سيف بن سالم الفضيلي- عمان اليوم-
كل انسان في مقتبل عمره يطمح أن يوفّق في أمورٍ عدّة .. من بين هذا الطموح الزوجة الصالحة والذرية الصالحة .. ولما كان هذا الطموح مشروعاً كان لا بد من الأخذ بالأسباب في حصول هذا الأمر ..
فالتوفيق بالزوجة الصالحة يكاد هو الفوز الكبير الذي يمكن أن يجنيه الإنسان من حياته الدنيا وتحقيق طموح من طموحاته .. فالزوجة الصالحة كما وصفها النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته وحفظته في نفسها وماله» فإذا ما تحقق للإنسان الاطمئنان والسكينة والرحمة من أقرب الناس إليه فإن حياته وحياة ذريته ستكون في سلامة ونجاة وفلاح ..
فالزوجة الصالحة هي العون الحقيقي وهي قارب النجاة للزوج والذرية إذ هي تقوم بدورها كاملاً في تهيئة الجو السعيد في البيت فمن مراعاة زوجها ومشاعره واحاطته بكل ما يحتاج إليه من راحة بدءاً من توديعه وهو متوكلٌ إلى عمله وانتهاء باستقباله وهو كالٌ من عمل يده.. ومن قيامها بواجباتها تجاه الأولاد الذين يتربون تحت يديها الحانية منذ الولادة وحتى وصولهم إلى سن البلوغ .. تحيطهم بالحب والحنان فتأمن نفوسهم وتطمئن فيسمعون أمرها وينفذون مطالبها .. تزرع فيهم مكارم الأخلاق والقيم النبيلة والتعامل المفضي إلى الاحترام والتقدير فيتقيدون بها ويطبقونها في بيتهم بين والديهم وأقربائهم ومجتمعهم .. فلا تجد من الآخرين إلا الثناء عليهم وعلى من قام بتربيتهم التربية الصالحة .. ويتسابقون أن يكونوا من اصدقائهم المقربين ..
إن قيام الزوجة بشؤون بيتها ومن أهمها رعاية الأولاد كفيلٌ بأن تكون الأجيال في مأمنٍ من صروف الدهر وتقلبات الأحوال فما من زوجة بارّة صالحة إلا وكان غرسها باراً صالحاً مفيداً للوطن وللمجتمع وللأمة .. لا يصدر منه إلا كل جميل القول والفعل .. فما ظنك بالجيل الذي سيقوم هؤلاء الأبناء الصالحين بتربيته على أيديهم .. لا شك أنه جيل سيسلك مسلكهم وينتهج نهجهم الصالح حتى وإن تصادمت معه بعض الأحوال المنتشرة في هذه الآونة إلا أنه سيتغلب عليها وسيحمي نفسه منها..
حقيقٌ على المرأة أن تحمل أمانة التربية بكل إخلاص وأن تتخلص من العُقد التي ينشرها بعض المعقّدين من البشر من قبيل أنكِ لستِ خادمة في بيت الزوج ولستِ خادمة لأولاده وغير ذلك من العقد التي تحبط المرأة وتجعلها في مشاكل دائمة مع زوجها الذي يكابد من أجل ان يوفّر لقمة العيش الكريمة لها ولأولادهما..
ومما لا يخفى على كل امرأة أو رجل ما تعانيه الأسر جراء الابتعاد عن الدور الحقيقي للوالدين بوجه عام والأم بوجه خاص تجاه تربية ابنائهم ويستبدلونه بمربيات وافدات لأولادهم ومما لا يخفى على أحد أن تلك المربيات عشن في بيئة مختلفة تماماً عن بيئة مجتمعنا وثقافة مختلفة عن ثقافتنا فتكون النتائج السلبية في السلوك والأخلاق .. اللهم اجعل الصلاح رفيقنا وأزواجنا وذرياتنا إنك على كل شيء قدير.