مجتمع » أسرة

التفكك الأسري يلاحق المعلمات المغتربات والتعليم: النقل بالمفاضلة

في 2016/09/09

فيما أكدت وزارة التعليم أن حركة نقل المعلمين والمعلمات تتم وفق آلية المفاضلة التي جاءت نتيجة دراسة شاملة تمت العام الماضي، ما زالت المعلمات المغتربات يعانين هموما تتجدد مع بدء كل عام دراسي ما بين الغربة عن الأولاد والأهل والأزواج، وخطورة الطريق، وتهور السائقين والحوادث المميتة. وروت عدد منهن معاناتهن لـ"الوطن"، والتي تصل في بعض الأحيان إلى التفكك الأسري نتيجة الطلاق.

 تجاهل الظروف الخاصة

 قالت أم عبدالمحسن وكيلة مدرسة بتعليم ينبع ومن أهل جدة: معاناتي تتكرر منذ 4 سنوات ما بين خطورة الطريق والغربة عن الأولاد والزوج، وقد حاولت بكل الطرق الانتقال إلى جدة، ولكن للأسف رفض طلبي من قسم الظروف الخاصة بوزارة التعليم، بالرغم من تعرضي لحادث أدى إلى إصابة. وأكدت المعلمة خلود من مكة، والتي تداوم في تربة، أنها تتعرض يوميا لأخطار الطريق وابتزاز السائقين واستغلالهم لحاجتها.

فيما قالت المعلمة أسماء السريحي من جدة: أعمل معلمة كيمياء وتغربت منذ 4 سنوات في قرية تفتقر إلى ابسط المعوقات.

 طلبت النقل إلى مدينة جدة عند أهلي، ولكن لم يحالفني الحظ أبدا، ولدي معاملات عدة في وزارة التعليم منها ما حفظت في مكتب الاتصالات الإدارية، ومنها ما احتفظت به لجنة الظروف الخاصة.

وأضافت السريحي "واجهت صعوبات ومشقة وتعب في غربتي لأسباب، منها أنني معلمة من غير محرم وخاصة عند التعامل مع أهل القرية، إضافة إلى مضايقات أثناء السفر في حافلات النقل الجماعي".

 معاناة المعلمات المطلقات

كشفت معلمات مطلقات لـ"الوطن" أنهن طلقن بسبب مهنة التعليم، مما أدى إلى تشتيت الأسرة والأبناء.

وقالت المعلمة المغتربة في حفر الباطن ليلى أحمد إنها عينت في الجنوب سنتين حيث عملت في تثليث ثم نقلت إلى البشائر بمنطقة عسير، ومنها إلى حفر الباطن سنتين، وأنها ستبدأ السنة الثالثة لها في الحفر، وهي أم لثلاثة أولاد، وطلقت بسبب الوظيفة، وأن أكبر أولادها عمره 11 سنة، مؤكدة أن نفاد صبر الزوج أدى إلى الطلاق. وأضافت أنها تستأجر شقة في حفر الباطن، وشقة أخرى في القطيف، وأنها تقدمت إلى قسم الظروف الخاصة بطلب يحمل الرقم 5174، ولكن الطلب رفض.

وقالت المعلمة حنان الغامدي: أعمل في الليث تخصص لغة عربية، سكنت بالقرب من عملي حتى أستطيع الدوام في القرية التي أعمل بها، بينما يعمل زوجي في جدة، ولدى 3 بنات وولد، تركت الابن عند أمي في جدة، وأخذت بناتي معي وأكبرهن في الصف الثاني الابتدائي وأصغرهن عمرها سنتان، وفي أحد الأيام عدت إلى الشقة الساعة الثانية ظهرا لأفاجأ بابنتي الوسطى "5 سنوات" ممدة على الأرض، ودرجة حرارتها مرتفعة جدا، ولا أعرف أحدا في المنطقة مما جعلني أفضل معاناة الطريق، فأسلك يوميا طريقا مسافته 300 كيلو ذهابا وإيابا.

  تعديل آلية النقل

طالبت 70 معلمة مغتربة تواصلت "الوطن" مع بعضهن بتعديل آلية النقل الخارجي. وأكدن أن هناك عدة نقاط تسببت في عرقلة النقل وزيادة معاناتهن وهي:

 الآلية الجديدة التي نقلت الجديد وتركت القديم.

 أخرت الآلية الجديدة أرقامهن في الرغبة الثانية.

 عدم نقل تخصصاتهن أكثر من خمس سنوات بحجة عدم الاحتياج.

 عدم مراعاة المغتربة في الحصص والمناوبة والأنشطة والحصة السابعة، وعدم مساواتهن بالمعلمات المستقرات.

 استغلال القائدات في التهديد بالأداء الوظيفي لحاجتنا للوظيفة، والمفترض أن تكون المفاضلة على تاريخ المباشرة أو سنة التقديم فقط، وكذلك عام التخرج.

 عدم وجود حركة خاصة لمن لديهن ظروف خاصة.

 عدم التقيد بالتخصص، حيث إن معلمات تخصصات أدبية يدرسن مواد علمية.

 المعلمات المعينات في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1432 ظلمن برفع النقل قبل مباشرتهن، مما اضطرهن للتقديم على النقل عام 1433، وحسبت لهم سنة التقديم 1434 فحرمن من التقديم على النقل في العام الذي باشرن فيه.

 آلية المفاضلة

اكتفى المتحدث الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي في تصريحه إلى "الوطن" بالتأكيد على أن حركة النقل واضحة للجميع، موضحا أن الجميع يعلمون أن التقديم عليها يتم عبر البوابة الإلكترونية، وأن المعلم أو المعلمة هو من يدخل بياناته ويتم تدقيقها من مرجعه المباشر.

وأضاف العصيمي أن آلية المفاضلة هي نتيجة دراسة شاملة تمت العام الماضي، وعقدت لها ورش ولقاءات، شارك فيها معلمون ومعلمات ومشرفون تربويون، وصممت نتيجة ذلك استمارة، وتم الاستفتاء عليها من قبل المستفيدين مباشرة، وعدلت في صيغتها النهائية. وأغفل العصيمي ذكر سبب تأخير أرقام ترتيب المعلمات على المناطق في النظام واختلافها.

إلى ذلك، رفضت عضو مجلس الشورى الدكتورة موضي الدغيثر التصريح في هذا الشأن، مؤكدة أن مجلس الشورى يطرح القضايا ويناقشها حسب الجداول والتوصيات والمواضيع المطروحة.

أبرز صور المعاناة

عدم رعاية الأطفال والاهتمام بهم

التعرض لمخاطر الطرق والحوادث المميتة

عدم توافر خدمات بالقرى التي يعملن فيها

التفكك الأسري نتيجة الطلاق

عدم  تحقيق النقل لسنوات طويلة

تجاهل الظروف الخاصة لبعض المعلمات

الغربة  بعيدا عن الأبناء والأزواج

الخضوع لابتزاز بعض السائقين

الوطن السعودية-