دعوة » احصاءات

انتكاس 15% من الخاضعين للمناصحة

في 2016/03/16

الوطن السعودية-

انتكس 15% ممن خضعوا للمناصحة، وعادوا إلى مناطق الصراع أو بدت عليهم مظاهر التطرف، بحسب تقرير مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة.

وشدد عضو لجنة المناصحة بالمركز الشيخ عبدالله السويلم، على دور خطباء الجمع وأئمة المساجد والدعاة في تكثيف المواعظ لدحض الشبهة ومواجهة الإرهاب.

فيما تبذل المملكة ممثلة بوزارة الداخلية جهودا مكثفة، لمناصحة الشباب المغرر بهم، الذين سقطوا في مستنقع التطرف والإرهاب، سواء ممن عادوا من مناطق الصراع، بمن فيهم العائدون من معتقل جوانتانامو أو من أبدوا تأييدا للجماعات المتطرفة، إلا أن 15% ممن خضعوا للمناصحة عادوا إلى التطرف، بحسب تقرير مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة.

تطبيق الحدود

أكد عضو لجنة المناصحة في المركز الشيخ عبدالله السويلم في تصريح إلى "الوطن"، أن المركز يقوم بدوره على أكمل وجه وفق خطط شاملة وبرامج مناصحة متنوعة، لا تقتصر على العلوم الشرعية فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى علمي النفس والاجتماع، مشيرا إلى أن معظم الخريجين لم يعودوا إلى التطرف، فيما انتكس عدد قليل منهم وهو أمر طبيعي، فالهداية من الله.

وأشار السويلم إلى ضرورة سرعة تطبيق الحدود على من قام بجريمة قتل، ليرتدع الباقون، قائلا "إن تطبيق الحدود قبل شهرين في عدد من الإرهابيين يعد حلا رادعا لمن يفكر في مثل تلك الجرائم، وأسهم في خوف بعض المترددين من صرامة الدولة، ما جعلهم يتراجعون، كون أغلبهم أحداث وغرر بهم منذ فترة قريبة، الأمر الذي يجعل فرصة عودتهم أسهل".

افتتاح فروع جديدة

أضاف السويلم: "أما من لم يسفك دما من المقبوض عليهم، فينبغي تكثيف مناصحتهم، ومعرفة الثغرات التي استطاعت التنظيمات الإرهابية الدخول عليهم منها، إضافة إلى تفنيد تلك الإشكالات والشبهات عبر وسائل الإعلام لتحصين الآخرين من الشباب الذين لديهم الاستعداد للانحراف". وكشف عزم المركز افتتاح فروع له في كافة مناطق المملكة، مع إعادة تقييم برامجه بشكل دوري، لتحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها.

تأثير الأقران

تطرق السويلم إلى تجربته الشخصية مع عدد من المناصحين، مؤكدا أن أغلب التأثير يأتي من الصحبة والأصدقاء للمغرر بهم، بينما القلة يتأثرون بأسرهم التي تنتهج ذات النهج، مستدلا بحادثة الشهيد بدر الرشيدي، التي كانت على يد مجموعة أقارب في نفس العمر، إضافة إلى انتشار الانحراف في منطقة أكثر من الأخرى أو بحي أكثر من الآخر، ما يؤكد أن للأقران تأثيرا يفوق مواقع التواصل الاجتماعي.

دور الأئمة

شدد السويلم على دور خطباء الجمع وأئمة المساجد والدعاة في تكثيف الخطب والمواعظ في دحض الشبهة ومواجهة التطرف، متمنيا ألا يتم الإعلان عن موضوع الخطب قبل صعود المحراب، كون بعض هؤلاء المنحرفين فكريا إذا علموا بموضوع الخطبة، يمتنعون عن حضور خطبة وصلاة الجمعة.

المنتكسون قلة

ذكر إحصاء حديث صادر عن إدارة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، أن نسبة الشباب الذين خضعوا لبرامج المناصحة ولم تظهر عليهم مؤشرات العودة للتطرف بلغت 85%، بينما عاد 15% منهم إلى مناطق الصراع أو بدت عليهم مظاهر التطرف بعد خروجهم من المركز. وبين الإحصاء أنه بلغ إجمالي الخريجين من برامج المركز منذ تأسيسه سنة 1425 تحت مسمى لجان المناصحة 3123 خريجا، منهم 2502 من مركز المناصحة بمدينة الرياض، و621 من فرع المركز بمدينة جدة، منهم 3002 مستفيد من سجناء الداخل، و121 عائدا من جوانتانامو.

جلسات المناصحة

أشار الإحصاء إلى أن عدد جلسات المناصحة الفردية بلغت 16207 جلسات، إضافة إلى 15 برنامجا للمناصحة الوقائية نفذت في 12 محافظة، واستفاد 309 من برامج المناصحة المستهدفة، كما قدم المركز 134 جلسة مناصحة نسائية استفادت منها 27 شابة.

برامج التأهيل

يقدم المركز برامج تعليمية متنوعة، بهدف تأهيل الموقوفين في بيئة مختلفة كليا عن بيئة السجن، يتم من خلالها دمج المستفيد تدريجيا بالمجتمع، حيث قدم المركز 142 ساعة تدريبية، منها 42 ساعة في البرامج الشرعية، التي يقوم بتنفيذها 129 متخصصا شرعيا، و30 ساعة نفسية نفذها 51 أخصائيا نفسيا، و30 ساعة اجتماعية نفذها 21 أخصائيا اجتماعيا، و6 ساعات سياسية نفذها 3 متخصصين بالسياسة، و12 ساعة اقتصادية نفذها 5 خبراء اقتصاديين، و12 ساعة تاريخية نفذها 6 أكاديميين في مجال التاريخ، إضافة إلى 16 ساعة عن الفن التشكيلي نفذها 4 أكاديميين بالفن التشكيلي، و10 ساعات تجريبية نفذها 11 مدربا، و10 ساعات من البرامج المفتوحة نفذها 14 متخصصا في التربية البدنية، و18 خبيرا في تخصصات مختلفة.

برامج الرعاية خارج المركز

تقدم الإدارة العامة لمركز محمد بن نايف للرعاية والمناصحة مجموعة من البرامج للمستفيد بعد تخرجه، وتشمل الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والوظيفية والمعونات المالية للمستفيدين وذويهم وذوي الهالكين منهم، إضافة إلى ذوي المطلوبين أمنيا، بحيث تتم دراسة الحالات، كل على حدة، وتقييم الاحتياجات بناء على ما يرفع من اللجان المعينة.

وتتنوع هذه البرامج، منها برامج الرعاية الأسرية، وبرامج رعاية الخريجين، إضافة إلى برامج التكيف والاندماج.