فضيلة المعيني- البيان الاماراتية-
بإعلان رغبة الحكومة في تعيين وزير شاب خريج جامعة دون الـ25 أثار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، همم الشباب وعزيمتهم لأن يقدموا أنفسهم ويتقدموا ويكونوا عند حسن ظن رئيس الحكومة بهم في تمثيل قضايا الشباب وطموحاتهم.
يريد سموه وزيراً يعمل معه، وحتى لا يكون الاختيار من غير أسس، طلب سموه من جامعاتنا ترشيح من يرون فيه ما يؤهله لأن يكون وزيراً حتى يتم اختياره أو اختيارها، لا يهم إن كان ذكراً أم أنثى؛ فالفرصة متاحة أمام الجنسين لإثبات الكفاءة والجدارة، وأن يكون صوت الشباب في الحكومة يعرض أحلامهم وطموحاتهم، وقضاياهم، وما يفكرون فيه للغد.
مستقبل الإمارات كما أعلنت الحكومة يسير نحو رحلة طويلة لمرحلة ما بعد النفط فيها الكثير من المتغيرات والتحديات واقتصاد قائم على تنوع مصادر الدخل منوط في مجمله بجيل من الشباب المواطن الواعي المدرك لقضايا مجتمعه ومؤمن بقدراته في التغيير نحو الأفضل، منطلقاً من ثوابت قوية وأرض صلبة مهدت لذلك.
مجتمع الإمارات معلوم للجميع أنه مجتمع فتي غير مندفع يستمد من حكمة الكبار قوته، ومما يتحلون به من علم وخبرة ومعرفة ودراية بالأمور سلاحاً لخوض الجديد.
دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لم تكن مفاجأة من حكومة تؤمن بتمكين الشباب من الجنسين في مختلف المجالات والتخصصات لأن يخوضوا غمار العمل الحكومي وغيره، وأن يمنحهم الفرص الواحدة تلو الأخرى لأن يثبتوا كفاءتهم، وقد منحوا من الأدوات وقبلها الثقة ما يعينهم على أن يكونوا جديرين بتوجه الحكومة الجديد، وأن يكونوا ضمن من يصنع ويتخذ قرارات سيادية.
دول كثيرة تمنح الشباب العشرينيين فرصة لأن يكونوا ضمن الوزراء، ولنا هنا في الإمارات القدوة في الراحل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – رحمه الله – الذي أسند إلى نجله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الـ 2 ديسمبر عام 1971، منصب وزير الدفاع، ليصبح بذلك أصغر وزير للدفاع في العالم في ذلك الحين، كان سموه آنذاك في مطلع العشرينيات، ومن بين أبرز القرارات التي أشرف عليها من موقعه وزيراً للدفاع القرار التاريخي بمشاركة قواتنا العسكرية ضمن التحالف لإخراج القوات العراقية من الكويت إثر الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس عام 1990.
فلا غرو وهو المؤمن الإيمان الكامل بقدرات الشباب، وقد أسند إليهم مناصب مهمة وحساسة في دوائر حكومة دبي والوزارات الاتحادية، أن يتوجها بوزير شاب مفعم بالحيوية والقدرة على العمل في حكومة ملهمة.