وكالات-
طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، بـ«الضغط على السلطات الإماراتية للإفراج الصحي عن المعتقلة علياء عبد النور، والتحقيق في كافة الانتهاكات التي تعرضت لها»، لافتة إلى أنها مصابة بالسرطان وتتعرض للقتل البطيء.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أمس الإثنين، إن حياة المعتقلة الإماراتية (40 سنة) معرضة للخطر، لرفض الجهات الأمنية والقضائية في الإمارات الإفراج الصحي عنها، أو السماح لأسرتها بعلاجها على نفقتهم الخاصة، موضحة أنها تعاني من أورام سرطانية وهشاشة عظام وتليف في الكبد.
واعتُقلت «علياء عبد النور» في 28 يوليو/تموز 2015، من محل إقامتها في الإمارات، من دون موافاتها أو موافاة أسرتها بأسباب الاعتقال، ثم تعرضت للاختفاء القسري في مكان مجهول لمدة أربعة أشهر، ثم بدأت محاكمتها بتهمة تمويل الإرهاب والتعامل مع إرهابيين خارج البلاد، قبل أن يُحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات.
ونقل التقرير عن أسرتها، أن «علياء كانت في صحة جيدة قبل القبض عليها، حيث كانت تعاني من مرض السرطان في وقت سابق، إلا أنه تمت السيطرة على المرض عام 2008 بعد رحلة علاج في ألمانيا، لكن نتيجة ظروف الاحتجاز غير الآدمية وحرمانها من العلاج، تدهورت حالتها الصحية وعاد المرض للانتشار بصورة يصعب السيطرة عليه، خاصة مع عدم توفير الرعاية الصحية المطلوبة، حتى باتت حياتها الآن مهددة بالخطر».
وقال التقرير إنه «خلال فترة أربعة أشهر، هي مدة تعرّضها للاختفاء القسري، كانت علياء محتجزة في أحد السجون السرية التابعة للأجهزة الأمنية الإماراتية، وقبعت هناك في زنزانة انفرادية بلا فرش ولا فتحات تهوية ولا نوافذ ولا دورة مياه ولا طعام، إضافة إلى وضع كاميرات مراقبة في زنزانتها، مع تقييدها بسلاسل حديدية».
وتابع: «كان يتم التحقيق معها يوميا عن حياتها الشخصية ونشاطاتها والمواقع التي تتصفحها على شبكة الإنترنت، وتحت الضغط النفسي والجسدي، والتهديد بقتل شقيقتها ووالديها، اضطرت إلى التوقيع على أوراق لا تعرف محتواها حتى الآن، وعلى اعترافات بتهم لم يتم الإفصاح عنها في حينها».
ووفق المنظمة، فإنه بعد عرضها على النيابة في ديسمبر/كانون الثاني 2015، تم نقلها إلى سجن «الوثبة» سيئ السمعة، على الرغم من كونها موقوفة احتياطياً، حيث إن السجن مخصص للمحكومين في قضايا جنائية، وهناك تعرضت لأوضاع احتجاز سيئة ولمعاملة مهينة.
وقالت المنظمة إنه «لم يسمح لأسرة علياء بزيارتها إلا بعد شهرين من احتجازها في سجن الوثبة، وكانت قد فقدت أكثر من 10 كجم من وزنها، وعاود مرض السرطان الانتشار مرة أخرى في جسدها، مع ظهور تورمات في الغدد الليمفاوية، وتكيّس وتليّف في الكبد، إضافة إلى إصابتها بهشاشة في العظام، نتيجة احتجازها مدة كبيرة في غرفة شديدة البرودة بلا فرش أو غطاء».
وأضافت أنه قبل عام تقريبا، تم نقل علياء إلى مستشفى «المفرق» الحكومي في أبوظبي، وما زالت محتجزة به حتى الآن داخل قسم الجراحة. وفي المستشفى لم يختلف الوضع عن السجن كثيراً، حيث تعاني هناك من الإهمال أيضاً، ولا يتم إعطاؤها أية عقاقير سوى بعض المسكنات والأدوية المخدرة.
وحملت المنظمة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» ورئيس الوزراء «محمد بن راشد آل مكتوم» المسؤولية الكاملة عن سلامة «علياء» ودعت إلى الإفراج الفوري عنها وفق ما ينص عليه القانون.
وتواجه الإمارات العديد من الانتقادات المحلية والدولية لسجلها السيء في مجال حقوق الإنسان، حيث تتكتم على مقار احتجاز المعتقلين من الناشطين السياسيين والحقوقيين والمدونين، وتقوم بتعذيب آخرين وومارسة كافة الانتهاكات بحقهم.