قضاء » سجون

قانوني واختصاصي: السجن والجلد لشبان (كورنيش الدمام)

في 2016/04/25

الحياة السعودية-

ينتظر أن تصدر في حق شبان المنطقة الشرقية الثلاثة الذين تم القبض عليهم في حادثة التجول بملابس مخلة بالآداب في كورنيش الدمام عقوبات «تعزيرية»، ما بين السجن والجلد أو بهما كليهما، وذلك نظير قيامهم بمنكر شرعي يخالف أنظمة البلد، وفق ما رأى قانوني.

وأوضح المحامي المستشار القانوني سلطان المخلفي في تصريح إلى «الحياة» أن ما أقدم عليه الشبان الثلاثة يعد منكراً، بالتالي فهو مخالفة قانونية لنظام البلد القائم على الشرع، مؤكداً أن خروجهم عراة منافٍ للآداب العامة، ولا يوجد هناك نص يخالف هذا الأمر، لكنه يأتي في إطار حفظ الآداب العامة، وبالتالي سيكون العقاب تعزيرياً بالسجن أو الجلد، أو بهما معاً بحسب اجتهاد القاضي. وجدد المخلفي المطالبة بسن قانون للتحرش يقتضي الالتزام باللباس العام، وذلك للجنسين، على أن يكون النظام صارماً وشاملاً، مشيراً إلى التعميمات السابقة لوزارة الداخلية التي صدرت عن وزير الداخلية السابق الأمير نايف بن عبدالعزيز، حول الالتزام باللبس العام وضبط الهيئة وقصة الشعر، فيما نوه إلى وجوب تحويلها إلى نظام قانوني وليس تعميماً فقط.

بدوره، أكد استشاري الطب النفسي الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين البروفيسور طارق الحبيب أن تصرف الشبان لا يعبّر عن حال «مرضية نفسية»، بل مشكلة اجتماعية.

وأوضح في تصريح إلى «الحياة»، أنه لا توجد دوافع نفسية مرضية من خلال الممارسة التي فعلها الشبان، فهي جزء من الممارسات اليومية والأخطاء المتكررة، مثلها مثل التفحيط وزيادة السرعة أو الإهمال في التركيز أثناء القيادة أو القيام بالتهور. وأشار إلى أنه ليست هناك أبعاد نفسية مرضية في الحادثة، وإنما هي قضية ذات أبعاد اجتماعية، وطالب الجهات المختصة من القيادات الأمنية وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتنسيق في ما بينها، لمنع حدوث مثل هذه التصرفات بما لا يمنع حرية الشبان في ممارسة هواياتهم المباحة، مؤكداً أنها عملية ضبط بين المتعة وعدم اختراق حرية الآخرين، أو توازن بين الحرية الشخصية وحرية الآخرين، والتي تشمل الذوق العام والآداب الاجتماعية وما تعارف عليه المجتمع.

وفي السياق ذاته، قال الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور أسامة حريري لـ«الحياة»: «نحمّل مسؤولية هذه الحادثة أصحاب الدعوة الدينية وناقلي الرسائل المجتمعية، إذ لم يقوموا بواجبهم على الوجه الأكمل، ولم يستطيعوا إرسال الرسائل الاجتماعية والأدبية والدينية في شكل واضح إلى الشباب، بخاصة في مثل هذا الوقت».