السلطة » خلافات سياسية

الليبرالي السعودي... والتقسيم الأميركي

في 2016/02/24

عبدالعزيز الفضلي- الراي الكويتية-

لا أعلم إلى متى سيظل «خنجر» التيار الليبرالي يطعن في خاصرة الأمة العربية والإسلامية، خصوصا في المملكة العربية السعودية، ومن بعض ابناء المملكة نفسها؟

ففي وقت تخوض المملكة صراعاً شرساً وحاسماً مع عدو داخلي «جماعات التطرف وفرق طائفية» وصراعا خارجيا له تأثير على أمنها القومي - كما في اليمن - وفي وقت تحتاج المملكة إلى وحدة الكلمة، نجد الكثير من أبناء التيار الليبرالي يتحيّنون الفرصة تلو الأخرى، من أجل شق وحدة الصف السعودي.

تأملوا زوابع الغبار التي يثيرونها بين فترة وأخرى، من مثل: مواضيع الاختلاط، وقيادة المرأة للسيارة، واخطاء بعض رجال الهيئة، والطعن ببعض الأحاديث النبوية، وغيرها الكثير، واستغلالهم لبعض وسائل الإعلام الموالية لهم أو التي يترأسون مجالس إدارتها، كي يضخموا هذه المواضيع ويسلطوا عليها الأضواء، ولتصرف النظر عن مواضيع تفوقها بالأهمية، كالاخطار التي أشرنا إليها سابقا.

ألا يعي الليبرالي السعودي، أنه يخدم أجندات أعداء بلاده بصورة مباشرة أوغير مباشرة؟ ألا يفهم بأنه أصبح معول هدم في مجتمعه؟ ألا يُدرك بانه أصبح دودة سوس تنخر في بنيان المجتمع؟

ولعل من آخر الأخطاء التي لا تغتفر لأصحاب هذا التيار، عرضهم لبرنامج وثائقي في احدى القنوات التي يسيطرون عليها، عن حياة مسؤول «حزب الله» حسن نصر الله وتمجيد مواقفه، في وقت يقف هذا المسؤول ضد المملكة وسياستها ويهاجمها علانية!

لقد أصبح الدور المشبوه الذي يمارسه بعض ليبراليي المملكة، مكشوفا عند الكثيرين، ولذلك وجب عليهم الاعتذار عن الجرائم التي يرتكبونها في حق وطنهم وأمّتهم، وأن يلجموا ألسنتهم على الأقل في هذه الفترة العصيبة والحاسمة التي تمر بها المملكة حاليا، والتي سيكون لها الأثر البالغ في تاريخ المملكة ومستقبلها.

التقسيم الأميركي

استمعت إلى تصريح مسؤول أميركي عسكري سابق عبر برنامج حواري في قناة «الجزيرة» يوم الجمعة الماضي - تحدث فيه بكل صراحة عن الحل الأمثل الذي تراه الولايات المتحدة للأزمة السورية، حين قال: «لم يتحقق السلام في يوغوسلافيا السابقة إلا بعد تقسيمها، وهو الحل الأمثل للمشكلة السورية».

لقد نطق هذا المسؤول بكل صراحة بالهدف الذي تسعى الى تحقيقه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة في المنطقة العربية، وهي تقسيمها إلى دويلات كي يزداد ضعفها.

يسعون اليوم إلى تقسيم سورية إلى ثلاثة أقاليم (سنية، علوية وكردية) وهو نموذج لما يقومون بتفيذه في العراق بتقسيمه إلى ثلاث دول: سنية، كردية وشيعية.

وقد صرح قائد اركان الجيش الأميركي السابق الجنرال ريموند أوديرنو- وكان اعلى ضابط أميركي في العراق - بأن تقسيم البلاد (أي العراق) ربما يكون هو الحل الوحيد لتسوية النزاع الطائفي.

لا أستغرب من هذه الأهداف الغربية، فلقد أخبرنا القرآن عن عداوة اليهود والنصارى وسعيهم لتفريق المسلمين كي يسهل انقيادهم لهم، وبعضهم يعلنها صراحة بأن صراعاتهم من الأمة العربية والإسلامية هي صراعات دينية مقدسة.

وإنّي لأتساءل عن دور المسلمين في مواجهة هذه التحديات، ومدى سعيهم، حكاما ومحكومين، أحزابا وأفرادا، جماعات وتكتلات، في جمع الكلمة، ونبذ الصراعات الجانبية والخلافات الفرعية، كي نقف صفا واحدا في مواجهة الخطر الذي يهدد الجميع.

وصدق الله: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».