من هنا وهناك » من هنا وهناك

حاكم الشارقة يزعم إماراتية البحار العماني الشهير بن ماجد

في 2018/11/03

وكالات-

زعم حاكم إمارة الشارقة الشيخ "سلطان بن محمد القاسمي"، في كلمته بمعرض "الشارقة الدولي للكتاب 2018"، أن البحار العماني التاريخي المعروف بـ"أحمد بن ماجد"، ينحدر من أصول إماراتية.

بدوره، أشاد الأكاديمي الإماراتي ومستشار ولي عهد أبوظبي، "عبد الخالق عبدالله"، عبر حسابه على "تويتر" بما جاء في كلمة المسؤول الإماراتي رغم ما فيها من مغالطة تاريخية.

وتابع في تغريدة أن "أحمد بن ماجد البحار الإماراتي الذي لقب بأسد البحار ارتبط اسمه بالرحلة الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند".

وكان السياسي العماني نائب رئيس مجلس الشورى السابق، "إسحاق سالم السيابي"، أول من يستنكر التلفيق التاريخي وتغيير أصل الرحالة العماني الشهير.

وقال "السيابي"، في تعليقه على مستشار "بن زايد"، إن "أحمد بن ماجد بحار عماني عرفه العالم أجمع، وكان سيد البحار وسيبقى كذلك".

وتابع مشددا: "الجغرافيا الحديثة لا يمكن أن تغير في التاريخ شيء؛ فالتاريخ كالأمس لا يمكن إعادته وتغيير حقائقه ولا ملامحه كما لا يمكن طمسه".

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها نسبة "بن ماجد" إلى الإمارات.

ووفق مراقبين، ترجع تلك النسبة إلى كون "بن ماجد" من مواليد جلفار (المسمى القديم لرأس الخيمة) التابعة حاليا لدولة الإمارات.

لكن في ذاك الوقت لم تكن هناك دولة في الأساس اسمها الإمارات (تأسست عام 1971م)، وكانت الأراضي التي تشغلها الإمارات حاليا جزءا من إقليم عمان التاريخي.

يشار إلى أن "أحمد بن ماجد بن محمد السيباوي" (821هـ – 906هـ)، هو ملاح وجغرافي عربي من عُمان، برع في الفلك والملاحة والجغرافيا وسماه البرتغاليون (almirante‏) ومعناها "أمير البحر".

ويلقب بـ"معلم بحر الهند"، كما كتبت العديد من المراجع الملاحية، وكان خبيرا ملاحيا في البحر الأحمر وخليج بربرا والمحيط الهندي وبحر الصين.

ويتمتع "ابن ماجد" بأشهر اسم في تاريخ الملاحة البحرية لارتباط اسمه بالرحلة الشهيرة حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند؛ حيث قام بمساعدة "فاسكو دي غاما" لاكتشاف طريق الجديد الموصل إلى الهند.

ولـ"ابن ماجد" الفضل في إرساء قواعد الملاحه للعالم، وبقيت آراؤه وأفكاره في مجال الملاحة سائدة في كل من البحر الأحمر والخليج العربي وبحر الصين حتى سنة 903 هجريا.

تجدر الإشارة إلي وجود حالات سابقة من المغالطات التاريخية والتجاوزات التي يتداولها مسؤولون وجهات إماراتية رسمية حول أحداث ووقائع تاريخية عمانية، وصولا إلى تغييرات في خريطتها.

وعند افتتاح ما يسمى بمتحف اللوفر بأبوظبي، ظهرت لوحة تحمل خارطة سلطنة عمان وقد أُزيل منها محافظة مسندم بالكامل، وجرى ضمها لدولة الإمارات، ولم تقدم الدولة اعتذارا رسميا للسلطنة بعد تداول ذلك الخطأ.

كما نشرت شركة إماراتية، في مارس/آذار الماضي، مقطع فيديو ترويجي عن مركز تجاري يفترض أنه يُقام في قلب العاصمة العمانية مسقط، وفي ذلك الفيديو خارطة للسلطنة، وقد أُزيل منها محافظة مسندم.

ورغم أن الشركة الإمارتية اعتذرت للجمهور العماني، إلا أن جدلا واسعا أثير لوقوع هذا التجاوز وتوقيته المقارب للواقعة السالف ذكرها.

وبعد ثلاثة أشهر من الحادثة الأخيرة، ضبطت الجهات الرسمية في أحد المراكز التجارية المعروفة في مسقط، بعض الدفاتر المدرسية التي طُبع على غلافها خارطة سلطنة عمان، والتي أُزيل منها محافظة مسندم، واتضح أن الدفاتر طُبعت في الإمارات.