السلطة » خلافات سياسية

حكومة «اشترت»؟

في 2016/04/16

د.حسن عباس- الراي الكويتية-

هل صحيح أن الحكومة لها دالة كبيرة على النواب؟ تقليديا نعلم ان للحكومة نواباً يمثلونها بدرجة ولاء تفوق حتى ناطقها الرسمي. فمنهم من كان ولا يزال يفوز لأن شعاره في الحملات الانتخابية انه الحكومي، ونضرب مثلا على ذلك، نائب ليس فقط يفتخر، بل اساساً شعاره في حملاته الانتخابية انه عضو حكومي في البرلمان، فلا عجب ألا تراه يستجوب، واقصى اعماله ان يرقّع لها بين النواب ويخترق صفوفهم. طبعا لا تفهم من حديثي انني اقلل من شأنه، نحن هنا نشرح مواقف النواب وعلاقاتهم ببعضهم البعض.

المثال الآخر «نائب صاروخ»، يفعل ما لا يفعله عشرة. فهو سوبرمان المجلس، وافتخاراته تحوم حول المعاملات والمصالح، وتذكرون انه لوحده استطاع ان يُنجز خلال فترة وجيزة اكثر من 1000 معاملة علاج بالخارج. فهو متخصص في توزيع الثروة، واقصى مشاريعه زيادة الرواتب والمطالبة بالكوادر واسقاط القروض وعدم السماح بفرض الضرائب ومس جيوب المواطنين. لكن مشاريع اصلاحية كتنويع مصادر الدخل ومحاربة الفساد ومحاربة الشهادات المضروبة، فهذه مما لا شأن له بها.

أما بقية الحكوميين، فيمكنك التعرف عليهم من خلال تصويتاتهم وأخص بالذكر موضوع استثناء السكن الخاص من شرائح الكهرباء (...) او حتى التصريحات السابقة ليوم التصويت واثناء مناقشات اللجان، يمكنك من خلالها ان تفهم مواقف النواب. اذا هذا فريق النواب الحكوميين ممن لا يتحرجون من تصنيف انفسهم على هذا الباب، وبالتالي هم في خصام مع بقية النواب ممن يعتقدون بالموضوعية النيابية مقارنة بالفريق الحكومي.

يوجد صنف آخر وهم المتشددون الاسلاميون، واولئك لا ينسجمون بالطبع مع فريق «مضاد». فعلى هذا المسار تجد قطاعاً كبيراً من بين النواب يمكن فرزهم على خط هذا الخلاف. فالحكومة تمتلك هذه الورقة وتستطيع أن تتلاعب بحدود ثلث المجلس.

مضافاً لذلك يوجد تقسيم حسب لوبيات قوية تقع خارج المجلس ولها تمثيل نيابي واضح. فمثلا فإن امتداد احدهم لبعض الاطراف خارج المجلس غير مخفٍ للعيان. ولا حاجة لأن نشير إلى شيء فالكتاب يُعرف من عنوانه. كما نعلم جميعنا الاسباب الرئيسية «الخارجية» من وراء وقوف فريق من النواب خلف عبدالحميد دشتي والدفاع عنه أمام جمهور غفير من المهاجمين والاسباب التي دعتهم لذلك.

هذه حال المجلس سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، لكنه ولله الحمد «خوش» مجلس!