دول » دول مجلس التعاون

أوباما في قمة الخليج المقبلة.. ماذا ستكشف آخر زيارة له كرئيس؟

في 2016/03/17

قتادة الطائي - الخليج أونلاين-

هو ليس كاللقاء الأخير الذي اجتمع فيه قادة الخليج مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بكامب ديفيد، في مايو/أيار 2015، فبعد أقل من سنة من ذلك اللقاء، انقلبت معظم موازين المنطقة وخريطتها السياسية، لتصبح زيارة أوباما التي أعلن البيت الأبيض عنها إلى الرياض، تحمل كثيراً من الملفات الساخنة في انتظار توافق أمريكي خليجي، خاصة أنه سيشارك في القمة الخليجية القادمة في أبريل/ نيسان القادم.

في قمة كامب ديفيد، كان الدعم الأمريكي اللوجستي حريصاً على استقرار الخليج وأمنه، بعكس ما وصل إليه اليوم من رغبة بتدبر الخليج لسياسته بعيداً عن الولايات المتحدة، وبالأخص "التصالح مع طهران"، إضافة إلى قضايا معلقة خصوصاً في سوريا.

وبالتأكيد سينتظر قادة الخليج من أوباما الذي بدأ عداً عكسياً لمغادرة البيت الأبيض، توضيحات بشأن المواقف غير الواضحة لواشنطن تجاه الخليج، والإجابة على مخاوفه من التهديدات الإيرانية بعد الاتفاق النووي الذي أنعش طهران وحفزها لمزيد من التدخلات بالمنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي قد قال في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية في 10 مارس/آذار: إنّ "المنافسة بين السعوديين والإيرانيين، التي ساعدت على إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن، تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا، وكذلك للإيرانيين، إنهم بحاجة للتوصل إلى طريقة فعالة للتعايش معاً، وتحقيق نوع من السلام البارد"، على حد قوله.

ويضيف أوباما: "إنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة التقيد بالسياسة الخارجية لواشنطن، عن طريق تقديم الدعم التلقائي للسعوديين وحلفائهم".

يتملص أوباما إذن من مسؤولية بلاده في الدفاع عن الحلفاء، وهو ما يعتبره مراقبون سياسة أمريكية لا تلتزم للحلفاء خصوصاً في مرحلة "ما بعد أوباما"، فقد كان اجتماع كامب ديفيد ذا توجهات تحمل وعوداً "غير ملزمة"، أكدت أن "الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع دول الخليج للردع والتصدي لأي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة لسلامة أراضي أي من دول مجلس التعاون، وفي حال وقوع مثل هذا العدوان أو التهديد به، فإن واشنطن على استعداد للعمل على وجه السرعة مع شركائها في مجلس التعاون لتحديد الإجراء المناسب الواجب اتخاذه باستخدام كل السبل المتاحة؛ من ضمن ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية، للدفاع عن شركائها".

ويرى الباحث والمحلل السياسي أسامة أبو ارشيد، أن رسائل زيارة أوباما المرتقبة تحمل تطميناً للحلفاء في الخليج على أمنهم وأمن المنطقة، وبأنها ستتصدى لأي جهود إيرانية "تخريبية".

وأضاف، في حديثه لـ "الخليج أونلاين" من واشنطن: إن رسائل الزيارة الضمنية وبتحليل التصريحات الأمريكية الأخيرة "تقر بإنجازات إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، لذا تستمر واشنطن بالدفع للحل السياسي في اليمن وسوريا، وتحاول سحب الملف السوري من السعودية وتركيا".

وأوضح أبو ارشيد، وهو باحث غير متفرغ بالمركز العربي للدراسات والأبحاث، أن "إدارة أوباما تريد قوى متنافسة ومتوازنة في المنطقة، تضمن استقرار المنطقة باحتفاظها جميعاً بعلاقة معها، ما يفسح المجال للإدارة الأمريكية في المرحلة القادمة للتوجه إلى التفكير بمنطقة المحيط الهادي ودول آسيا الصاعدة والمنافسة لها، وبالأخص الصين".

ويرى أبو ارشيد أن الاستراتيجية الأمريكية لن تتغير بعد رحيل أوباما، فهي "تريد إيران جزءاً من الإقليم، لذا تتغاضى عن التجاوزات الإيرانية المتمثلة بالتجربة الصاروخية الباليستية"، ورأى أن الهدف الأمريكي من ذلك هو "إيجاد مثلث توازن بين السعودية وحلفائها وإيران وتركيا، مع وجود قوة إسرائيل".

اليمن.. واشنطن تدفع لوقف المعارك

وبعد عام كامل على انطلاق عمليات التحالف العربي الذي تقوده الرياض لدعم الشرعية في اليمن، وترقب وقف العمليات هناك بعد نجاحاتها المستمرة، ينتظر أن يدفع أوباما نحو إنهاء العمليات هناك، ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

فقد أثار وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، في 12 مارس/آذار، إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في اليمن على غرار الترتيبات التي طبقت في سوريا، وهو ما يعتبره أبو ارشيد نتيجة "لنجاح إيران في إثبات وجودها في البلاد".

الثورة السورية على الطاولة

وفي وقت تشكك المعارضة السورية في سياسة واشنطن في سوريا، وتتهمها على لسان منسق هيئة التفاوض المعارضة بأنها "تتنازل للروس على حساب الثورة السورية"، تنتظر السعودية وتحالفها الضوء الأخضر من أوباما للتدخل عسكرياً في سوريا.

حيث أكدت الرياض أن تدخل قواتها البرية يعتمد على صدور قرار بذلك من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة؛ لمحاربة تنظيم "الدولة"، وهو ما يجب أن يبت فيه أوباما بضغط من قادة الخليج خلال الزيارة المرتقبة، مع توقعات بتمثيل للمعارضة السورية التي تنشط في الرياض، خصوصاً بعد قرار الانسحاب الروسي.

وبعد القرار الروسي أكد مستشار وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، 15 مارس/آذار، أن القوات البرية السعودية ستحارب تنظيم "الدولة" في سوريا، ولا علاقة لذلك بالانسحاب الروسي.

وأشار إلى أن موعد إرسال أي قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي، لم يحدد بعد، موضحاً أن الجانب الأمريكي هو من يتولى قيادة هذا التحالف، وهو الذي يحدد الموعد.

وتكون القوات السعودية والخليجية مع زيارة أوباما، على أهبة الاستعداد لأي تحركات عسكرية، خصوصاً بعد الحشد العسكري والسياسي، في ختام مناورات "رعد الشمال" التي استضافتها المملكة، ووصفت أنها من أكبر التمارين العسكرية بالعالم، بمشاركة قواتٍ من 20 دولة، إضافةً إلى قوات درع الجزيرة.

إلا أن أبو ارشيد في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، استبعد إعطاء واشنطن الضوء الأخضر للتدخل السعودي والحلفاء في سوريا، مضيفاً أن ذلك "يتطلب غطاءً جوياً أمريكاً قد يؤدي لاحتكاك من الطيران الروسي الذي سيستمر في عملياته رغم الانسحاب الجزئي المعلن"، وأكد أن أي حل من هذا النوع "ستكون موسكو جزءاً فيه" ولن يستهدف إلا تنظيم "الدولة".