عكاظ- طالبت نزيلات دار الوفاء للحماية الأسرية بمكة المكرمة بتدخل الجهات المعنية للتحقيق والنظر في ما وصفنه بتجاوزات وظلم يمارس ضدهن - بحسب ثلاث نزيلات تحدثن لـ«عكاظ»- بأن الإدارة طلبت منهن المغادرة والرجوع إلى معنفيهن بحجة أن إقامتهن في الدار تجاوزت المدة المحددة في النظام وهي ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى الازدواجية في التعامل مع النزيلات بمنع بعضهن من برنامج الاستضافة والسماح لأخريات بالخروج لزيارة ذويهن والبقاء لديهم المدة التي يرغبنها ويعدن متى شئن، مطالبات بالمساواة في التعامل بإعادة برنامج الاستضافة والسماح لهن بالخروج لقضاء احتياجاتهن من خارج الدار، بالإضافة إلى إعادة النظر في نظام استقبال الزوار الذي يقتصر على القربيات من الدرجة الاولى فقط.
وقالت النزيلة (غ،ع) - 27 عاما - إن إدارة الدار تسببت في إدخالها لسجن النساء مرتين لمدة ستة أشهر، وبالتالي تم فصلها من الجامعة نتيجة تغيبها كل هذه المدة عن الدراسة، حيث أجبرتها على الرجوع الى شقيقها بعد أخذ تعهد خطي عليه في المرة الأولى بعدم الاعتداء عليها، إلا أنه عاود الاعتداء عليها وحرمانها من الذهاب إلى الجامعة وأدخلت على إثرها المستشفى لعدة أيام نتيجة الإصابات والاضرار الجسدية التي وقعت لها جراء اعتداء شقيقها عليها بالضرب، وتم تحويلها إلى الدار التي رفضت استلامها بحجة عدم توفر مكان شاغر لها، ما اضطرها للذهاب الى منزل شقيقتها المتزوجة والبقاء لديها لفترة ومن ثم اضطرت للبقاء بمنزل جيرانهم بعد انتقال شقيقتها الى مدينة أخرى، وفوجئت ببلاغ الهروب الذي تقدم به شقيقها ضدها، وسجنت على إثره ثلاثة أشهر ونصف في المرة الاولى بسبب رفض دار الحماية استلامها لنفس السبب، وبعد انقضاء هذه المدة تم انتقالها للدار وفوجئت بالمشرفات يضيقن الخناق عليها وإجبارها على البقاء في غرفة منعزلة وحرمانها من جميع حقوقها، ما اضطرها للشجار معهن والعودة إلى السجن مرة أخرى بعد أن قمن بإبلاغ الشرطة بأنها تلفظت عليهن وكسرت الحاسب الخاص بالادارة، وأدخلت السجن للمرة الثانية وبقيت به ثلاثة أشهر ونصف أيضا رغم تنازل إدارة الدار عنها في اليوم التالي، الا انهم رفضوا رجوعها وأخلت المحكمة سبيلها لعدم وجود أي قضية ضدها تستوجب ايقافها وتم تحويلها الى دار الحماية بجدة حيث مكثت بها أسبوعا ومن ثم عادت إلى دار الوفاء بمكة بأمر من الامارة بعد أن تقدمت بشكوى ضدهم، مبينة أن الإدارة طلبت منها العودة الى منزل أسرتها بعد أخذ تعهد آخر على شقيقها، لأن مدة إقامتها تجاوزت أربعة أشهر، وهذا الامر مخالف للنظام، بالاضافة إلى حرمانها من زيارة والدتها المقعدة، بسبب ايقاف نظام الاستضافة.
وأكدت كل من (أ،ح) - 40 عاما - و(ص،ع) - 27 عاما - قول سابقتهن، مبينتين أنهن لجأن لدار الحماية بعد أن فشلت جميع مساعي الصلح والتفاهم مع معنفيهما، وبينت (أ،ح) التي تقيم بالدار منذ سبعة أشهر، أن الاخصائيين خدعوها واستدعوا شقيقها في مركز الشؤون الاجتماعية لاستلامها دون حل مشكلتها معه، الا انها علمت بوجوده في المركز من إحدى قريباتها، فرفضت الذهاب معهم وطلبت منهم ان يأتي شقيقها الى مقر الدار اذا كان يرد التفاهم معها حتى لا يعتدي عليها بالضرب مرة أخرى.
إلى ذلك، ذكر عبيدالله المسعودي مدير دار الوفاء للحماية الاجتماعية بمكة المكرمة، أن الدار أصدرت تعميما بإيقاف برنامج الاستضافة لجميع النزيلات حفاظا على سلامتهن من حدوث أي مكروه لهن خاصة أن مشاكلهن لن تحل مع معنفيهن أي ولي أمرهن الذي لجأن الى الدار لحمايتهن منه، والدار اتخذت هذا الاجراء وفق النظام المعمول به في الشؤون الاجتماعية خاصة بعد قضايا الاعتداء والقتل واخرها في محافظتي الطائف، وجدة التي حصلت لبعض النزيلات، أثناء الزيارة أو الخروج لقضاء أشغالهن، نافيا ما ذكرته بعض النزيلات عن المحاباة في التعامل مع البعض منهن بالسماح لهن بالزيارة أو الخروج دون سواهن، مؤكدا أن الدار ليست فندقا سكنيا للترفيه والترويح عن النفس كما يعتقد بعضهن، بل وجدت لاستضافة المعنفات لحمايتهن إلى حين حل المشاكل العالقة بينهن وبين أولياء أمورهن، ومن ثم عودتهن إلى ذويهن.
وأوضح أن الدار لم تجبر أي فتاة معنفة على المغادرة ولم تحدد لهن فترة لإقامتهن، مضيفا بأن الشاكيات رفضن الخروج وجميع مساعي الصلح مع ذويهن، مؤكدا حرصهم على تقديم أفضل الخدمات والرعاية لهذه الفئة وفق الأهداف المنشودة.