في 2016/05/18
حين قلت في مقال سابق إن هيئة الترفيه التي جاءت لتسد فراغا كبيرا في مجال الترفيه وتشكل قوة دعم لتحقيق الرؤية السعودية 2030 وإنها وجدت استقبالا شعبيا كبيرا تبلور في جملة من اللمحات التعبيرية التي نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي بكل قوة ووضوح فإنني لم آت بشيء من عندي، فمن يحلل حالة التفاعل المجتمعي ببساطة يجدها تعكس حالة تعطش كبيرة للترفيه وتعكس فراغا كبيرا في قطاع الترفيه، وتعكس ايضا حالة شغف عند الاغلبية لابتسامة وترفيه في الوطن وليس خارجه.
ولأن الاحتفالية تنتهي لمجرد مرور أيام فعلى الهيئة ان تنجح عمليا وعلى ارض الواقع وحتى تنجح هيئة الترفيه عليها الا تقع في نفس خطأ بعض المؤسسات الحكومية وحتى الخاصة التي استكانت للمنع مع كل اختلاف، عليها ان تدرك ان هناك ما هو مختلف عليه من وسائل الترفيه فهناك من يراه ضرورة وهناك من يرفضه ويكرس عمق هذا الرفض ببعد ديني بهدف شرعنته وفرض رأيه على الجميع رغم ان اغلبنا يقوم بممارسته خارج البلاد بمن فيهم بعض رافضيه في الداخل، كما حصل من بعض رافضي بعض الحقوق وخاصة حقوق المرأة.. حيث لو عدنا لسنوات مضت لوجدنا ان بعض حقوق المرأة حرمت منها دون مرتكز شرعي بل رؤى افراد سيطرت على المشهد واقصت المرأة من الفضاء العام سنوات عديدة والمجتمع في حالة سكون ولولا القرار السياسي القوي والحاسم لكانت المرأة السعودية اليوم خارج سياق الحضور الحضاري فلم تكن تتعلم الا بقوة القرار السياسي، ولم تكن تعمل الا ايضا بالقرار السياسي، ولولا القرار الحكومي لكنا اليوم كمجتمع عموما خارج القرية الكونية بتحريم الستلايت واليوم هناك من لايزال يحرم الانترنت على الفتيات ويفصل بين النساء والرجال في قروب واتس خاص بالعمل..؟
من هنا اتصور ان على هيئة الترفيه ان تكون اكثر حصافة في مجال الترفيه بحيث تفتح المجال ويكون المفصل ما حرم الله بنصوص قرآنية وليس برؤى افراد.
نعم لن يجد القائمون على هيئة الترفيه اتفاقا مجتمعيا على فتح مسارح او مدن ملاعب كبيرة او دور سينما وخلافه حيث سيكون هناك مؤيد وهناك رافض وللجميع الحق في موقفهما، ولكن على الهيئة اتاحتها ولكل حرية الاختيار بالاستفادة او التحاشي.. والمؤكد اننا لا نريد ان نستمر في ثقافة الترفيه المرتكزة على الأسواق التجارية والمطاعم فقط بل نريد كسر هذه النمطية بنماذج ترفيه مناسبة لكل الاعمار وتؤصل لتواجد العائلة في مكان واحد بعد ان فرقتها قياسات السنتمتر لأطفالنا..؟
لابد ان يستعيد الانسان في المشهد المحلي حقه في الترفيه والاستمتاع بالحياة لتحقيق جودة الحياة، بعيدا عن ثقافة الموت والترهيب التي بالغنا في نشرها لعقود ما ساهم في تكريس ثقافة الاحباط عند الكثيرين، فرغم وجود دخل جيد الا ان المواطن لا يستمتع بالحياة محليا فيبحث عنها في غير مكان، ولا شيء محرما بل قهوة مع عائلته او رحلة بحرية وجلسة على شاطئ وربما مشاهدة مسرحية كوميدية مع عائلته..
هيا عبدالعزيز المنيع- رياض السعودية-