ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

قيادي بالجهاد الإسلامي: لم نطلب وساطته مع (إسرائيل) ونرفض زيارة عشقي

في 2016/07/28

انتقدت حركة الجهاد الإسلامي بشدة تصريحات اللواء السعودي المتقاعد «أنور عشقي»، التي تطاول فيها على حركتي حماس والجهاد، وجددت رفضها لزيارته إلى (إسرائيل) الأسبوع الماضي والتي أثارت الكثير من الجدل.

وأكد القيادي في الحركة «خالد البطش» في تصريحات على حسابه بـ«فيسبوك» عدم صحة ما ورد من تصريحات لـ«عشقي، ووصفها بـ «المغالطات» وقال إنها «تمييع للمواقف لتبرير زيارته لدولة الكيان الغاصب».

وكان «عشقي» قد قال في تصريحات لصحيفة المصري اليوم إن زيارته أغاظت بعض القادة من الجهاد الإسلامي وحماس لأنهم بنوا قراراتهم على ما صدر من الصحف الإسرائيلية، مما يؤكد أنهم يعيشون احتلالا ثقافيا وإعلاميا إلى جانب الحصار الإسرائيلي، زاعما أنه في شعبان الماضي استعجل القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش وشجب زيارتي ومصافحتي عندما ألقيت المحاضرة C.F.R وصافحت دوري جولد لكنه اعتذر فيما بعد، واليوم يستمع إلى الإعلام الإسرائيلي ويهاجم زيارتي الشخصية فقاتل الله الاستعجال».

دور العراب

وتعقيباً على تلك التصريحات، قال «البطش» إن «حركة الجهاد الإسلامي التي أخذت على عاتقها قصف تل أبيب بصواريخها ورفضت كل مشاريع ونهج التسوية منذ البداية لا تعترف بشرعية هذا الكيان أصلاً، حتى تطلب من عشقي أو غيره التوسط لها عنده ودون أن يدرك عشقي بأنه يوقع نفسه بدور العراب للتسوية مع العدو الصهيوني».

ونفى «البطش» أن يكون قد اعتذر لـ«عشقي» عن تعقيب سابق له منتقداً مصافحته الأولى للصهيوني «دوري غولد في أوروبا»، موضحاً أن الأمر «ليس خلافاً شخصياً معه أو مع مكونات الشعب السعودي الشقيق بل هو خلاف مع نهج وممارسات تعترف للعدو بحق في فلسطين، الأمر الذي يرفضه شعبنا، ويلحق الضرر بسدنة البيت الحرام والمسجد النبوي من أبناء الشعب السعودي الشقيق والفلسطيني على السواء».

 وقال «نحن لا نتعامل بردات فعل بل نعتمد منهجاً واضحاً يعتبر الكيان الصهيوني الغاصب للقدس عدواً للأمة نرفض التطبيع معه، ولا نوقع معه اتفاقات»، بحسب ما نقلت صحيفة القدس العربي.

وأضاف «إذا كان لدى اللواء عشقي فائض وقت وجهد فليبذله في توحيد الأمة والدعوة لنبذ الخلافات بين مكوناتها».

وأشار إلى أنه ليس لديه أي وسيلة اتصال باللواء «عشقي»، وأنه لم يسبق له التواصل به طوال حياته عبر أية وسيلة اتصال، مطالباً الجنرال بتحديد متى وكيف تم ذلك.

وذَكر «البطش» اللواء «عشقي» بتضحيات شهداء الشعب السعودي في غزة وأسدود وأم الرشراش، قائلا إن «الشعب السعودي قاتل إلى جانب الفلسطينيين، وناشد قادة المملكة والعلماء والدعاة بـ «التصدي للتطبيع مع الكيان».

وقال «عشقي» في تصريحاته إن «البطش» وبعض قادة حماس اعتبروا أن الزيارة إلى فلسطين المحتلة «نوع من التطبيع»، مضيفا «أنهم ما علموا أن التطبيع هو إقامة علاقات طبيعية بين شعبين ودولتين».

وأشار إلى أن اللقاءات التي تتم في أجواء حوارية ليست تطبيعاً خصوصاً، وزعم أن العديد من مسؤولي حماس والجهاد يقومون في المؤتمرات الدولية بمصافحة وعناق الإسرائيليين وبعض قادتهم يطلبون منه ومن مركزه أن يرسم خطة لتحسين علاقاتهم مع (إسرائيل).

وكشف «عشقي» وهو رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية في السعودية، أن زيارته الشخصية كانت لفلسطين المحتلة وليست (إسرائيل).

وأوضح أنه زار فلسطين المحتلة مصطحبا أربعة من زملائه في المركز وذلك بدعوة من السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن زيارته تعد الثانية منذ عام، وهي زيارة للإطلاع على أحوال الفلسطينيين وشد أزرهم والصلاة في بيت المقدس، مؤكدا أنه لم يقم بزيارة إلى تل أبيب ولم يتجاوز القدس ولم يطرق أبوابا رسمية ولا مؤسسات.

وكان «عشقي» قد قال إن المقاومة الفلسطينية «لم تقتل ذبابة».

وقوبلت هذه التصريحات وقتها بانتقادات حادة من قبل أحد قادة حماس، الذي قال «ندين كل المنبطحين الذين يتساوقون من الاحتلال»، مشددا على أن الأيام القادمة ستثبت أن حماس والمقاومة الفلسطينية «هي الأقوى».

وقال «طلال نصار» القيادي في الحركة « حماس التي كانت على رأس المقاومة الفلسطينية، كبدت الاحتلال خلال ثلاث حروب متتالية خسائر فادحة معنويا وماديا، وعملت على تقزيم حلم الاحتلال عندما كان يرفع شعار حدود إسرائيل من النيل إلى الفرات».

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي شهدت جدلا محتدما؛ إثر زيارة «أنور عشقي»؛ لفلسطين، وما نشرته الصحافة الإسرائيلية من معلومات حول زيارته وما تبعها من ردود فعل واسعة بين الناشطين.

ونفى «عشقي»، وهو في طريقة عودته إلى جدة، أن تكون هذه الزيارة لـ«إسرائيل» كما يروج لها، مؤكدا أنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء.

وتابع: «لم نذهب ضمن وفد رسمي؛ بل ذهبنا كزيارة لمركزنا؛ مركز الدراسات والبحوث، ولم يكن الوفد رسميا؛ بل هي مبادرة ذاتية، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكر فقط».

الموقف السعودي

وتمسكت وزارة الخارجية السعودية ببيانها السابق المتضمن أن أشخاصا من بينهم «عشقي» لا يمثلونها ولا علاقة لهم بأية جهة حكومية ولا يعكسون نظر حكومة السعودية، وأن أراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية.

وأشار مصدر في وزارة الداخلية السعودية إلى تنظيمات وثائق سفر السعوديين المعلنة والتي تحظر السفر إلى 4 دول هي «إسرائيل» وتايلاند والعراق وإيران -انضمت أخيرا للقائمة- ويعاقب المخالفين لتعليمات زيارة الدول المحظورة بالمنع من السفر خارج المملكة مدة تصل إلى 9 أعوام، أو غرامة مالية لا تتجاوز 5 آلاف ريال، أو بكلتيهما.

وطالب مغردون من خلال وسم أنشأوه على موقع «تويتر»، بمحاسبة «عشقي» على هذه الزيارة والتي تخالف الأعراف والقوانين.

وذكرت الصحف الإسرائيلية أن «عشقي» التقى مسؤوليين إسرائيليين اثنين هما «دوري غولد» و«يواف مردخاي» في أحد فنادق القدس وليس في المؤسسات الحكومية، وتوجه من تل أبيب إلى رام الله والتقى بالرئيس الفلسطيني «محمود عباس» وعدد من المسؤولين الفلسطينيين.

ويؤكد مراقبون أن زيارته للأراضي المحتلة ولقائه مع مسؤولين في دولة الاحتلال لا يمكن أن تتم دون ضوء أخضر من الحكومة السعودية.

وأكد «عشقي» في مقابلة هاتفية باللغة العربية لإذاعة جيش الاحتلال أن (إسرائيل) ستصنع السلام فقط عند حل الصراع مع الفلسطينيين، بالتوافق مع مبادرة السلام العربية التي اقترحت عام 2002.

وتنص مبادرة السلام العربية على إقامة الدول العربية علاقات طبيعية مع (إسرائيل) مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967، بما في ذلك هضبة الجولان السوري وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وقال «عشقي» «السلام لن يأتي من الدول العربية، بل من الفلسطينيين وتطبيق مبادرة السلام العربية».

يشار إلى أن «عشقي» شغل سابقا عدة مناصب رفيعة في الجيش السعودي، وفي وزارة الخارجية السعودية.

و«عشقي» البالغ من العمر 73 عاما، يعمل رئيسا لـ«مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية» في جدة والمستشار السابق للأمير السعودي والسفير في الولايات المتحدة، «بندر بن سلطان»

وكالات-