علاقات » عربي

قمة بغداد تدعو لوقف الحرب في غزة ورفض التهجير

في 2025/05/17

متابعات

دعا البيان الختامي للقمة العربية الـ34، التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، إلى ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة، ورفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، مؤكداً الموقف العربي الموحّد تجاه القضية الفلسطينية.

وشدّد البيان على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرّك الفوري لوقف إراقة الدماء وإنهاء المعاناة المستمرة للمدنيين.

وأكد القادة العرب ضرورة دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة إعمار غزة، وتقديم الدعم السياسي والمالي، إلى جانب الدعوة إلى وضع سقف زمني لتنفيذ حل الدولتين، مطالبين مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيقه.

وشدّد المشاركون في القمة، على ضرورة "احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا، الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة".

وأعرب القادة المشاركون في القمة عن "دعمهم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية".

ودعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى "ممارسة الضغط لوقف هذه الاعتداءات واحترام سيادة الدول".

ورغم أن الإدارة الجديدة في سوريا برئاسة أحمد الشرع لم تهدّد "إسرائيل" بأي شكل، شنّت تل أبيب بوتيرة متصاعدة، خلال الأشهر التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد نهاية 2024، غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش.

ومنذ 1967، تحتل "إسرائيل" معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، حيث احتلّت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

المشاركون في قمة بغداد أكدوا أيضاً على "ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة".

ورحّبوا بإعلان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وبتخفيف العقوبات الأوروبية.

واعتبروا أن ذلك "يفتح الطريق أمام تسريع وتيرة التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، ويسهم في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة للاجئين السوريين، وعودة النازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية".

والثلاثاء الماضي، أعلن ترامب من الرياض اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، موضحاً أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

والخميس، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا.

ودعا المشاركون في القمة كذلك إلى "تبنّي مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري".

وفي السياق ذاته، ثمّنت القمة "استعداد العراق لاستضافة المؤتمر وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والدول العربية الشقيقة، في سبيل ضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية ويضمن مشاركة فعّالة، ويعزّز التعايش المجتمعي في سوريا".

وفي الملف السوداني، دعت القمة إلى تسوية سياسية شاملة توقف النزاع القائم وتحفظ وحدة السودان واستقراره، في ظل تصاعد الصراع بين الأطراف المتنازعة.

وأكدت الدول المشاركة أهمية تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وصباح اليوم، انطلقت في العاصمة العراقية بغداد القمة الرابعة والثلاثون لجامعة الدول العربية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 19 شهراً، في ظل تفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية وتصعيد متواصل.

وشهدت القمة حضور عدد من قادة وزعماء الدول العربية، إلى جانب ممثلين دوليين، أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام للاتحاد الأفريقي محمد علي يوسف، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي دعاه العراق "تقديراً لمواقفه الداعمة لفلسطين والرافضة لحرب الإبادة على غزة".

فيما غاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون احتجاجاً على ما وصفه بتهميش دور بلاده في الملف الفلسطيني.

وتأتي هذه القمة بعد الاجتماع الطارئ الذي عُقد في القاهرة خلال مارس الماضي، حيث أقرّ القادة العرب خطة لإعادة إعمار غزة، اعتُبرت بديلاً لمقترح أمريكي قدّمه الرئيس السابق دونالد ترامب، يقضي بتهجير سكان القطاع ووضعه تحت إشراف واشنطن.