علاقات » عربي

السعودية 2016: عام مليء بالاخفاقات

في 2016/12/31

خاص راصد الخليج-

وصلت حالة الرجل المريض إلى مكان متأزم، حالته أصبحت مستعصية، الأزمات تضرب قلبه وتلتهب اعضاءه، لعلها بداية السقوط، ونهاية أسطورة التسلط. أسطورة حاولت أن تحكم أهلها وكانها في مزرعة الحيوان، فبدلت السياسة من أداة لتسهيل أمور الأمة إلى أداة لاستبدادها مصحوبة باسم الوهابية. هي السعودية التي باتت كمثال الوحش العاجز المترهل الذي يحيطه الصيادون من كل جانب للانقضاض عليه. التسلط واراقة الدماء ودخول حروب عبثية أصبحت أزمات تحيط بجسد نظام ال سعود ليزداد التورم وينتشر السرطان الذي يمشي في اعضاء جسده المنهك بانتظار النهاية كتلك التي واجهتها الامبراطورية العثمانية.

عام 2016 مر على المملكة حاملاً أحداث سياسية عديدة، بدأت بإعدام الشيخ نمر النمر، والذي أحدث ضجة كبيرة داخل السعودية وخارجها، وقد لاقى استنكارات واسعة وتسارع للأحداث كادت لتؤدي إلى تفاعل الأزمة بين السعوديين أو بين السعودية والمحيط الخارجي.  هذا فضلاً عن التحديات الاقتصادية، والخطط التقشفية.

 

إعدام النمر وقياديين بـ"القاعدة"

فقد نفّذت السلطات السعودية في الثاني من كانون ثاني/ يناير الماضي، حكم الإعدام بحق رجل الدين نمر النمر. وقالت وزارة الداخلية السعودية أن إعدام 47 شخصا جاء بسبب اعتناقهم "الفكر التكفيري، وتنفيذ مخططات إجرامية".

 

قطع العلاقة مع إيران

بسبب إحراق محتجين إيرانيين، سفارة الرياض في طهران بعد إعدام نمر النمر، قررت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وغادرت البعثة الإيرانية، السعودية، بناء على طلب من وزارة الخارجية السعودية.

 

تنظيم داعش

واصل تنظيم داعش استهداف المملكة العربية السعودية للعام الثالث على التوالي، في حصيلة قاربت على العشرين هجوما خلال 2016. ورغم عدم تبني التنظيم للهجمات كافة، إلا أن بصماته كانت واضحة وفقا للحكومة السعودية. وقتل خلال هجمات التنظيم نحو 25 شخصا غالبيتهم رجال أمن، فيما قُتل من طرف التنظيم عدة أشخاص.

ومن أبرز الحوادث الأمنية خلال 2016، تفجير مبنى قوات الطوارئ قرب المسجد النبوي.

 

حرب اليمن

لا تزال الحرب في اليمن متواصلة، حيث فشلت العديد من الهدن التي عقدت خلال العام 2016. ورغم أن الحديث عن قرب الوصول إلى حل ينهي الحرب، إلا أن التجارب الفاشلة السابقة للوصول إلى اتفاق، قد تطيل أمد الحرب، مع ما تتكبده الممكلة من خسائر مادية ومعنوية.

 

"رعد الشمال"

شاركت العديد من الدول العربية والإسلامية في المناورات العسكرية الضخمة "رعد الشمال" التي جرت في حفر الباطن بالسعودية. وشارك في المناورة "200 ألف دبابة، 2540 طائرة مقاتلة، 460 طائرة مروحية، مئات السفن، 350 ألف جندي".

 

العلاقة مع مصر

رغم اتفاقهما بقضية الجزيرتين، والاتفاق على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين، إلا أن المواقف المصرية تجاه القضية السورية، أحدثت فتورا بالعلاقة بين الطرفين. ووفقا لمراقبين، فإن علاقة مصر بدول الخليج قاطبة تتجه نحو الأسوأ، لا سيما بعد امتناع "أرامكو" عن تسليم 700 طن وقود إلى مصر، في أعقاب تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن.

 

قانون "جاستا"

أقر "الكونغرس" الأمريكي قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا)، أدان خلالها السعودية بدعم الإرهاب، والتورط بأحداث 11 سبتمبر.

 

2030

أطلق ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رؤيته 2030 بهدف تنفيذها بعيدا عن الاعتماد على النفط.

وتبع إعلان الخطة، إجراءات تقشفية اشتكى منها المواطنون، لا سيما بعد القرارات الجديدة بقرب فرض ضرائب على أمور معينة.

يشار إلى أن وزارة المالية أعلنت أن ميزانية الدولة أظهرت 297 مليار ريال.

ومع نهاية عام 2016 أعلنت وزارة المالية السعودية عن الميزانية العامة للدولة، وأظهرت البيانات تسجيل عجز في الميزانية قدره 297 مليار ريال، حيث بلغت الإيرادات 528 مليار ريال والمصروفات 825 مليار ريال.

 

قرارات ملكية.. "الهيئة"

صدر خلال العام 2016 قرارات ملكية بارزة، منها تغيير مسميات وزارات وإلغاء أخرى. إلا أن القرار الرئيسي كان تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف. ولقي القرار ردود فعل متباينة، بين مؤيد لتهميش الهيئة، ومطالب بإعادة صلاحياتها لها.

هذه الأزمات التي تلاحق السعودية من سوريا الى العراق فاليمن فملف حقوق الانسان والارهاب والاقتصاد، تجعل المملكة على شفير الهاوية وفق ما يرى الباحث السعودي الدكتور فؤاد ابراهيم الذي يشير الى ان "السعودية اخفقت في تحقيق اي هدف في حرب اليمن فهي لم تعد عبد ربه منصور هادي الى السلطة ولم تحقق الانتصار على انصار الله والجيش اليمني، وهذا يدفعها الى استمرار الحرب التي لا توقفها بسبب علمها انها سوف تخرج منها خاسرة".

انقض الثعلب على فريسته ظنا منه أنها ستكون لقمة سائغة واذا بها تنتفض وتوجه له اللكمات القاسية، فاليمن بلد عصي على الهزيمة، وهنا يلفت ابراهيم الى انه "منذ بداية الحرب كان الملك سلمان يأمل ان يحقق الجيش السعودي الانتصار كمكافاة لابنه محمد من أجل تمكينه من الوصول الى العرش"، مضيفاً ان "هذا الانتصار لم يتحقق وحاولوا بكل الوسائل ان يحققوه ولجأوا الى اكثر من سيناريو وفشلت كل السيناريوهات وسقطت كل الرهانات".

ابراهيم يوضح انه "في بداية الحرب كان الزخم الاعلامي والشعبي للنظام السعودي في اعلى اسقفه وكان الحديث على انها حرب كرامة، ومواجهة لمشاريع ايران لكن اليوم لا احد يتحدث عن انتصارات ولا احد في النظام يستخدم ذات اللهجة بل انه يعاني من احباط"، مؤكداً أن "أي هدف استراتيجي في هذه الحرب لم يتحقق لا عسكريا ولا سياسيا وهذا ما يجعل النظام في مأزق ولا يمكنه اكمال الحرب لتحقيق الانتصار".

 

الدولة الراعية للارهاب

لا يمكن للفرد أن يربي الافعى فهي تنقلب عليه وتلسعه بعد حين من المداهنة، هذا هول حال ال سعود مع جماعات الارهاب، حيث يشير ابراهيم الى ان "صورة السعودية في الغرب هي صورة الدولة الراعية للارهاب وصورة الدولة المحرضة والداعمة على الاقل فكرياً، وأي حديث ارهابي يقع في اي دولة اوروبية اول اسم دولة يحضر هو اسم السعودية وفي هذه الاعمال دائما تحضر الوهابية"، لافتاً إلى أن "هناك ضغوطات على الحكومات الغربية حتى انه بعد الهجوم على الصالة الكبرى في صنعاء ضغطت بريطانيا على السعودية لاعلان مسؤوليتها لان القضية كانت ستاخذ الى المحكمة الجنائية الدولية. وفي كل الجرائم التي تحصل في العالم دائماً ما يتم توجيه اصابع الاتهام الى السعودية".

ويعتبر ان "السعودية حسمت قرارها في الايام الاولى للازمة السورية بانها سوف تمضي في دعم المعارضة وقد قام العلماء بتشريع التظاهرات. لقد فتحت السعودية كل ابواقها الاعلامية وقدمت الاموال وسمحت للشباب السعودي بالتوجه الى سوريا من اجل اسقاط النظام".

ويضيف ان "موقع وكيليكس كشف ان السعودية التي وجدت نفسها عاجزة عن اسقاط النظام مضطرة لاستمرار الحرب خشية ان ينتقم النظام منها في حال ثباته وانتصاره"، وقال "كان الهدف تكسير التحالف بين ايران وسوريا وابعاد القيادة السورية عن ايران مقابل البقاء في السلطة وقد جرت محاولة في بداية الازمة لابعاد سوريا عن ايران ورفضت سوريا ذلك، فذهبت السعودية نحو دعم المعارضة وتخريب اي محاولة للتسوية لأن أية تسوية ليست في مصلحة النظام السعودي".

السياسة ذاتها تعتمدها السعودية في العراق، ويشير ابراهيم هنا الى ان "السعودية ما زالت مصرة على ارتكاب الحماقة عينها في مقاربتها للعلاقة السعودية العراقية، وهي كانت غائبة عن العراق منذ 2003 الى أن قررت تعيين سفيرها تامر السبهان الذي اتى لاثارة الفتن وما كانت تفعله من خلال ارسال مسلحين ودعم الجماعات في العراق بالاموال واصدار فتاوى الجهاد كان متوقعا ان السعودية ستقوم بمراجعة من اجل بناء علاقات تقوم على احترام سيادة العراق، ولكن ما قام به السفير السعودي كان يظهر أن الرجل يعمل على تفجير ازمة مع العراق".