ثقافة » شؤون جامعية

آخر خطوات الانفتاح السعودي.. موسيقى وغناء في الحرم الجامعي!

في 2019/01/24

الخليج أونلاين-

بعد مجموعة كبيرة من الحفلات الموسيقية التي شهدها لأول مرة، ها هو المجتمع السعودي يشهد تجربة موسيقية جديدة في موقع علمي لم يعرفها من قبل.

فقد أكّدت جامعة الطائف أن تجربتها في إقامة دورات الغناء وعزف الموسيقى رفعت من عدد الطلبة المسجّلين فيها من كلا الجنسين، وهو ما يتماشى مع ما يسعى إليه ولي العهد، محمد بن سلمان، ضمن خطه انفتاحه التي تلاقي انتقادات لاذعة.

صحيفة "مكة" المحلّية، في عددها الصادر الاثنين (21 يناير الجاري)، أكدت أن تسجيل الطلاب في جامعة الطائف شهد إقبالاً كثيفاً؛ بلغ نحو 850 طالباً وطالبة في خلال 4 أيام من إتاحة المجال للتسجيل، بحسب ما ذكره المتحدث باسم الجامعة، صالح الثبيتي، للصحيفة.

ومن المتوقع، وفقاً للمصدر ذاته، أن يتجاوز الرقم 1000 طالب وطالبة خلال الأيام المقبلة، وهو أمر لم تعهده من قبل، وربما يعود السبب إلى إعلانها إقامة هذا النوع من النشاطات.

وقالت الجامعة في بيان لها: "إن الإعلان عن الدورات أثار اهتماماً عاماً واسعاً؛ لكونها المرة الأولى التي تعلن فيها مؤسّسة أكاديمية حكومية في السعودية عن تقديمها دورات تدريبية من هذا النوع".

هذه النشاطات تأتي ضمن الدورات التي يقدّمها نادي الشعر بأكاديمية الشعر العربي التابعة للجامعة، في مسارات كتابة الشعر، والإلقاء الشعري، والموسيقى، بحسب البيان الذي أوضح أنه سبق ذلك إطلاق الجامعة فرقتها الموسيقية لتكون أول فرقة بالجامعات السعودية.

ويهتمّ مسار الموسيقى بتدريس الطلاب والطالبات المقامات وتمارين الصولفيج، وغناء الشعر الفصيح، مع حصص خاصة بتعليم الموسيقى، وعزف العود والقانون والإيقاع، ودروس البيانو، التي ستبدأ الشهر المقبل في مقر الأكاديمية بجامعة الطائف.

وتعتزم الجامعة، من خلال أكاديمية الشعر العربي، تنظيم حفلاتها الموسيقية في المناسبات الثقافية والوطنية، وفي الاحتفالات الخاصة بالأكاديمية داخل جامعة الطائف وخارجها.

ما أعلنت عنه الجامعة تزامن مع إعلان رئيس هيئة الترفيه السعودية، تركي آل الشيخ، خطّتها الجديدة، والتي تتضمّن تنظيم مسابقات لصراع الثيران كما في إسبانيا.

الخطة التي طُرحت اليوم الأربعاء (23 يناير)، تتضمّن أيضاً منح رخص لتقديم عروض فنية مباشرة في المقاهي والمطاعم، وعروض أخرى بمشاركة نجوم عالميين؛ كـ"جي زد" وديفيد بيكهام.

وكشف آل الشيخ في الخطة التي أعلنها في الرياض، عن عدد من برامج المسابقات التلفزيونية، معلناً استضافة المملكة لبرنامج الحصن، مشيراً إلى أنها ستشهد المملكة إنتاج برنامج "ذا فويس (أحلى صوت)" بالنسخة السعودية، وإقامة أكبر نسخة من مسابقات ورق اللعب (الشدّة) في 13 منطقة.

انفتاح يدعمه بن سلمان

في محاولته للتغيير بالمملكة، فرض محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في مجتمع بلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل في مجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخر الأصوات الرافضة لهذا الانفتاح.

سريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، التي وصفتها شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء "الجانب المظلم" لولي العهد السعودي.

فولي العهد دشّن منصبه بعدد من الخطوات المفاجئة؛ أكثرها جدلاً وانتقاداً كان اعتقال عدد كبير من الشخصيات البارزة، بينهم أمراء من العائلة الحاكمة وأثرياء.

وأودع في السجون مجموعة من أبرز الدعاة السعوديين وأكثرهم شهرة على مستوى العالم الإسلامي؛ في خطوة لمنع الآراء المضادّة، وإن كانت تصدر من شخصيات دينية معتبرة.

المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت حفلاً صاخباً للنجم الموسيقي الشهير ديفيد جوتا، في ختام سباق للسيارات جرى نهاية العام المنصرم.

وسبق هذا الحفل حفلات أخرى، وظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.

ودعم بن سلمان سلسلة قرارات بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور السينما.