موسيقى بعد !! منو قالكم انو التطور في الامور اللي ماترضي الله سبحانه؟ الموسيقى حرام ومو بكيفكم تعلمون أولادنا الحرام كفايه الاغاني والحفلات اللي ازعجتونا فيها".

في المقابل أبدى سعوديون تأييدهم لفكرة إدخال الموسيقى واعتمادها ضمن مناهج التدريس في المملكة العربية السعودية.

وقال المغرد "حمد الشمري": "شكرا لمعالي الوزيرين، فالفن حالة من حالات الرقي الإنساني، كذلك يؤدي إلى توازن بين الجانب الروحي والمادي في حياة الانسان، ويقول إنشتاين: (لو لم أكن فيزيائياً من المحتمل أصبح موسيقياً.. أجمل أوقاتي هي تلك التي أقضيها بالعزف على الكمان)".

وأثنى آخر على قرار اعتماد الموسيقى في المناهج السعودية حيث كتب: "الموسيقى لا تدعو إلى الإرهاب والقتل، بل تدعو إلى الحب والحياة، إنها فن وثقافة وتحضر، وجزء من هويات الشعوب، نحتاج الموسيقى لنفرح ونغني ونرقص وننشر السعادة بكل مكان، الموسيقى حياة شكرا وزارة الثقافة شكرا وزارة التعليم".

وجاءت تلك الخطوة ضمن توجه المملكة الجديد في إطار رؤية المملكة 2030 التي يرعاها ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لرسم صورة أكثر انفتاحا للمملكة.

لكن تلك الرؤية والخطوات تقابل بتحفظات التيار المحافظ، وعلماء دين في المملكة، لكن ولي العهد شن حملات اعتقال واسعة في أوساطهم دفعتهم للصمت.

ويحذر مراقبون من أن الخطوات التي تتخذها السلطات السعودية أسرع مما يتحمله المجتمع الذي تربى على رؤى وتفسيرات محافظة، ما قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية.