ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

«سعوديون ضد التطبيع».. رفض شعبي جديد لزيارة «عشقي» إلى (إسرائيل)

في 2016/08/01

«سعوديون ضد التطبيع».. هو عنوان وسم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، انتشر بشكل كثيف اليوم، احتجاجا على زيارة الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي»، إلى (إسرائيل).

وانتشر الوسم الذي أطلق مساء اليوم، بشكل كبير بين المغردين السعوديين، والعرب، بعدما تم تدشينه عبر حساب «حركة مقاطعة (إسرائيل) في الخليج»، والتي وصفت نفسها بأنها «مستقلة وتعمل على نشر صوت السعوديين والسعوديات الرافضين للتطبيع وكل محاولات تبريره أو التمهيد له».

وبحسب ما ورد على حساب الحركة على «تويتر»، فإن الهدف من تدشين الوسم، هو إطلاق حملة توصل أصوات المغردين إلى «أكبر عدد ممكن ولتسجيل موقف ضد المجموعة التي زارت (إسرائيل) مؤخراً».

واستنكر مستخدمو الوسم زيارة «عشقي» والوفد المرافق له إلى (إسرائيل)، وطالب الكثير منهم حكومة السعودية بـ«اتخاذ إجراءات بحق أفراد الوفد»، كما نشر البعض تغريدات تفيد بأن أفراد الوفد لا يمثلون الحكومة أو الشعب السعودي.

الوسم الذي احتل مرتبة متقدمة بين الوسوم الأكثر انتشارا في المملكة اليوم، أعاد إلى الأذهان وسوما سابقة، شارك مغردون فيها بعدد من البلدان العربية والإسلامية، منها «عرب ضد التطبيع»، و«لا للتطبيع»، و«ضد للتطبيع»

التطبيع خيانة

ونشر الشيخ «علي القرة داغي»، حكم التطبيع مع العدو الصهيوني، وأوضح حرمانيته، كما رد على شبهة من يدّعي دعم المقدسيين بزيارتهم في الأراضي المحتلة.

وغرد «رياض الزهراني»، قائلا: «التطبيع مع (إسرائيل) ليس مقبولاً مهما كانت مبرراته المرحلية فالقضية قضية كرامة ومبادي وأخلاق وليست قضية تخضع للمجاملات السياسية والظروف الإقليمية».

بينما كتبت «رشا أبو هدير»: «شركاء القضية والعدالة والحق.. في السعودية شرفاء لا يقبلون المساومة والتطبيع مع العدو تحت أي ظرف».

وأضاف «فيصل الجفن»: «لمن يعتقد بأن السلام لا يتم الا بالتعايش مع الأخر عليهم أن يفهموا بأننا لا نختلف معهم ولكن ليس مع القتلة والمحتلين».

وتابع «سامي الحصين»: «صاحب مبادرة التطبيع، هل أنت مستعد لمنح الفلسطينيين وطنك وتذهب للعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي تمجده وتمتدح إنسانيته؟».

أما «فاطمة العيدي»، فقالت: «نحن نقف مع فلسطين، لا لأننا فلسطينيون او عرب، بل نقف معها لأنها امتحان يومي لضمير العالم».

ووجه «عبد العزيز العودة»، المغردين قائلا: «علموا ابنائكم الكراهية اتجاه الصهاينة لكي يصبحوا بشر سلمين الفطرة، علموهم رفض الظلم.. كراهية الصهاينة قمة الإنسانية».

وجزم «حسن المؤيد» بالقول: «الأمة الإسلامية برمتها ضد التطبيع.. التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس خيار الشعوب و يجب أن لا يفهم كضرورة أنظمة بل ضررها».

وأشار «سعد الدوسري»، إلى أن «التطبيع ليس وجهة نظر»، وقال: «التطبيع خيانة، لذلك وجبت محاسبة كل من يسعى للتطبيع أفرادًا كانوا أم حكومات».

وأضافت «عهود بنت عبد العزيز»: «أنا أجزم بأن جميع الشعب السعودي ضد التطبيع، لأنه لا يمكن لصاحب ضمير حي أن يفرط بحق فلسطين.. فهي خيانة ليس وجه نظر».

وتابع «فهد العوهلي»: «رفض المحتل الصهيوني ليس من باب  الاستعراض والعنترية كما يعتقد المأزومين.. هي عقيدة إسلامية وغيرة وحميّة عربية.. هي شرف».

وأشار «وليد الهويريني»، إلى أنه «لا يمكن لمسلم حر أن يعترف بالشعب الصهيوني الذي جلبته الطائرات الغربية من الشتات لتزرعه بين أظهرنا وليحتل مقدساتنا».

فيما كتب «قفيط»: «لن يقبل أي مسلم التطبيع مع الكيان الصهيوني، لأنه يسمح بوجود أمثال هولاء الصهاينة على أرضنا».

وشدد «علي العمران»، على أنه «ليس السعوديون فقط ضد التطبيع.. بل كل شرفاء العالم».

وأشار «سلطان الجميري»، إلى أنه «يجب أن يظل التطبيع ومد اليد للكيان الصهيوني عارا وخطيئة تلاحق صاحبها حتى موته.. لأنها خيانة للتاريخ والأرض والشهداء».

بينما غردت «رناد أمجد» بالقول: «التعامل مع الكيان الصهيوني ومسؤوليه يتعارض مع مبادئ المقاومة ضد الاحتلال».

وكتب «أبو الخطيب»: «إن المطبعين كانوا إخوان الشياطين».

وحذر «فهد الشمري»، من أن «التطبيع يعني الاعتراف بـ(اسرائيل) وهذا يقود إلى مرحلة أخرى، هي التخلي عن الأقصى والاعتراف بأحقيه اليهود بأرض فلسطين».

كم دعا «عبد الرحمن إبراهيم»، المغردين بالقول: «علموا أولادكم أن هناك أرضا عربية اسمها «»فلسطين«» أخذها اليهود عنوه في عام ١٩٤٨.. ولازلنا نحاول تحريرها من الصهاينة».

وأضاف «أحمد القماطي»: «عليكم أن تؤكدوا على أن الصراع العربي الصهيوني هو صراع وجود.. لا مكان لـ(إسرائيل) بيننا فهي دولة احتلال ولا سلام مع محتل».

بينما أوضح «ثامر العتيبي»، أن «التطبيع مع (إسرائيل) مرفوض سواء كان المطبع النظام السعودي والمصري والتركي والقطري والإماراتي..إلخ».

وتابع «اليماني»: «لو كانت زيارة عشقي جس نبض وتمهيد لخيانة قذرة ، فردنا هو لا للتطبيع».

وكتبت «إيمان مسعدين»: «لعشقي ومن ذهب معه للصهاينه ولعلماء السوء الذين افتوا بعدم مخالفة زيارة عشقي للشريعة: ضروراتكم كأنظمة مغايرة لخياراتنا كشعوب».

فيما وجه «إبراهيم العنزي»، كلمة إلى حكام العرب قائلا: «يا حكام العرب: إن العهد الذي بيننا وبينكم (فلسطين).. فمن تركها فقد كفرنا بشرعيته واصبح عارا لا حاكما ومذلة لا كرامة».

وحذر «علي بادحدح»، بالقول: «التطبيع ليس مجرد علاقات ديبلوماسية بل اختراق وتخريب ثقافي واقتصادي وأمني مائي».

وأتفق معه «أحمد الدليجان»، حين كتب: «الصهيونية هي جرثومة الإرهاب وتركَة الاستعمار ورأس حربة الاحتلال».

وشددت «أريج»، قائلة: «لا نساوم على إسلامنا وعروبتنا وإنسانيتنا بأي شكل من الأشكال، والتطبيع ذلة ومهانة وتدنيس للشرف العربي».

تفاصيل الزيارة

وزار وفد سعودي بقيادة «عشقي»، (إسرائيل)، والتقى بمدير عام وزارة الخارجية «دوري غولد»، ومع مسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلّة «يوآف مردخاي»، في فندق «الملك داود» في مدينة القدس المحتلّة.

وبحسب صحيفة «هآرتس»، قدم «عشقي» إلى (إسرائيل) مصحوبا ببعثة أكاديميين ورجال أعمال سعوديين، الذين التقوا بمجموعة من أعضاء الكنيست، بهدف «تشجيع الخطاب في (إسرائيل)، حول مبادرة السلام العربية».

ونظّم «عيساوي فريج» عضو الكنيست عن حزب «ميرتس»، لقاء للوفد السعودي مع أعضاء كنيست من المعارضة، شارك فيه كل من عضوة الكنيست، «كسانيا سفيتلانا» و«عومر بار ليف» (المعسكر الصّهيونيّ)، و«ميخال روزين» عن «ميرتس».

وتحت وسم «أنور عشقي في (إسرائيل)»، استنكر مغردون سعوديون الزيارة، واعتبروها تطبيعا مع دولة الاحتلال، يخالف نهج المملكة العربية السعودية.

وشن عبر الوسم، شخصيات سعودية وخليجية وعربية رفيعة المستوى من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين، هجوما على «عشقي»، بسبب الزيارة.

وتعليقا على الزيارة، قال «عشقي»: «هذه الزيارة لم تكن لـ(إسرائيل) كما يُروّج لها، بل إنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء».

وأضاف: «مَن يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية».

وتابع «عشقي»: «الإسرائيليون كتبوا أني زرت (إسرائيل)؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناءً على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله».

وبسؤاله عمّا يُثار في «تويتر»، قال: «يجب أن يأخذوا المعلومات من مصدرها، وهل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائناً».

واستدرك: «المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إماماً في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية».

وأوضح: «لم نذهب ضمن وفد رسمي؛ بل ذهبنا كزيارة لمركزنا؛ مركز الدراسات والبحوث، ولم يكن الوفد رسمياً؛ بل هي مبادرة ذاتية، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط».

واختتم: «نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين ، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول».

وكان «عشقي» قد شغل سابقا عدة مناصب رفيعة في الجيش السعوديّ، وفي وزارة الخارجيّة السعوديّة، ويشغل اليوم منصب رئيس مركز أبحاث في السّعوديّة.

وليست هذه المرّة الأولى التي يلتقي فيها «عشقي» بشخصيات إسرائيلية، حيث التقى، عام 2015، بـ«دوري غولد»، في معهد للأبحاث في واشنطن، في حفل رسمي.

والشهر الماضي، اعتبر «عشقي»، أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز السلام مع (إسرائيل) خاصة في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز».

يشار إلى أن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أكّد قبل فترة أن «أنور عشقي»، ليس لهم علاقة بأيّ جهة حكومية، ولا يعكس وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءه وتصرفاته تعبّر عن وجهات نظره الشخصية.

تويتر-