علاقات » تركي

عُمان وتركيا.. 14 اتفاقية ومذكرة بينها استثمارية وعسكرية

في 2025/10/23

متابعات

وقّعت عُمان وتركيا، اليوم الخميس، 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات اقتصادية واستثمارية وعسكرية وتقنية، وذلك بحضور السلطان هيثم بن طارق والرئيس رجب طيب أردوغان في قصر العلم العامر بمسقط، ضمن زيارة الدولة التي يقوم بها الأخير إلى السلطنة.

وبحسب وكالة الأنباء العُمانية، تم التوقيع على إعلان وبيان مُشترَكَين و6 اتفاقيات و8 مذكرات تفاهم بين البلدين.

شملت الاتفاقيات الموقعة إنشاء المجلس التنسيقي العُماني التركي، واتفاقيات مشاركة رأس المال بين شركة "أمبر" المحدودة (المملوكة من قبل صندوق أوياك وجهاز الاستثمار العُماني) وصندوق أوياك التركي، وبين الشركة الأوزبكية العُمانية (أزبك عُمان) وصندوق "أوياك".

وجرى توقيع اتفاقيات تعاون بين شركات عُمانية وتركية في مجالات الغذاء، البيانات، والتعليم، والصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم للتعاون العسكري والتقني والاستراتيجي والاستثماري والتعدين والإعلام.

وسبق مراسم التوقيع جلسة مباحثات رسمية موسعة تناولت سبل تطوير التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.

وخلال الجلسة، أكد السلطان هيثم أن العلاقات العُمانية التركية تُعد نموذجاً حيوياً للتعاون المثمر، مشيراً إلى أن الشركات التركية أسهمت بدور ريادي في دعم مشاريع البنية الأساسية والتنمية في عُمان، فيما تعكس الاستثمارات العُمانية في تركيا الثقة الراسخة بمتانة الاقتصاد التركي وفي الروابط البناءة التي تجمع قطاعي الأعمال في البلدين.

وأضاف أن سلطنة عُمان تنظر بتفاؤل كبير إلى الآفاق الواعدة للشراكة في مجالات الصناعات التحويلية والعسكرية والقطاعات اللوجستية والسياحة وغيرها من القطاعات الحيوية، بما يسهم في تنويع اقتصاد البلدين.

ودعا السلطان جميع الجهات في البلدين، من القطاعين العام والخاص، إلى مواصلة العمل واستكشاف فرص الشراكة وتمكين رجال الأعمال من الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة، بما يعود بالخير والنماء على الشعبين الصديقين.

وأعرب عن ارتياحه لنمو العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، والذي يتجسد في زيادة حجم التبادل التجاري وتدشين أعمال الصندوق الاستثماري المشترك، معرباً عن أمله في أن تسهم الرؤية المشتركة في رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار أمريكي خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن زيارة أردوغان إلى سلطنة عُمان تأتي استكمالًا للحوار البنّاء والمشاورات التي أُجريت خلال زيارته إلى أنقرة في نوفمبر الماضي، مؤكداً أن تلك الزيارات تُجسد عمق الشراكة الاستراتيجية التي تشهد فصلاً جديداً من التعاون المشرق بين البلدين.

من جانبه، عبّر أردوغان عن امتنانه العميق للسلطان هيثم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً متانة العلاقات التاريخية الراسخة وأواصر الأخوة التي تربط بين عُمان وتركيا، وشدد على حرص بلاده على تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين البلدين.

وفي وقت سابق من اليوم، استعرض سلطان عُمان والرئيس التركي الموضوعات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وسبل تعزيز التعاون، مع التركيز على استغلال المقومات الاستراتيجية للطرفين لدفع النمو في مختلف القطاعات.

وحضر اللقاء من الجانب العُماني وزير الثقافة والرياضة والشباب ذي يزن بن هيثم آل سعيد، ووزير الخارجية بدر البوسعيدي، ومن الجانب التركي نجم الدين بلال أردوغان نجل الرئيس التركي، ووزير الخارجية هاكان فيدان.

وبحسب الوكالة العُمانية، تبادل الزعيمان أمس الأربعاء الهدايا التذكارية، وأقام السلطان مأدبة عشاء رسمية تكريماً لأردوغان والوفد المرافق له، بحضور أفراد الأسرة المالكة وعدد من الوزراء والمسؤولين، فيما أقامت حرم السلطان مأدبة مماثلة تكريماً لحرم أردوغان بحضور عدد من المدعوات من الجانبين.

وكان الزعيمان قد عقدا جلسة مباحثات رسمية، أمس، في قصر العلم العامر، تناولت "الروابط التاريخية الطيبة وعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين، والفرص المتاحة لتعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين".

وتأتي زيارة أردوغان إلى عُمان في إطار جولة خليجية تهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين أنقرة ودول الخليج، وترسيخ الشراكات في مجالات الطاقة والاستثمار والدفاع.

وشهدت العلاقات بين سلطنة عُمان وتركيا تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة برغبة مشتركة في توسيع مجالات التعاون خارج الإطار التقليدي، لتشمل قطاعات استراتيجية ذات أولوية.

وفي نوفمبر الماضي، وصل السلطان هيثم إلى أنقرة في زيارة هي الأولى من سلطان عماني في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث جرى إبرام سلسلة اتفاقيات لتعزيز التعاون.