قضاء » سجون

الفنان المعتقل ياسر ناصر مكبّلا بالسلاسل: ليس كل مثقفي البحرين سواء

في 2017/01/25

بعد أشهر قليلة سيتحرر المخرج البحراني ياسر ناصر من سجنه. سيخرج من القبو الخليفي وهو محمول بذاكرة سينمائية لم يكن يُتاح لأي كاتب سيناريو القدرة على تخيّلها ورسْم تفاصيلها المركبة.

المشاهد المصورة التي التقطها أناس عاديون في المستشفى وهي تُظهر الفنان ياسر مكبلا بالسلاسل من يديه ورجيله؛ تكفي أن تكون فيلما تسجيليا لوقائع الظلم والظلام الذي يكبل كل ما هو مضيء ولامع في البحرين. المشاهد التي تكرر التقاطها للفنان – الذي اختار أن يكون مختلفا عن “نواعم المثقفين” في البحرين – لن تكون مجرد أرشيف ميّت للمعاناة وسطوتها التي لا تبارح البحرانيين منذ ست سنوات عجاف، وعلى الأرجح أن كل ثانية من هذه المشاهد ستشغل الفنان ياسر بعد انكسار السلاسل وتحرره منها، وحين يجلس لإضافة مشروع جديد إلى أعماله غير الكاملة.

ليست هذه المرة الأولى التي يُعتقل فيها المخرج ياسر. لم يكن في مقهى أو عابرا في الطريق، أو صادفَ أنه اضطر للمرور على نقطة تفتيش، وتم اعتقاله دون سابق توقّع. كان يمارس نشاطه “الثقافي” و”الفني” و”الإنساني” علنا، وهو يفتخر بذلك دون مزايدة أو منّة، ويرى في ذلك جزءا من “ممارسة” الفنان لدوره الطبيعي، ولا أكثر من ذلك. تعرّض لإطلاق النار في رجله قبل ٣ سنوات بعد قمع تظاهرة في العاصمة المنامة. اعتقلته القوات وسط العاصمة، وتم جره بين المارة عاري الصدر في وضح النهار بعد تمزيق قميصه. قبل ذلك، تم اعتقال ناصر في العام ٢٠١٢م بعد أن وضع جسده ساترا لحماية النساء من شرّ القوات. أُعتقِل أكثر من مرة، واستُدعي للتحقيق، خرج من السجن ومن مكاتب الاستدعاء، وعاد إلى بيت الحرية رافعا شارة النصر مع أملٍ ممدود من ابنته التي ينتظر أن يرفعها على كتفه مجددا لتشاركه فرحة الحرية.

آخر اعتقال للفنان ناصر كان في أغسطس من العام الماضي. وحكمت محكمة خليفية ضده بالسجن سنة واحدة بتهمة المشاركة في الاعتصام المفتوح بجوار منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم في بلدة الدراز المحاصرة. من داخل السجن دافع في رسالة صوتية عن موقفه في الاعتصام، وقدّم عريضة الدفاع عن نفسه، وبلا لحنٍ من تراجع أو ندم. لماذا يقول البعض إن المثقفين في البحرين، كلهم، يتكبلهم الجُبْن ومراوغة أنفسهم؟!

وكالات-