علاقات » عربي

بمبادرة خليجية.. ناجون من حرب غزة يشاركون في ثوب الفرح

في 2025/11/28

محمد أبو رزق- الخليج أونلاين

وسط ركام الدمار ورائحة الموت التي لم تفارق شوارع غزة منذ عامين، من جراء حرب الإبادة الجماعية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يبرز أمل جديد لعودة الحياة حتى بدون بنية تحتية، أو وجود منازل، وذلك بتنظيم فرح جماعي لعشرات الشباب الغزيين.

تعود الأفراح إلى قطاع غزة لكن بشكل خجول لتعويض الأيام السوداء التي عاشها الغزيون، من خلال فرح جماعي تقرر تنظيمه بمناسبة عيد الاتحاد الـ54 لدولة الإمارات.

ناجي علي ومحمد جمعان، شابان فلسطينيان، قُدّر لهما النجاة من حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، حيث كان الموت أقرب إليهما من الحياة، والجوع والخوف رفيقيهما الدائمين، كانا ينتظران خروج اسميهما ضمن القرعة التي جرت لاختيار أسماء للفرح الجماعي يوم 26 نوفمبر.

نجا الاثنان من القصف، من النزوح، ومن أيام طويلة بلا طعام أو مأوى، ولكن لم تنج أرواحهما من الحزن الذي غمر غزة كلها.

يقول جمعان لـ"الخليج أونلاين": "الحرب قاسية، أخذت منا الكثير، خسرت خلالها أبناء عمي ومنازلنا، وعشنا شهوراً طويلة من الخوف والجوع، وكنا ننتظر أي أمل لانتهائها من أجل العودة لحياتنا الطبيعية".

يضيف جمعان: "بعد توقف الحرب بدأنا ننظر حولنا ووجدنا أننا فقدنا الكثير، والحياة لا بد أن تمضي، فكان خيار الزواج وإكمال نصف الدين مطلوباً، وقمت بالتسجيل بالفرح الجماعي ولدي أمل أن يخرج اسمي ضمن القرعة".

ناجي علي شاب آخر نجا من حرب الإبادة الجماعية، ينتظر الفرح بعد عامين من القتل والخوف، والتشريد بفعل العدوان الإسرائيلي.

يقول ناجي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "عاش أهالي غزة أياماً من أهوال القيامة، وجاء وقت بعض الفرح لهم بعد الحرب القاسية، والناس تنهض من جديد رغم ما تعرضوا له".

ويتابع: "الأفراح بدأت تعود بين خيام النازحين وشوارع غزة المدمرة ولكن بخجل وعلى استيحاء من أهالي الشهداء والمكلومين والمفقودين والجرحى وأصحاب المنازل المدمرة والمشردين في الخيام".

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حرباً مدمرة على غزة  خلفت أكثر من 69 ألف شهيد، ونحو 171 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لدمار هائل طال 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.

ثوب الفرح

عملية "الفارس الشهم3" التابعة لدولة الإمارات أعلنت عن تنظيم العرس الجماعي الأول "ثوب الفرح"، بمناسبة عيد الاتحاد الـ54 لدولة الإمارات.

وأوضحت أنه سيتم إجراء القرعة لاختيار 54 عريساً من بين 577 متقدماً اكتملت فيهم الشروط والمعايير التي أعلنت عنها سابقاً قبل فتح باب التسجيل.

شريف النيرب، المدير الإعلامي لعملية "الفارس الشهم 3" في قطاع غزة، أكد أن العرس الجماعي الذي حمل عنوان "ثوب الفرح" يأتي بمناسبة احتفالات الإمارات بيوم الاتحاد الرابع والخمسين.

ويبين النيرب، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "اختيار الاسم جاء تعبيراً عن رغبة غزة في ارتداء ثوب الفرح بعد سنوات من الألم والمعاناة، واستعادة الأمل والبسمة لأبناء الشعب الفلسطيني".

وقال النيرب: إن "رسالة دولة الإمارات هي رسالة دعم متواصل للشعب الفلسطيني، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي لم يدخر جهداً في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني ومساندتهم على مدار العامين الماضيين ضمن عملية الفارس الشهم 3".

وأضاف أن "الإمارات تعشق غزة وتحب لها الحياة، وتسعى لتحويل أحزانها إلى أفراح"، مؤكداً أن "القادم سيكون أجمل، وأن السعادة يجب أن تغمر أبناء القطاع لتذوب الأحزان والمآسي التي هيمنت عليهم خلال الفترة الماضية".

ويشير إلى أن هناك خططاً مستقبلية لمشاريع أكبر، تهدف إلى الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التعافي، وتقديم كل ما يمكن لتخفيف آلام وأوجاع سكان القطاع.