السلطة » صراعات قبلية

أمير سعودي لمتظاهرين غاضبين: حاسبوا الملك وابنه

في 2018/09/04

الخليج أونلاين-

رد الأمير السعودي، أحمد بن عبد العزيز، على متظاهرين هتفوا أمامه أثناء دخوله لمقرّ إقامته في لندن بعدد من الهتافات المندّدة بسياسات العائلة الحاكمة في المملكة، ووصفوهم بالمجرمين القتلة.

وفي مقطع تداوله ناشطون على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر الأمير السعودي وهو يناشد المتظاهرين الغاضبين بأن أسرة "آل سعود" لا دخل لها بهذه السياسة، وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.

وخاطبه المتظاهرون الغاضبون وجهاً لوجه عن جرائم التحالف العربي المروّعة -الذي تقوده السعودية- في اليمن، فضلاً عن قمع النشطاء في البحرين، واعتقال المعارضين بطرق وحشية وإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها.

ومنذ أكثر من 3 سنوات، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً في اليمن بهدف معلن هو دعم الشرعية اليمنية وكسر الانقلاب الحوثي، إلا أنها عجزت عن تحقيق هذا الهدف، وأدخلت البلاد في أزمة إنسانية هي الأشد سوءاً في تاريخها، وارتكبت عدداً من الانتهاكات ضد المدنيين.

والأمير أحمد بن عبد العزيز تمكّن من مغادرة المملكة العربية متوجّهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ ما عُرف بـ"مذبحة الأمراء" التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً، أبرزهم الوليد بن طلال، والعشرات من الوزراء ورجال الأعمال السعوديين حينها.

وشغل الأمير المذكور منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 - 2012)، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسّس، كما أنه ابن الأميرة حصة السديري، ويُشار له على أنه أقوى المرشّحين لخلافة الملك سلمان؛ لكونه ينتمي لجيل أبناء عبد العزيز، ويمثّل أكبر تهديد لطموحات محمد بن سلمان.

وفي نوفمبر الماضي، شنّت السعودية حملة اعتقالات طالت نحو 200 من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، وذلك في إطار ما اعتبرته الحكومة حملة ضد الفساد، وتمكّنت من خلال الحملة -التي يشوبها كثير من الشكوك حول شرعيّتها- من الحصول على أكثر من 100 مليار دولار من أموال المحتجَزين.

وأعاد حديث الأمير أحمد بن عبد العزيز حول سياسة بن سلمان وأبيه والغضب داخل الأسرة الحاكمة للأذهان ما أكّده الأمير المنشقّ خالد بن فرحان آل سعود، الذي قال: إن "هناك غضباً كبيراً داخل العائلة المالكة بسبب تصرّفات بن سلمان". وقال: إن "إزاحته من السلطة مسألة وقت لا أكثر".

وأضاف الأمير خالد بن فرحان آل سعود، اللاجئ في ألمانيا، في حوار خاص مع "الخليج أونلاين"، في يونيو الماضي: "أجزم بأن الأسرة الحاكمة الآن في حالة غليان داخلي؛ وذلك اعتراضاً على بن سلمان وسياساته، التي أضاعت هيبة المملكة وسمعتها ومكانتها ومقدّراتها، وجعلت مستقبل العائلة في خطر حقيقي".

ولفت إلى أن "أغلب النافذين والمؤثّرين في المشهد السياسي السعودي يقبعون تعسّفياً في المملكة ومراقَبون، وهم لا يرغبون بإظهار اعتراضهم فقط، وإنما يريدون التغيير الحقيقي الذي يرضيهم ويرضي الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية، لذا أرى أن الفرصة الملائمة لم تحن بعد؛ لأنها تحتاج لترتيبات معقّدة جداً، وهي قادمة لا محالة".

وأكّد أن الأميرين أحمد ومقرن بن عبد العزيز يمثّلون حجر عثرة بخلافة بن سلمان لوالده، وقال: "بالتأكيد؛ فهما الأحقّ بالحكم حالياً، ويحظيان بتأييد كامل الأسرة الحاكمة من آل سعود، وغالبية القبائل السعودية، والأجهزة الأمنيّة باختلافها داخل المملكة، كما أن غالبية الشعب السعودي تلتفّ حولهما".