سياسة وأمن » تصريحات

المهمة الصعبة.. استنفار سعودي لوقاية الحجاج من الحر

في 2016/09/10

مع بدء توافد ضيوف الرحمن من كل فج إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، تقف السلطات السعودية على أطراف أصابعها لتذليل العقبات، والحد من المشاكل التي قد يتعرض لها الحجيج وهم يؤدون الفريضة الشاقة زلفى إلى ربهم وطلباً لمغفرته.

ويعتبر جو المملكة شديد الحرارة واحداً من أبرز المشكلات التي تسعى المملكة للحد منها، من خلال توفير سبل التهوية والتبريد بالمشاعر المقدسة. وفي هذا السياق، أمنت مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا هذا العام 5000 وحدة من مراوح رذاذ الماء؛ لتهيئة الأجواء المناسبة للحجاج، حسبما أفادت صحيفة "الرياض".

وسيتم توزيع المراوح على مجموعات الخدمات الميدانية التابعة لمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا في المشاعر المقدسة؛ لمساعدة الحجاج الذين تقوم بخدمتهم؛ للتقليل من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة.

وأكد المطوف محمد أندرقيري، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص المؤسسة على توفير الخدمات المتكاملة لضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء إيمانية وراحة واستقرار.

وبدوره وصف الباحث في الطقس والمناخ وعضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة، عبد العزيز الحصيني، طقس مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) مروراً بيوم عرفة وأيام التشريق، بأنه "ستسوده أجواء حارة وسط النهار، وستميل للحرارة أول الليل، وللاعتدال آخر الليل"، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة تجنب أشعة الشمس والإكثار من شرب المياه.

ونقلت صحيفة "عاجل" الإلكترونية، عن الحصيني، "أن درجة الحرارة المتوقعة العظمى ما بين (41-42) درجة مئوية على مكة والمشاعر وسط النهار، والصغرى ما بين (28-30) درجة مئوية، مع فرصة تشكل لسحب بعضها ممطر بأمطار متفاوتة على مرتفعات مكة خاصة الطائف قد تمتد لشرق مكة".

وأضاف: "الأجواء في بقية مناطق المملكة ستكون حارة نهاراً معتدلة ليلاً، خلال أيام العيد، على معظم مناطق المملكة خاصة خارج المدن، ويستثنى من ذلك المناطق الشمالية التي تميل للحرارة نهاراً وللاعتدال ليلاً. أما في المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية فستكون معتدلة نهاراً، تميل للبرودة ليلاً، مع فرصة متفاوتة لهطول أمطار على المرتفعات"، بحسب الحصيني.

وقبيل موسم الحج ابتكر سعودي وفلسطينية مظلة ذكية بهدف التخفيف من مشقة الحجاج خلال أدائهم الفريضة، وتم تزويد المظلة بنظام شمسي وبنظام تحديد المواقع "GPS"، وبمروحة مثبتة ومصباح، فضلاً عن تزويدها بثلاثة مخارج "USB" مختلفة لشحن الهاتف المحمول والحاسوب اللوحي وبعض الأجهزة المحمولة الأخرى، بحسب "روسيا اليوم".

وقال العالم السعودي كامل بدوي إن المظلة الذكية "ستساعد الحجاج على تلبية متطلباتهم الأساسية خلال أداء موسم الحج، وبالأخص التخفيف من الحر القائظ، وتسهيل التواصل في ما بين الحجاج والمسؤولين".

ومن خلال قيام هذه المظلة بتحويل الطاقة الشمسية التي يتم جمعها عن طريق الخلايا الشمسية الموجودة على سطح المظلة، سيتم تشغيل مروحة تعمل على تبريد الحرارة، ومن ثم زيادة قدرة الحجاج على التحمل، وتجنبهم خطر الإصابة بضربات الشمس وغيرها.

كما تساعد المظلة الذكية على عدم ضياع الحجاج؛ بمعنى أن أي عائلة ذهبت إلى الحج سيكون من الممكن تتبع أثر أفرادها جميعاً من خلال نظام تحديد الموقع الموجود في المظلة، ليكون بذلك جميع أفراد الأسرة بأمان ولا يواجهوا خطر الضياع في ظل وجود أعداد هائلة من الحجاج.

وأوضحت المخترعة منال دنديس، أن نظام " GPS" يضاف إليه تطبيق للهاتف الذكي يمكن تحميله، وكل حاج يعرف مظلته على هذا التطبيق، "وبالتالي يصبح من السهولة التواصل في ما بين الحجاج وتحديد أماكن تواجدهم وكيفية الوصول لهم".

وبدورها أصدرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة ممثلة بوكالة شؤون الأرصاد تقريراً عن الحالة المناخية السائدة خلال موسم حج عام 1437ه بمكة المكرمة والمدينة المنورة، قالت فيه إن الطقس في مكة والمدينة "سيكون حاراً نهاراً ومعتدلاً ليلاً".

وشدد التقرير على ضرورة المحافظة على شرب الماء بكثرة، والبقاء في الأماكن جيدة التهوية، واستخدام المظلة الواقية لتجنب أشعة الشمس المباشرة وتفادي الإجهاد وضربات الشمس.

من جهتها نفَّذت قوات الدفاع المدني، الاثنين الماضي، فرضية عملية (سيناريو مفترض) للتعامل مع المواد الخطرة في شبكة الأنفاق بالعاصمة المقدسة والمشاعر، ولا سيما الأنفاق المخصصة للمشاة، وتمكنت خلال الفرضية التي تم تنفيذها في نفق (المعيصم) للمشاة، من تطبيق خطة الإخلاء الطبي في موقع الحادث الافتراضي، وكذلك في مواقع أخرى بإحدى الطرق المؤدية لمنشأة الجمرات نتيجة الزحام والتدافع.

كما تمكنت القوات من تنفيذ أعمال التطهير لهواء النفق باستخدام آليات التهوية وفِرق التطهير، وكذلك خطة الإسناد البشري بمشاركة الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ أعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالحج، مثل الهلال الأحمر والأمن العام والمرور وغيرها.

ونجحت فرق الدفاع المدني خلال الفرضية في إنقاذ وإخلاء ما يزيد على 80 مصاباً، تعرضوا للاختناق داخل النفق، وتم نقل حالات الوفاة إلى مناطق الفرز، كما تمكنت من إنقاذ 70 مصاباً تعرضوا للإصابة في محيط منشأة الجمرات، في وقت وجيز.

وفي تصريح عقب انتهاء أعمال الفرضية، أكد المدير العام للدفاع المدني، الفريق سليمان بن عبد الله العمرو، أن برنامج الاستعداد لقوات الدفاع المدني بالحج "يتضمن عدداً من الفرضيات والتجارب التطبيقية بهدف الوصول لأعلى درجات الجاهزية في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، والوقاية من المخاطر المحتملة كافة خلال أعمال الحج".

وأكد العمرو استمرار الفرضيات والتدريبات خلال الأيام القادمة تفادياً لأية ملاحظات وتصحيحها، للوصول للمستوى المطلوب في جميع أعمال الدفاع المدني بالحج.

وكالات-