سياسة وأمن » حروب

أخطاء «التحالف العربي» في قصف أهداف مدنية تثير حفيظة الشارع اليمني

في 2016/08/19

تسببت الأخطاء المتكررة لقوات «التحالف العربي» في إثارة حفيظة الشارع اليمني خلال الأيام الماضية، وذلك بعد سقوط العشرات من الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية الخاطئة للأهداف المدنية.

ووفقا لصحيفة «القدس العربي» فإن مصادر سياسية مستقلة قالت: «للأسف أخطاء الغارات الجوية لقوات التحالف تكررت بشكل ملفت خلال الأيام الماضية، والتي نتج عنها سقوط العشرات من الضحايا المدنيين، وهو ما ساعد الحوثيين في استثمار مثل هذه الحوادث حقوقيا واللجوء إلى ممارسة الضغط على قوات التحالف خارجيا عبر المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الدولية».

وذكرت المصادر أنه رغم وقوع هذه الأخطاء التي قد تكون لها عواقب حقوقية وخيمة مستقبلية على دول التحالف غير أن الاستثمار «الحوثي» لها بشكل مبالغ فيه غير بريء ومن المحتمل جدا أن يكون «الحوثيون» بالغوا في تقدير الخسائر وعدد الضحايا، كما لا يستبعد حسب بعض الأنباء أن بعض عمليات القصف تمت من قبل الصواريخ الحوثية على هذه المناطق بشكل متزامن مع مرور طائرات قوات التحالف.

وطالبت بضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية من «الأمم المتحدة» ومن منظمات دولية تحظى باحترام كافة الأطراف، حتى لا تضيع الحقيقة بين احتمالات وقوع أخطاء فعلية من قبل قوات التحالف وبين توقعات بعكس ذلك من خلال ضربات حوثية أرضية لاستثارة المجتمع الدولي على دول التحالف وبالذات على المملكة السعودية التي تقود هذا التحالف.

وكانت جماعة «الحوثي» اتهمت قوات «التحالف العربي» بضرب أهداف مدنية خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول أمس الثلاثاء، حين قصفت طائرات التحالف منزل أحد القيادات الحوثية في منطقة نهم، وراح ضحيتها 12 قتيلا من أسرته وعدد آخر من الجرحى فيما نجا القيادي من الغارة الجوية والذي كان في جبهات القتال حينها.

كما وقعت قبل 3 أيام أيضا غارة جوية على مستشفى صغير في منطقة عبس في محافظة حجة، قرب الحدود السعودية، يديره «الحوثيون» ويساعد في إدارة منظمة «أطباء بلا حدود»، وسقط جراء ذلك 11 قتيلا من المرضى المدنيين وأحد الأطباء حسب رواية «الحوثيين» ومنظمة «أطباء بلا حدود».

وفي الأسبوع الماضي وقعت غارة جوية خاطئة على مدرسة للأطفال في منطقة حيدان، معقل «الحوثيين» في محافظة صعدة، وسقط جراءها العديد من الأطفال، حسب رواية «الحوثيين» والتي لا توجد روايات أخرى محايدة لذلك، غير أن قوات التحالف نفت هذه الرواية وقالت الناطق الرسمي باسمها اللواء ركن «أحمد عسيري» إن هذه الغارة الجوية استهدفت مركزا للتدريب في صعدة.

بالمقابل، لم يستبعد سياسيون يمنيون صحة هذه الرواية من قبل قوات التحالف، بمبرر أن «الحوثيين» أصلا يقومون بتجنيد الأطفال قسرا رغما عن آبائهم في المناطق التي يسيطرون عليها، لتغطية العجز في المقاتلين بالجبهات، وبالتالي اقتصرت رواية «أطباء بلا حدود» في هذه الحادثة على وصول جثث أطفال إلى المركز الطبي الذي يديرونه هناك، ولم يؤكدوا وقوع الضربة على مدرسة الأطفال.

ولفتت المصادر أيضا إلى احتمالية قيام «الحوثيين» بإجبار منظمة «أطباء بلا حدود» التي تعمل تحت سلطتها على إصدار بيانات إدانة لهذه الضربات لإعطاء معلوماتها مصداقية أكثر أمام وسائل الإعلام الدولية، خاصة وأن هذه المنظمة يتركز عملها في المناطق التي تقع تحت سيطرة «الحوثيين» وتتجاهل بالكامل المناطق التي تقع تحت سلطة الحكومة وتتعرض بعضها لقصف «حوثي» متواصل وترتكب فيها ميليشيا «الحوثي» وقوات المخلوع «علي عبدالله صالح» مجازر كبيرة ضد المدنيين.

السعودية و«القائمة السوداء»

وقد رحبت المملكة العربية السعودية، في وقت سابق، بقرار الأمين العام لـ«لأمم المتحدة»، «بان كي مون» بإزالة اسم «التحالف العربي» من أجل استعادة الشرعية في اليمن، من قائمة الجهات المسؤولة عن العنف ضد المدنيين.

وأوضحت المملكة دعوة «الأمم المتحدة» لإيفاد من تراه مناسبا من مسؤوليها لزيارة قيادة قوات التحالف في الرياض، للاطلاع على ما لديها من استعدادات واحتياطات في هذا الشأن لا تزال قائمة.

وأكدت المملكة بأن على «الأمم المتحدة» أن تمارس دورا بحيادية وموضوعية وشفافية، وألا تكتفي بالمصادر غير الموثوقة كأساس لتقاريرها أو بياناتها.

وكانت السعودية قد ردت بغضب في يونيو/حزيران الماضي، عقب إدراجها على قائمة «الأمم المتحدة» السوداء للدول والجماعات التي ترتكب جرائم ضد الأطفال في مناطق الصراع حول العالم.

واتهم الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، «بان كي مون» السعودية بأنها هددت بقطع تمويل مشاريع المنظمة الدولية إذا لم ترفع من القائمة، وهو ما نفته الرياض.

وقالت مصادر دبلوماسية بـ«الأمم المتحدة»، إنه وبعد شهرين من إدراج المنظمة الأممية التحالف العسكري الذي تقوده السعودية على القائمة السوداء لقتله أطفالا في اليمن لم تقدم الرياض أدلة كافية تستوجب رفعها بشكل دائم من القائمة.

وذكر أحد المصادر أن مسؤولين بـ«الأمم المتحدة» يعتزمون السفر إلى الرياض للحصول على مزيد من التفاصيل بشأن قضايا متنوعة مثل قواعد الاشتباك.

وجاء في تقرير سنوي لـ«الأمم المتحدة» بشأن الأطفال والصراع المسلح، أن التحالف مسؤول عن 60% من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي بعد أن قتل 510 أطفال وأصاب 667 آخرين.

ويضم التحالف الذي تقوده السعودية، الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر ومصر والأردن والمغرب والسنغال والسودان.

ووفقا لـ«الأمم المتحدة»، فقد قتل 6400 شخص معظمهم من المدنيين منذ أن بدأ التحالف غاراته ضد «الحوثيين» في مارس/آذار من العام الماضي.

وكالات-