ملفات » الطريف إلى العرش

جلبهم بن سلمان.. هذه مهمة "بلاك ووتر" في السعودية

في 2017/11/25

الخليج اونلاين-

في تأكيد جديد، تكشف وسائل إعلام أجنبية وجود علاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وشركة "بلاك ووتر" سيئة الصيت، التي نفذت جرائم وانتهاكات في عدد من دول العالم.

ففيما سرب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، أن "بلاك ووتر" هي من شنت حملة الاعتقالات التي أمر بها بن سلمان واستهدفت أمراء ومسؤوليين وأصحاب رؤوس أموال، جاءت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية لتكشف أن مرتزقة "بلاك ووتر" هم من يتولون التحقيق مع هؤلاء المعتقلين في داخل فندق "الريتز-كارلتون".

تقول الصحيفة البريطانية إن عناصر "بلاك ووتر" يمارسون عمليات تعذيب ضمن إجراءات التحقيق التي يتبعونها مع المعتقلين، منها تعليق أقدامهم وضربها، وتؤكد أن من بين هؤلاء الذين تعرضوا للتعذيب الوليد بن طلال، ورجل أعمال آخر تبلغ ثروته نحو 7 مليارات دولار.

وكان ولي العهد السعودي أمر باعتقال العشرات من الأمراء والأثرياء بتهم تتعلق بالفساد، ولا يزالون محتجزين بفندق الريتز في الرياض منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مصادر محلية، أن المعتقلين تعرضوا للضرب من قِبل مرتزقة "بلاك ووتر"، وجرى ضربهم بالأقدام أيضاً، مشيرة إلى أن "المعتقلين يتعرضون للتعذيب والصفع والإهانة. إنهم يحاولون أن يكسروهم".

وتنقل الصحيفة عن المصادر أن "بن سلمان يقوم ببعض الاستجوابات بنفسه"، وأنه "أبعد كل الحراسات الأمنية عن الفندق واستبدلها بقوات أمن خاصة، حيث تُشاهد عرباتهم ودباباتهم خارج الفندق، في حين أن من يتولى مهمة الاستجواب في الداخل هم مرتزقة بلاك ووتر".

وفي وقت سابق أكد الصحفي ومراسل هيئة البثّ الإسرائيلية سيمون آران، أن عناصر شركة "بلاك ووتر" الأمريكية هم الذين اعتقلوا عدداً من أمراء العائلة الحاكمة ومسؤولين سعوديين.

آران الذي قال إن معلوماته استقاها من تقارير استخباراتية، كشف أيضاً أن "بلاك ووتر" هي التي تتولى مسؤولية توفير جميع حاجات الأمراء السعوديين المعتقلين من طعام وشراب وغيرها.

وتأتي هذه الأنباء تأكيداً لما كشفه حساب "العهد الجديد"، الذي يسرب معلومات حساسة، وذات صلة بالعائلة الحاكمة في السعودية، على "تويتر"، يوليو الماضي، بأن ولي العهد السعودي قد فقد الثقة بأقرب الناس حوله، مؤكداً أنه لجأ إلى استبدال حراسه الشخصيين بمرتزقة من "بلاك ووتر".

 

 

وأضاف أن السبب وراء استبدال بن سلمان لحراسه الشخصيين بمرتزقة بلاك ووتر "يعني أن بن زايد (ولي عهد أبوظبي) قد سيطر عليه تماماً، ومطلع على أسراره حتى تلك التي في غرفة نومه".

 

 

وعودة إلى ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" فإن المعلومات تشير إلى أنه تم نقل كل مرتزقة "بلاك ووتر" من أبوظبي المسؤولة عن نقلهم.

وكان موقع "لوب لوج" الأمريكي نشر تقريراً، في يوليو الماضي، عن العلاقات التي تربط إريك دين برينس، المدير التنفيذي ومؤسس بلاك ووتر "التي تملك المرتزقة" وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودور المؤسسة في دعم جهود الإمارات في التمدد العسكري الخارجي.

وكتب ديفيد إيسنبرج، وهو كاتب متخصص في السياسة العسكرية الأمريكية، والسياسة الخارجية، والقضايا الأمنية الوطنية والدولية، قائلاً إن أبوظبي لم تستخدم متعاقدين أمنيين خاصين لتعزيز قدرتها على الدفاع عن النفس فحسب، بل استغلتهم في الحروب الأجنبية، وربما القمع المحلي.

وكان لتلك القوات المستأجرة لحساب الإمارات دور بارز بصفتهم جزءاً من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

- من هي "بلاك ووتر"

أُسست شركة "بلاك ووتر" في عام 1997 على يد رجل الأعمال وضابط البحرية الأمريكية السابق "إيريك برينس"؛ لتقدم خدمات الحراسات الخاصة والتدريب، لكن مجال عملها ونطاقه اختلف تماماً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ثم غزو العراق في 2003.

لاحقاً أصبحت هذه الشركة عملياً– بعبارات مديرها نفسه– "امتداداً للاستخبارات الأمريكية" والحامي الرئيسي للدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.

ووصلت نسبة المهام العسكرية التي أسندت إلى الشركات العسكرية الخاصة في أفغانستان إلى 62% من إجمالي المهام؛ حصلت "بلاك ووتر" منها على نصيب الأسد، حتى أمنت وجودها في أفغانستان، بالرغم من انسحاب القوات الأمريكية منها، بإنشاء معسكر خاص يستقبل القوة الأمريكية العاملة هناك مقابل عقد يصل إلى 22 مليون دولار.

وينتسب إلى الشركة مقاتلون من جنسيات عدة، أبرزها أمريكا والبوسنة وتشيلي والفلبين، وتعمل بشكل رسمي أو من خلال شركات وسيطة في عدة دول حول العالم منها إسرائيل.

"بلاك ووتر" عُرفت بارتكاب الجرائم البشعة بحق المدنيين، وهو ما افتضح في العراق، في حوادث بنسبة بلغت 195 حادثة بين عامي 2005 و2007، وذلك بحسب تقرير للكونغرس الأمريكي.

أما أبشع مجازر الشركة على الإطلاق فهي مجزرة ساحة النسور في العاصمة العراقية بغداد، حينما فتح حراس الشركة النار على المواطنين عام 2007، وهو ما أسفر عن مصرع 17 مدنياً، وقد أدين 4 من الحراس، وتمت محاكمتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن محكمة أمريكية برأتهم من التهم في عام 2009.

وبالرغم من إنهاء باراك أوباما تعاقد وزارة الخارجية الأمريكية مع "بلاك ووتر" لحماية دبلوماسييها بمجرد وصوله إلى السلطة في عام 2009، فإن الحكومة الأمريكية بقيت تتعامل مع الشركة في أعمال أخرى– سرية ومعلنة- كان من بينها ما كشفته صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن إرسال نحو 400 جندي تابع لـ "بلاك ووتر" إلى شرق أوكرانيا، إبان الأزمة هناك في مايو الماضي، لحساب الجيش الأمريكي.

وتحصل "بلاك ووتر" على عقود بمبالغ ضخمة نظير تأدية واجباتها، التي تُنفذ بالكامل دون تقصير، بحسب تأكيد مؤسسها في حديث سابق.