تواصل » تلفزيون

ليس وحيداً.. أذرع بن سلمان في الإعلام والمال والأمن

في 2017/11/11

أحمد علي حسن - الخليج أونلاين-

يواصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تعبيد الطريق أمام نفسه في محاولة تبدو وشيكة لاعتلاء سدّة الحكم في المملكة العربية السعودية.

خطة بن سلمان في الوصول إلى عرش والده ظهرت ملامحها في تقريب عدد من رموز الإعلام والاقتصاد والعسكر، والذين يمكن من خلالهم القتال في معركة بدأها مؤخراً، والتي تبدو ضبابية الملامح ومجهولة الأهداف.

رحلة الأمير الشابّ متسارعة الخطوات، يحاول خلالها تغيير المشهد في المملكة بكل أبعاده؛ الإعلامية والمالية والأمنية، إيماناً منه بأن السيطرة على هذه المواقع تسهّل له العبور نحو ما يصبو إليه، وكان لا بد له من زرع أذرع موالية له ولسياسته في تلك المفاصل المهمة من الدولة.

- تركي الدخيل

الإعلامي السعودي تركي الدخيل (1973)، صُعّد مديراً عاماً لقناة "العربية"، إحدى قنوات مجموعة "إم بي سي"، بعد تقارب سعودي إماراتي برز مؤخراً، أدّى فيه الرجل دوراً بارزاً بحكم علاقاته مع محمد بن زايد، ولي عهد إمارة أبوظبي.

صعود الدخيل وتصدّره المشهد بدأ جنباً إلى جنباً مع صعود محمد بن سلمان المتسارع في هيكل السلطة الداخلية؛ نائباً لولي العهد، ثم ولياً للعهد، ووزيراً للدفاع وأميناً عاماً للديوان الملكي.

فبعد أسبوع واحد من تولّي الملك الجديد، سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم في المملكة، وظهور دور ابنه محمد في السلطة الجديدة، لمع نجم الدخيل بشكل أكثر قوة مع توليه منصب مدير عام إحدى أقوى الفضائيات الإخبارية السعودية.

الدخيل جنى ثمرة أخرى من التقارب السعودي الإماراتي، والذي أسهم في ذيوع صيته وترقيته سريعاً، إذ أعلن رئيس مجلس إدارة "إم بي سي"، وليد الإبراهيم، تعيينه مديراً عاماً لـ "العربية" السعودية، نهاية يناير 2015.

تركي الذي كان يعمل رئيساً للأبحاث والدراسات في مركز المسبار الإماراتي، وُصف بأنه أحد أذرع دولة الإمارات العربية المتحدة الإعلامية، التي ترتكز إليها السعودية في التحالف الذي تشهده منطقة الخليج.

العلاقة القوية بين الدخيل وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ظهرت بعد هذا التقارب، إذ دخل الإعلامي السعودي إلى بيت بن سلمان من باب علاقته القوية مع بن زايد، وبدا أشبه بالمستشار الأقرب لدى بن سلمان.

في تقرير نشره موقع "ميدل إيست أوبزرفر" (بريطاني)، كشف سايمون هندرسون، الباحث المتخصص في شؤون دول الخليج العربي، أن "الدخيل أصبح المستشار الأقرب والأكثر ثقة لدى الأمير بن سلمان".

هندرسون استدلّ على عمق العلاقة بين الدخيل ومحمد بن سلمان، من خلال مرافقته في معظم جولاته الخارجية، كما أنه أجرى مقابلة حصرية معه بعد إعلانه رؤية 2030 للمملكة، مع خطة التقشّف التي توجد في صميمها.

المقابلة هذه تُظهر للمتفحّص حجم التقارب بين الرجلين، إذ خرج اللقاء الذي من المفترض أن يكون رسمياً ببعض المواقف الفكاهية التي كسرت حدّة الرسمية فيه، وأظهرت بصورة أو بأخرى العلاقة المزدهرة بين الرجلين.

- سعود القحطاني

خلال الأزمة الخليجية، برز سعود بن عبد الله القحطاني كواحد من الشخصيات التي تحظى بمُتابعة كبيرة من قبل نُشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نظراً للمواضيع والنقاشات المثيرة للجدل في طرحها.

وليس ذلك فحسب، فالقحطاني يعدّ من رجالات بن سلمان المقربين، وأحد أهم من يوليهم الثقة، إذ عمل مستشاراً بالديوان الملكي بمرتبة وزير (ديسمبر 2015)، ومشرفاً عاماً لمركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالمملكة.

المغرّد السعودي الشهير "مجتهد"، ذكر في إحدى تغريداته أن "القحطاني بمثابة الشخص الذي يتمناه محمد بن سلمان ويحقق له مراده، لهذا ثبّته كمستشار، وأعطاه صلاحيات شاملة، وشيكاً مفتوحاً، وحصانة كاملة لمحاربة خصوم الدولة".

مؤسس صحيفة "الوئام" ومالكها السابق، تركي الروقي، يذكر بمقال نشره، في فبراير الماضي، أن القحطاني يؤدي "دور وزير الإعلام الخفيّ بالسعودية، وأحياناً مدير المباحث ورئيس الاستخبارات".

أصبح القحطاني أكثر من عين وأذن لمحمد بن سلمان في الديوان الملكي، وقد خرج إلى العلن في الأشهر الأخيرة، تحديداً منذ بدء الأزمة مع قطر، التي عرفت إدارته لفريق كبير من الإعلاميين والمغرّدين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعمل القحطاني صحفياً سابقاً في صحيفتي إيلاف والرياض الحكوميتين، وعُرف بهجومه الحادّ على أي منتقد للسلطة والنظام السعودي، ومع صعود بن سلمان بتولي والده الحكم، أحضر مباشرة القحطاني إلى البلاط الملكي.

والقحطاني من مواليد 7 يونيو 1978، حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية القانون بجامعة الملك فيصل، ثم درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في العدالة الجنائية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

- ياسر الرميان

صعود بن سلمان شيئاً فشيئاً على سلّم سلطة العائلة الحاكمة، أخذ معه بالحسبان ضرورة الاستناد إلى أذرع اقتصادية تمكّنه من إحكام السيطرة على مفاصل المال في الدولة السعودية.

أحد هذه الأذرع كان خريج كلية هارفارد للأعمال، غير المشهور، ياسر الرميان، الذي عمل مستشاراً شخصياً لبن سلمان، ومشرفاً على صندوق الاستثمار السعودي، إذ وصفته تقارير بأنه "الذراع المالية المفضّلة لولي العهد".

الرميان رفيق بن سلمان في معظم رحلاته الخارجية، والحاضر في اجتماعاته، يرأس صندوق الاستثمارات العامة الذي تستهدف الحكومة زيادة حجمه إلى تريليوني دولار كي يستثمر في الخارج ويساعد في توسعة القطاعات غير النفطية بالمملكة.

- محمد إياد كيالي

يعتبر رجل الأعمال الإسباني السوري، محمد إياد كيالي، اليد اليمنى لبن سلمان في إسبانيا، وهو اللاعب الرئيسي في الاتفاق (نوفمبر 2016) بين السعودية، ومجموعة شركات إسبانية لإنشاء خط قطارات سريعة بين حرمي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وذكرت مصادر دبلوماسية لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسبانية، العام الماضي، أن كيالي المقرّب من العائلة الحاكمة في السعودية، "كان الرجل الذي حدد عقداً بقيمة 6.7 مليارات يورو لبناء جسر (قطار سريع) بين مكة والمدينة.

قبل عامين عُيّن في مجلس إدارة "الشاف"، التي تمثل مصالح أبناء الملك سلمان الثلاثة من زوجته الأولى، كما أنه مؤسسة "أستوريون" المالية، التي تستثمر في منتجع (ماربيلا) لصالح أسرة الملك سلمان وأولاده.

كيالي (74 عاماً) صاحب العلاقة الوثيقة بالعائلة المالكة الإسبانية، بدأ العمل في السبعينيات كموظف في السفارة السعودية لدى مدريد، ومنذ حينها تربطه علاقة قوية بالأسرة الحاكمة، تنقّلت تباعاً إلى أن وصلت محمد بن سلمان.

وتشير تقارير إعلامية إلى أنه عمل في معظم الصفقات العسكرية بين حكومة البلدين، أبرزها صفقة لشركة "نافيتا" لتوريد سفن الدوريات للبحرية السعودية، وصفقة لبيع دبابات "ليوبارد" (ألمانية مُصنّعة في إسبانيا)، وتنتظر موافقة البرلمان الألماني.

- نعمة طعمة

المعلومات عن رجل الأعمال والوزير الأسبق والنائب اللبناني، نعمة طعمة، تكاد تكون شحيحة، باستثناء تصريحاته التي تكاد لا تنقطع حول علاقته القوية بالمملكة السعودية، إذ يُوصف بضابط الارتباط في العلاقة بين السعودية والوزير وليد جنبلاط.

صحيفة "الديار" اللبنانية كشفت خلال تقرير نشرته في أبريل 2015، أن طعمة كان وراء دفع جنبلاط إلى تصريحات عالية ضد حسن نصر الله، أمين عام "حزب الله"، من أجل ربط علاقة قوية بين الحزب الاشتراكي والسعودية.

ولذلك فإن دعوة طعمة المتكررة في تصريحاته لعدم مهاجمة السعودية يدخل في إطار الشبكة التي تربط السعودية على الساحة اللبنانية، وتتحرك عند اللزوم وفق مصلحة المملكة العليا.

وبحسب تقرير لموقع "ميدان"، فإن طعمة مقرّب من الملك سلمان، منذ أن كان حاكماً للرياض، وظل شريكاً في معظم عقود الهندسة المدنية المبرمة في العاصمة في ذلك الوقت، وأبرزها صفقة فاز بها اتحاد "باكس"، الذي أنشأته بالتعاون مع شركات "بكتيل" و"سي سي سي" و"سيمنس"، بهدف الحصول على عقد ضخم بقيمة 10 مليارات دولار لبناء خطين للمترو في الرياض.

- عبد العزيز الهويريني

في خضمّ سلسلة الأوامر الملكية التي أصدرها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في 20 يوليو الماضي، ظهر اسم عبد العزيز بن محمد الهويريني، الذراع اليمنى لولي العهد السابق، محمد بن نايف، بعد أن تقلّد منصباً أمنياً مهماً.

واحد من الأوامر قضى بتعديل الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية، وفصل قطاع الشؤون الأمنية المتعلق بأمن الدولة في جهاز جديد يرأسه الهويريني، بمرتبة وزير، وأن يكون "عضواً بمجلس الشؤون السياسية والأمنية"، مع استمراره مديراً للمباحث العامة.

قبيل هذا الإجراء، قضى أمر ملكي آخر بإنهاء نفوذ ولي العهد المعزول، محمد بن نايف، وتعزيز سلطات بن سلمان، الأمر الذي اعتبره مراقبون وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة انقلاب من الهويريني على بن نايف.

وفي أغسطس الماضي، قالت صفحة "العهد الجديد" عبر تويتر، إن "الهويريني الذي كان من أقرب الرجال لبن نايف، تخلّى عنه بعدما عرض عليه بن سلمان منصباً كبيراً، وهو ما تحقق بعد أيام من الإطاحة بولي العهد السابق".

الصفحة التي تعرّف نفسها بأنها "مقرّبة من غرفة صانعي القرار داخل القصر الملكي"، اعتبرت أن "الهويريني كان مدركاً بأن الوقوف مع بن نايف لن يكون في مصلحته، وأنه أمام مفترق طرق حرج وفرصة تاريخية، فلذلك قرر ركوب الموج".

والهويريني كان واحداً من أقدم ضباط وزارة الداخلية السعودية، وتولى العديد من المناصب الحساسة في المملكة، وأُسند إليه الكثير من المهام السرية التي أشرف على تنفيذها، وكان الرجل الأول في عهد بن نايف.

- أحمد عسيري

سطع نجم المستشار أحمد عسيري، مع بداية "عاصفة الحزم" (الاسم الذي استخدمته السعودية في عملياتها العسكرية باليمن في مارس 2015)، إذ استطاع أن يجذب اهتمام السعوديين بجزالة لغته العربية، وطلاقته بالإنجليزية والفرنسية.

وتقول تقارير إن عسيري (1953) "هو الجناح العسكري لبن سلمان، الذي سعى عبر تعيينه متحدثاً باسم عاصفة الحزم إلى التسويق له بوسائل الإعلام كقائد عسكري، قبل أن تتم ترقيته مؤخراً لمنصب الرجل الثاني في جهاز المخابرات العامة، ضمن مساعي بن سلمان لإحكام السيطرة على ملفّي الاستخبارات والأمن المركزي".

ومما يدلل على ثقة بن سلمان بعسيري، جملته الشهيرة قبيل تعيينه متحدثاً باسم "عاصفة الحزم"، حين قال له: "خلّك طبيعي"، وهو ما اعتبره الرجل العسكري تقديراً من الأمير لقدراته وطاقاته، وهو ما يظهر في مسيرته العسكرية.

فخلال البحث عن سيرة عسير الذاتية، وجدنا أنه حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، وحصل على ماجستير في دراسات الدفاع الوطني من فرنسا، إلى جانب درجة ماجستير في العلوم الاستراتيجية.

وإلى جانب هؤلاء فإن آخرين من الذين يحاول بن سلمان الارتكاز عليهم، ومنهم: وزير الخارجية السعودي والوزير الأسبق لدى واشنطن، عادل الجبير، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والرئيس التنفيذي السابق لشركة "أرامكو"، خالد الفالح.