سياسة وأمن » لقاءات

أمير قطر ورئيس تونس يستعرضان علاقات البلدين والقضايا المشتركة

في 2016/05/17

يصل فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة إلى الدوحة الثلاثاء في زيارة رسمية للبلاد تستغرق ثلاثة أيام.

وسيعقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخوه فخامة الرئيس التونسي جلسة مباحثات تتعلق بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشدد فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية على أهمية وعمق العلاقات التي تربط بلاده مع دولة قطر، ووصفها بأنها علاقات تاريخية وحميمة ومتجددة.

وقال فخامته في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية، أجرته معه في تونس، قبل زيارته الرسمية للدوحة غدا الثلاثاء، إن تونس تولي تطوير علاقات التعاون مع دولة قطر أهمية قصوى وفي المقابل فإن الدوحة مهتمة بمزيد تطوير التعاون بين البلدين ودفعه إلى آفاق أرحب.

وأعرب فخامة الرئيس التونسي عن أمله بأن تكون زيارته لدولة قطر والتي تستمر يومين انطلاقة جديدة لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين وتوسيعها لمجالات أخرى تعود بالفائدة على البلدين الشقيقين.

وقال فخامته "إن علاقات تونس وقطر كانت على امتداد التاريخ علاقات قوية ومتجددة وفيها آفاق مستقبلية لخير البلدين ولنا تعاون هام جدا في شتى المجالات لذلك فإن دولة قطر تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تقدم الدعم لتونس".

وأضاف في حديثه لـ"قنا" أن الجمهورية التونسية ودولة قطر تعملان بشكل متواصل على تحقيق مزيد من التقارب والتفاهم في كافة القضايا إلى جانب تبادل الآراء ووجهات النظر إزاء العديد من الملفات التي تهم البلدين.

وأوضح أن زيارته لدولة قطر التي تعتبر الأولى له منذ توليه مقاليد الرئاسة سيتم خلالها البحث في العديد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين وعلى رأسها تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتي التأمت في الدوحة برئاسة دولة رئيس الحكومة التونسية ومعالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في شهر ديسمبر الماضي.

كما أفاد فخامة الرئيس التونسي بأنه سيتم التباحث أيضا في مزيد من الاتفاقيات والتوقيع عليها وتشمل المجالات الاقتصادية والأمنية والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين.

وأثنى فخامته في هذا الإطار على الدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لتونس منذ الثورة وحتى الآن، وقال "إن قطر كانت في مقدمة الدول العربية التي اعترفت بالثورة التونسية ولهذا زرت الدوحة عندما كنت رئيسا للحكومة لتقديم الشكر على هذا الاعتراف الذي أعربت عنه دول عربية قليلة آنذاك".

ووصف الدعم القطري لتونس بأنه متميز وفي المقابل فإن تونس تعطي أهمية قصوى للتعاون مع دولة قطر التي كانت في مقدمة الدول المساندة لتونس.

وأشار فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، إلى أن التعاون بين الدول الشقيقة مثل تونس وقطر مؤهل لمزيد التطور وبالتالي فستحقق الزيارة للدوحة قفزة نوعية لزيادة هذا التعاون بما يجسم العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين.

وأضاف فخامته أن تونس تتطلع أيضا بأن يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة مماثلة لتونس وذلك لتتويج العلاقات المتميزة والمساهمة في النهوض بمجالات التعاون التونسي القطري إلى مستوى أكبر.

وأشار فخامته إلى وجود تطابق في وجهات النظر والمواقف بين تونس وقطر بشأن العديد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركة وفي مقدمتها الازمة في ليبيا التي تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع في تونس.

ومن جهة أخرى عبر فخامة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن الفخر بأن تستضيف دولة قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2022 كأول بلد عربي يستضيف هذا المونديال، رغم محاولات بعض الجهات الادعاء بعدم أحقّية الدوحة في تنظيم هذه التظاهرة العالمية.

وقال "نحن في تونس ندعم دولة قطر قلبا وقالبا لاستضافتها مونديال 2022 ولدينا ثقة بأن الدوحة ستكسب الرهان في تنظيم استثنائي لهذه التظاهرة العالمية وفي ذلك ليس لدولة قطر فحسب بل لجميع الدول العربية".

وأعرب عن استعداد تونس من خلال الخبرات والكفاءات التي تملكها للمساهمة في إنجاح تحضيرات الدوحة لاستضافة كأس العالم 2022.

وبخصوص مرشح دولة قطر لتولي منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أكد فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي دعم ومساندة تونس لهذا الترشيح، معربا عن تمنياته بفوز المرشح القطري بهذا المنصب.

وعلى صعيد آخر أكد فخامة الرئيس التونسي أن بلاده تهتم حاليا أكثر بتعزيز علاقاتها مع عمقها العربي والإسلامي مع الأخذ بالاعتبار علاقتها مع الاتحاد الأوروبي الذي فرضه موقع تونس الجيوسياسي.

وقال "منذ تسلمي مقاليد الرئاسة في 2014 حرصت على دفع علاقات تونس مع العالم العربي وقمت في هذا الإطار بزيارة العديد من الدول العربية وتأتي زيارتي لدولة قطر في هذا الإطار أيضا".

وفيما يتعلق بالأزمات التي يعيشها عدد من الدول العربية كليبيا وسوريا واليمن، أوضح فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية في حديثه لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الوضع في ليبيا يؤثر بشكل مباشر على تونس نظرا لعلاقات الجوار بين البلدين وطول الحدود المشتركة التي تمتد مئات الكيلومترات، و"الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان الحدودية في جنوب تونس يشكل مؤشرا واضحا لتأثير الاوضاع في ليبيا على تونس نظرا لوجود العديد من الميليشيات المسلحة وتواجد إرهابيين تونسيين ينتمون إلى تنظيم داعش هناك".

وجدد فخامته دعم بلاده لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج المدعوم من قبل الأمم المتحدة والذي استقبله في تونس مؤخرا.

وبشأن الأزمة السورية، وصف فخامة الرئيس التونسي ما يحدث في سوريا بالمأساة الكبرى وبأن الوضع هناك وصل إلى الحد الأقصى نتيجة التدمير الشديد الذي شهده ذلك البلد.

غير أنه أشار إلى أن هذه الأزمة أخذت أبعادا أخرى وتشعبت نتيجة دخول روسيا عسكريا في الداخل السوري وما ترتب عن ذلك من تغير في الموازين الدولية خاصة مع تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع روسيا في هذا الشأن.

وقال في هذا الإطار "إن النظام الدولي الآن يتغير بسرعة وهذا معطى جديد حيث كنا نعتقد أن تبعات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا ستستمر في سوريا ولكن على العكس هناك حرب ساخنة والاتجاهات كلها تتلاقى بين الدول الكبرى هناك".

ورأى فخامته أن الوضع في سوريا لا يزال يتعكر وهناك معطيات جديدة حيث إن إيران التي كانت مكبلة بالقرارات الأممية والحظر المفروض عليها انفتحت بعد الاتفاق مع الدول السبع الكبرى إلى جانب دخول حزب الله في الأزمة السورية.

وأكد فخامة الرئيس التونسي أن الخاسر الوحيد في الأزمة السورية هو العالم العربي، معربا عن أسفه بأن سوريا أصبحت قطبا تلتقي فيه كل الأمور السلبية خاصة مع التدخلات العسكرية الأجنبية.

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، رأى فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي أن من حق الدول المجاورة لليمن وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية أن تقوم بعمل استباقي هناك خشية من أن تمتد آثار الأزمة إليهم ودرء مما يمكن أن ينالهم من ذلك الوضع المتردي ولذلك فإن كل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توحدت كلمتها بدون استثناء في هذا الاتجاه.

وشدد فخامته "على وجوب أن تفهم إيران أنها دولة من دول المنطقة ولا بد أن تتعامل مع الجيران تعاملا حضاريا لأنه من يهيئ للمستقبل يجب أن يكون في أجواء تعاون وليس في اجواء تصادم".

وبخصوص التحديات التي تواجهها تونس، اوضح فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي، أن الارهاب يعتبر من اكبر التحديات حاليا وهي ظاهرة على التونسيين، مشيرا الى ان الارهاب اخذ منحى دوليا ولا توجد دولة بمنأى عنه.

ولكنه أكد ان بلاده تقدمت كثيرا في مجال محاربة الارهاب ومن خلال عمليات استباقية نجحت في منع وقوع عمليات ارهابية ومكنت من القضاء والقاء القبض على عدد من الارهابيين.

كما لفت الى تحدي اخر تواجهه بلاده وهو الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه تونس ويبرز خاصة في البطالة لدى الشباب من بينهم خريجو الجامعات. لكنه قال "ليس محتم علينا ان نبقى في هذا الوضع وهذا ما اعمل عليه شخصيا والحكومة ايضا وبقدر ما نحقق نجاحات ولو مرحلية نحن نسير في هذا الاتجاه واتمنى ان نتغلب على الوضع الاقتصادي الصعب".

واضاف ان الانتقال الديمقراطي يستوجب استثمارات خارجية وداخلية ولكن لا تأتي الاستثمارات الا عندما يتم تهيئة المناخ الملائم لها ويأتي في مقدمة ذلك كسب المعركة ضد الارهاب لان الامن مرتبط بالاستثمارات.

وبخصوص المشهد السياسي في تونس، اعتبر فخامة الرئيس ان بلاده حديثة العهد في ممارسة الديمقراطية وان ما تشهده الساحة السياسية من تجاذبات مظهر عادي في الممارسة الديمقراطية الحديثة.

واعرب عن امله بأن تكون الاحزاب السياسية جاهزة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ومنها الانتخابات البلدية المقررة في شهر مارس من العام المقبل وان تساهم هذه الانتخابات في استكمال المشهد السياسي التونسي.

كما اشار فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي الرئيس التونسي الى "ان تجربة الشراكة بين حزب نداء تونس الفائز الاول في الانتخابات التشريعية وحزب حركة النهضة الفائز الثاني أملته ضرورة التعايش والتوافق ولكن ذلك لا يعني اننا نتفق في كل شي ولكن نتعامل على اساس قبول الراي المخالف وان تونس هو البلد الوحيد تقريبا الذي نجح في هذا التمشي الذي أؤيده شخصيا".

الشرق القطرية-