ح.سلفية » القاعدة

ماذا سيمثل موت حمزة بن لادن لتنظيم القاعدة؟

في 2019/08/02

صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية-

ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، اليوم الجمعة، أنّ مقتل حمزة، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق، السعودي أسامة بن لادن، يمثل ضربة رمزية، ولكن تأثيره العملي "محدود.

وأوردت الصحيفة تقريراً لبن فارمر، من إسلام آباد بعنوان: "موت حمزة بن لادن ليس ضربة قاتلة للقاعدة"، قال فيه نقلاً عن خبراء في مجال الجماعات "الإرهابية" إنّ مقتله سيكون تأثيره العملي محدوداً على تنظيم القاعدة "المقاوم للصدمات".

وأضاف الكاتب: إن "موت حمزة ينهي حلم الجماعات الإرهابية في أن يخلف الابن أباه في زعامة تنظيم القاعدة، الذي كان في السابق التنظيم الإرهابي الأكثر الشهرة في العالم".

وبحسب الكاتب، فقد كان يجري إعداد بن لادن الصغير، الذي كان في نحو الثلاثين من العمر، لتولي زعامة التنظيم، وليمثل جيلاً شاباً جديداً في صدارة التنظيم.

وقال فارمر: إن "المسؤولين الأمريكيين لم يعطوا الكثير من التفاصيل عن موت نجل زعيم تنظيم القاعدة، وقالوا فقط إنه توفي في العامين الأولين لإدارة الرئيس دونالد ترامب".

وأوضحت الصحيفة: إن "خبراء الإرهاب ومصادر حكومية يرون أنه لم تتسنَّ معرفة ما إذا كان حمزة ورث رؤية والده أو قدرته، كما أنه لم يتمكن من تحقيق أي نجاح جهادي، ولم يتم تأكيد ما إذا كان يخطط لدمج تنظيم القاعدة مع تنظيم الدولة (داعش)".

من جانبه قال الخبير الأمني الباكستاني، رحمان الله يوسفزاي، الذي كان من الصحفيين النادرين الذين أجروا مقابلة وجهاً لوجه مع أسامة بن لادن: "أعتقد أنه خسارة كبيرة للقاعدة؛ إنهم في حاجة إلى شخص أصغر وأكثر نشاطاً".

ولكن رافايولو بانوتشي، مدير دراسات الأمن الدولي في معهد "رويال يونايتد سيرفيس"، قال للصحيفة: "لا أعتقد أن وفاته تحدث فرقاً من الناحية العملية، لا يوجد دليل على أنه كان العقل المدبر الاستراتيجي مثلما كان والده".

ويرى بانوتشي أن "موت رجل لم يقم بأي شيء ولم يحقق أي إنجازات للتنظيم لن يغير الكثير".

والأربعاء الماضي، نشرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية تقريراً قالت فيه: إن "عملية استخبارية أمريكية تمكنت من قتل حمزة بن لادن (30 عاماً)".

ورفض المسؤولون الأمريكيون تقديم تفاصيل عن طبيعة العملية التي قُتل فيها نجل أسامة بن لادن، والدور الذي أدَّته الولايات المتحدة في تلك العملية.

وقالت الشبكة الأمريكية إن 3 مسؤولين أمريكيين أكدوا أن واشنطن حصلت على معلومات تفيد بمقتل حمزة، الذي نُصِّب زعيماً لتنظيم القاعدة خلفاً لوالده.

وفي الأعوام القليلة الماضية، نشر حمزة رسائل صوتية ومرئية يدعو فيها أتباع التنظيم إلى مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين؛ انتقاماً لمقتل والده.

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد قتلت والده في باكستان، عام 2011، خلال عملية أجرتها القوات الخاصة الأمريكية، وآنذاك لم يُعثر على حمزة، في حين تولى المصري أيمن الظواهري قيادة التنظيم خلفاً لـ"بن لادن".

وأصدرت الذراع الإعلامية لـ"القاعدة"، في عام 2018، آخر بيان علني معروف من حمزة، وهدد فيه السعودية، ودعا أهالي شبه الجزيرة العربية إلى الثورة.

ويُعتقد أن حمزة وُلد في 1989، وظهر برفقة والده في مقاطع فيديو دعائية قديمة لـ"القاعدة".

وأفادت رسائل عُثر عليها في مكان مقتل "بن لادن" بأن الأب أراد أن ينضم إليه ابنه في أبوت آباد، وكان يعده ليكون زعيماً للتنظيم.

وكانت الولايات المتحدة عرضت مكافأة قدرها مليون دولار، في فبراير الماضي؛ للحصول على معلومات حول مكان وجوده.

ووفقاً لمسؤول كبير مشارك في جهود مكافحة الإرهاب الدولية تحدث لـ"سي إن إن"، فإن هناك معلومات تفيد بأن حمزة كان يقيم في الآونة الأخيرة في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، والتقى بزعيم التنظيم، أيمن الظواهري، هناك، خلال العامين الماضيين، وحذر المسؤول من أن الصورة الاستخبارية لحركات بن لادن كانت مجزأة وغير دقيقة.