علاقات » اسرائيلي

ضاحي خلفان يثير غضب المغردين.. ماذا قال عن الأندلس؟

في 2019/02/19

متابعات-

أثار ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الشعوب العربية والإسلامية بتغريدة عبر "تويتر" وصف من خلالها فتح المسلمين لبلاد الأندلس احتلالاً.

وقال خلفان، قائد شرطة دبي سابقاً، في تغريدته: "احتل المسلمون الأندلس ثمانية قرون وعادت الأندلس لأهلها.. اصبروا.. لكل قوة زوال مهما الزمن طال"، لتنهل عليه الردود من كل حدب وصوب متهمين إياه بالجهل في تاريخ المسلمين والاندلس.

وما إن غرد خلفان حتى توالت عليه الردود، موجهة له انتقادات حادة لجهله بتاريخ الفتوحات الإسلامية، وإنكاره لدور المسلمين في الأندلس في نشر العلوم والحضارة، مقابل الحملات الفرنجية ومحاكم التفتيش التي ارتكبت أعمالاً بربرية وحشية بهدف "تطهير إسبانيا من المسلمين وأثارهم"، ولا تزال توصف تلك المجازر بأنها أبشع وأفضع ما أرتكب في تاريخ الإنسانية.

الناشطة الصومالية، هبة شوكري، انتقدت تغريدة خلفان ووصفتها بأنها تمثل حال الملك فرناندو الثاني الذي سقطت على يده مدينة غرناطة أخر معاقل الأندلس.

الصحفية منى حوا، اعتبرت في سلسلة تغريدات أن ضاحي خلفان يجهل بالتاريخ الإسلامي، ومنشوراته تشير إلى أنه شخص منهزم مع سبق الإصرار.

وسخر مئات الناشطين من المسؤول الإماراتي بقول بعضهم إن هذاتهديد لإيران وأنه سيصبر ثمانية قرون ثم يتعيد الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

وذكرت الناشطة رحومة العميري، نص مقتضب من كتاب حضارة العرب للمورخ الفرنسي "جوستاف لوبون" يقول فيه: "لم يَكَدِ العرب يُتِمُّونَ فتح إسبانيا حتى بدءوا يقومون برسالة الحضارة فيها؛ فاستطاعوا في أقلَّ من قرن أن يُحْيُوا مَيت الأرضين، ويُعَمِّرُوا خراب المدن، ويُقيموا فخم المباني، ويُوَطِّدُوا وثيق الصلات التجارية".

 وكتب المغرد عبد العزيز الشمري، أن المسلمون عندما تركوا إسلامهم وعادوا إلى جاهليتهم عادت الأندلس إلى أهلها لأنهم أحق بجاهليتها من جاهلية العرب.

ومابين عامي 711 - 714 للميلاد، فتح الأمويون شبه جزيرة إيبيريا (الأندلس) بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير وسقطت دولة القوط الغربية، ليبدأ العصر والحضارة الإسلامية في الأندلس الذي استمرت نحو 800 عام حتى سقوط مملكة غرناطة في العام 1492 للميلاد.

واستغل المسلمون الخلافات والصراعات الداخلية بين الورثة الشرعيين للعرش في مملكة "القوط الغربيين"، حيث دان بعضهم بالولاء للأمويون قبل فتحها بنحو عقدين من الزمن، لتصبح الأراضي لاحقاً جزء من الإمبراطورية الأموية.

وبعد 8 قرون من الحكم، شكلت الخلافات الداخلية بين ممالك المسلمين وصراعهم من أجل الوصول لعرش السلطة واستعانة بعضم بالصليبيين والافرنج، أول مراحل غياب شمس الحضارة الإسلامية في الأندلس، لتسقط بعد ذلك غرناطة، آخر قلاع المسلمين في إسبانيا، سنة 1492م، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي.

وبعد هذا الحديث العظيم، كانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان، كما يروي المؤرخين هذه الأحداث.

وهاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فراراً بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الأسبان لهم، وعادت أسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض أسبانيا.

واستمرت محاكم التحقيق في محاربة المسلمين طوال القرن السادس عشر الميلادي، وهو ما يدل على أن آثار الإسلام الراسخة في النفوس بقيت بالرغم من المحن الرهيبة وتعاقب السنين، حتى انتهت في القرون السابقة، ولا يزال المسلمون حتى الآن يصفونها بـ"الفردوس المفقود".