سياسة وأمن » تصريحات

مفكر تونسي ينصح قادة السعودية بتحرير المملكة من إعالة الأسرة المالكة

في 2016/06/13

وجه المفكر الدكتور أبو يعرب المرزوقي بروفيسور الفلسفة العربية واليونانية في جامعة تونس الأولى- مقترحان لقيادات السعودية قال إنهما قد يجعلان بلد الحرمين قوة عالمية لا يمكن لأحد أن يمس شعرة منها فتكون مركز الإسلام يحمي السنة في العالم كله.

وأوضح في سلسلة تغريدات له على حسابه بتويتر, ان الاقتراح الأول إيجابي ويتعلق بجعل كل مداخيل الحج والعمرة بعد خصم ما كلفة الخدمات وقفا على فقراء دار الإسلام لتمويل استثمارات في بلادهم يعيشون منها، مبينا أن الاقتراح الثاني سلبي وهو مؤلم لكنه هو شرط الشرعية الحقيقية في أعين الشعب بتحرير الدولة من إعالة الأسرة المالكة وجعل تابعيها يعيشون من أملاكهم وعملهم.

وأكد "أبو يعرب" أنه إذا تم ذلك فإن كلفة الدولة ستصبح معقولة ويمكن حينها أن تصبح السعودية ذات قدرة على الاستثمار في العالم الإسلامي كله فتكون ألمانيا العرب، مضيفاً: "بهذا وبهذا فحسب يمكنها أن تفشل كل المناورات التي تستهدفها وتستهدف خاصة تدويل الحرمين الذي تسعى إليه إيران وحتى الكثير من العرب المنافسين".

وقال: "أعلم أن هاتين النصيحتين قد لا تقبلان الآن لكنهما من جنس بيدي لا بيد عمرو. فما لا تستطيع منعه قم به بنفسك بدارا لتفشل المؤامرات الواضحة"، مشيراً إلى أن النصحية الثانية هي التي تؤسس لشرعية ستبقي على صلابة الأسرة الحاكمة لأنها في نظر الشعب تصبح في خدمته لا مستخدمة ولا شرعية غيرها بعد الثورة.

وتابع "أبو يعرب": "أكاد اجزم أن مثل هذا القرار سيزيل كل أصناف الفقر في السعودية وسيجعلها أول دولة إسلامية ذات شرعية شعبية وتحقق مفهوم العدل القرآني النساء 58.. صحيح أنه صعب صحيح أن المرحلية في تحقيقه ضرورية فيكفي أن يكون للأمراء وخلفهم ما لا يحوجهم لأن يكون له مدخول مباشر من الدولة فالأعمال ممكنة".

ولفت إلى أن تطورات الأسر الحاكمة في أوروبا من حيث التعليم والعمل والأعمال والأملاك الشخصية كلها كافية لإزالة هذا الأمر الذي لم يعد ملائما للعصر، مضيفاً: "أقول هذا لثقتي في الملك الصالح أو لتوسمي فيه الخير الذي كلنا توسمناه في الشهيد فيصل الذي يمكن اعتباره مؤسس نهضة السعودية الحديثة".

وقال "أبو يعرب": "حتى يعلم من قد ينكر على هذين المقترحين الدافع العيني لذلك فلينظر ما الذي جره على ابن علي وعلى مبارك وعلى بشار جعل الدولة في خدمة أسرة.. فلكأن ثروات البلاد ملك الأسر الحاكمة أرضها وما دونها والناس عبيد أو توابع لمن من المفروض أن يكونوا في خدمتهم لأنهم مأجورون من الدولة".

وأكد أن الثورة الوطنية كلها للوطن وأبنائه لحمايتهم ورعايتهم وليست للأسر الحاكمة، فليس كل افراد الأسر الحاكمة في خدمة الدولة من يخدمها منهم له أجره، البقية مواطنون عاديون إن عملوا كان لهم نصيب من الثروة الوطنية ولا يمكن أن يكون لهم أجر لكونهم أمراء أو أبناء وبنات أمراء.فلا ثروة بلا عمل.

وشدد على أن الأفضل المبادرة للقيام بذلك قبل أن تفرضه تحركات الشعوب، فما حدث في تونس وفي مصر وفي كل بلد عربي مهما تعثرت الثورة سيعم الجميع دون أدنى شك، قائلا: "إذا كان أبو بكر الصديق وهو من هو قد اعتبر نفسه أجيرا لما طلب منه التفرغ للحكم وقد أراد أن يخصص وقتا للتجارة حتى يعيش فكيف بغيره من الناس؟".

وأضاف المفكر التونسي: "إذا لم يحصل مثل ذلك فلا معنى للكلام على الدستور القرآني والحكم الإسلامي. فهذه شعارات زائفة إذا لم تكن من جنس ما وصفت وما طبقه الصديق"، موضحا أن بهذا السلوك الإسلامي الحقيقي تصبح السعودية أقوى من كل من يريد مزاحمتها في قيادة سنة العالم بالسعي لافتكاك الحرمين منها دبلوماسيا وعسكريا.

وحذر قائلاً: "إذا لم يبادر قادة السعودية لهذا الحل فإن المؤامرة بصدد التقدم وقد نسمع تأييداً من القوى الغربية لمطالب إيران ومنافسي السعودية من العرب"، مبيناً أن سبب طرحة للمقترحان هو أن المقترح الثاني يقنن الشرعية الحاسمة فيجعل الجبهة الداخلة صماء لن يستطيع أحد ضربها والأول يحقق تضامن كل سنة العالم.

وأكد "أبو يعرب" أن هذان هما القوة الحقيقية التي تجعل أي بلد كتلة صلبة لا يمكن أن يمسها عدو خاصة إذا كان الله قد من عليه بثورة مادية وقلة نفوس فيحقق الرفاهية، واختتم قائلا إنها "نصيحة محب ومؤمن بأن وحدة السعودية صمام أمان لكل الأمة العربية والإسلامية أعني السنة إذ عندي أن الإسلام هو السنة والبقية طوائف منحرفة.. والانحراف ليس دينيا فحسب بل هو كذلك متعلق بالإخلاص للأمة والإسلام الذي هو وحدة روحية وسياسية: كل خيانة للأمة سياسيا خروج عن الإسلام".

تويتر-