سياسة وأمن » مؤتمرات سياسية

الكويت والبحرين تؤكدان أهمية الشراكة الخليجية البريطانية لمواجهة التحديات

في 2016/12/07

أكد كل من عاهل البحرين وأمير الكويت على أهمية الشراكة الخليجية مع بريطانيا، لمواجهة المتغيرات والتحديات المختلفة، وأعربا عن توقعهما أن تشهد العلاقات نقلة نوعية خلال الفترة المقبلة.

جاء هذا في الكلمات التي ألقاها زعيما البلدين خلال الجلسة الأولى من أعمال اليوم الختامي للقمة الخليجية السابعة والثلاثين، التي عقدت في قصر الصخير وسط البحرين، اليوم الأربعاء، بحضور رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي».

ولفت العاهل البحريني الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» في كلمته إلى أهمية عقد القمة بين الجانبين لأهمية ما تشكله التحالفات الاستراتيجية في عالم اليوم لمواجهة المتغيرات والتحديات المختلفة.

وقال: «نتطلع أن تثمر المباحثات الخليجية البريطانية خلال القمة عن آفاق أرحب من التعاون، نستشرف من خلالها طبيعة ومتطلبات مرحلة العمل المقبلة بين الجانبين، لنصل إلى اتفاقات وقرارات نوعية جديدة للبناء على ما تم إنجازه».

وعبر عن تطلعه أن يقود هذا التعاون لمستويات أكثر تقدما في المجالات كافة، وخاصة السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية.

كما أعرب عن ثقته بأن مسيرة العمل المشتركة بين الجانبين ستشهد نقلة نوعية بالنظر إلى طبيعة العلاقات الودية الوثيقة التي تربط البحرين بالمملكة المتحدة والقائمة على أسس الثقة والاحترام المتبادل.

من جانبه، أكد أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، على أهمية عقد قمة خليجية مع بريطانيا التي وصفها بأنها حليف استراتيجي تربطها بدول الخليج علاقات تاريخية وروابط عميقة ومصالح استراتيجية.

ولفت إلى أهمية عقد القمة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة تحديات سياسية واقتصادية وأمنية تتطلب التشاور والتنسيق للوصول إلى رؤية مشتركة تمكن من مواجهة تلك التحديات.

وقال «الصباح: «لقد أثبتت الأحداث الدولية عمق وصلابة العلاقة مع المملكة المتحدة باعتبارها حليفا تاريخيا عبر الدور الكبير الذي تلعبه في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة».

وبين أن هذه القمة تأتي لتضيف أبعادا أخرى إلى هذه العلاقة للانطلاق بها إلى آفاق أرحب تعكس عمقها وتجذرها استكمالا لسلسلة اللقاءات التي تعقد على كافة المستويات بين «مجلس التعاون الخليجي» وبريطانيا.

وأشار إلى أنه سيتواصل العمل المشترك بين «مجلس التعاون» والمملكة المتحدة من خلال الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية والذي يشكل امتدادا للجهود المبذولة لتنسيق المواقف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والذي انبثقت عنه خطة العمل المشترك التي تسعى الأطراف إلى توسيع نطاقها وتمديد إطارها الزمني.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين الكويت وبريطانيا، أكد «الصباح» تواصل الجهود لتوطيدها وتعزيزها في كافة مجالاتها السياسية والاقتصادية والاستثمارية والعسكرية والثقافية.

إلى ذلك، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، أن إيران تشكل خطرا واضحا على منطقة الخليج ولا بد من التصدي لها عن طريق بذل جهود مشتركة.

وشددت «ماي» في خطاب ألقته أمام المشاركين في أعمال قمة «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في المنامة، على أن أمن الخليج يعني أيضا أمن بريطانيا، متعهدة بالعمل المشترك على منع أية هجمات موجهة ضد دول الشرق الأوسط وأوروبا، لا سيما الهجمات الإلكترونية.

وأشارت رئيسة الحكومة البريطانية إلى الارتفاع المستمرة في عدد التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشكل خطرا على أمن بريطانيا ودول الخليج على حد سواء، مؤكدا ضرورة مواصلة بذل المساعي المشتركة في مواجهة اللاعبين الذين يقوض نفوذهم الاستقرار في المنطقة، على حد قولها.

وتابعت: «بودي أن أؤكد لكم أننا نرى الخطر الذي تشكله إيران على الخليج والشرق الأوسط الكبير».

وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية أن بلادها متمسكة بشراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج وتعمل معها جنبا إلى جنب على مواجهة الخطر الذي تواجهه.

وشددت «ماي» على ضرورة الحيلولة دون التصرفات السلبية لطهران في سوريا واليمن ومنطقة الخليج، بغية تحقيق الأمن والاستقرار فيها.

وأكدت رئيسة الحكومة البريطانية أن التعاون بين لندن ودول الخليج سيشهد نقلة نوعية في شتى المجالات، وبالدرجة الأولى في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب، مشيدة بالإنجازات التي تم تحقيقها في الحرب على تنظيم «الدولة لإسلامية» في الشرق الأوسط.

تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا ليست الدولة الأولى التي يهاجم مسؤولوها في الآونة الأخيرة طهران بالأقوال أو الأفعال، إذ قرر مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء الماضي، تمديد العقوبات المفروضة على إيران لمدة 10 سنوات أخرى، ما هدد بانهيار الاتفاق النووي المبرم بين طهران ودول «مجموعة 5+1» في 15 يوليو/تموز 2015، في أعقاب مفاوضات ماراثونية.

وتعد «ماي» أول رئيس وزراء لبريطانيا وأول امرأة، وثاني زعيم أوروبي يحضر قمة خليجية، بعد الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»، الذي سبق أن حل ضيف شرف على القمة التشاورية في العاصمة السعودية الرياض، في مايو/أيار 2015.

وكالات-