لقد أثار هجوم الحوثيين الأخير بالقذائف والصواريخ على منطقة نجران والذي تسبب في قتل سعوديين، وتدمير لبعض المباني، ذكريات قديمة عشتها منذ عشرات السنوات عندما كنت في انتداب عمل لمنطقة نجران لمتابعة عمل أحد المراكز الاجتماعية في المنطقة، وقبل عودتنا للرياض استضافتنا إحدى الطبيبات السعوديات في منزلها لانتظار موعد الرحلة للرياض، وخلال مدة جلوسنا التي لم تتجاوز الساعة الواحدة لم يتوقف باب منزلها من الطرقات الشديدة والمتسارعة فكانت زميلتنا الطبيبة تتجاوب معها عاجلاً وبتعاطف مع الطارقين والذين أتضح لنا بأنهم «أطفال يمنيون متسلّلون» من الحدود القريبة لنجران مع اليمن! وعند سؤالي لها ماذا يريدون قالت: «هذه حالتنا معهم بشكل يومي ولا نستطيع رفض طلبهم للأكل والماء فحالتهم بائسة جداً من الحاجة والفقر»! وكذلك أثار هذا الهجوم العشوائي الذي أصاب المستشفيات والمنازل، وبسببه أغلقت المدارس وعلّقت الرحلات الجوية للمنطقة حفاظاً على أرواح المدنيين، ذكريات قديمة لأطفال اليمن الذين يتسلّلون من الحدود اليمينة وصولاً للعاصمة الرياض، وحيث لا هوية معهم، يعتبرون في حكم «المُشرّدين» فإنه يتم استضافتهم في دار الحضانة الاجتماعية، وفي قسم خاص بهم ويتم إكرامهم ومعاملتهم أحسن معاملة حتى يتم ترحيلهم وفق النظام! والمؤلم بأنه على الرغم من المسافات البرية البعيدة جداً عن الحدود اليمينية إلا أنهم يكررون الهروب والعودة تسولاً وبحثاً عن لقمة العيش بضغوط من عصابات الأطفال في اليمن التي تستغلهم أسوأ استغلال! وكانت الحكومة السعودية ممثلة في وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الاجتماعية آنذاك مهتمة جداً بمصير الأطفال اليمنيين بشكل عام بغض النظر عن مرجعيتهم القبلية أو الطائفية، فكانت تسعى مع الجهات الحقوقية الدولية لاحتوائهم ودراسة وضعهم لحمايتهم من التشرّد والاستغلال والاتجار بطفولتهم البريئة! هذه الإنجازات السعودية والمشهود لها عالمياً منذ سنوات طويلة وذلك لحماية الطفولة بشكل عام، والأطفال ذوي الظروف السيئة في الدول الأخرى بشكل خاص ومنهم بالذات «الأطفال اليمنيون» لم يقابلها الحوثيون اليمنيون حالياً في هذه الاندفاعات الإجرامية بالتقدير والعرفان، بل بالانتهاك الصارخ للقوانين الدولية والإنسانية واستخفافهم بحياة الأبرياء المدنيين ومنهم «الأطفال» ما زال مستمراً تحت تأثير الدعم والمخطط الإيراني الإجرامي والفاشل بإذن الله، ولك لأملنا جميعاً في قوة ونجاحات قواتنا المُسلحة على الحدود السعودية مع اليمن. وأملنا كبير في قوات التحالف التي سترد بحسم على ما جرى في نجران ولن تسمح للحوثيين بتكرار هذا الهجوم تأكيداً لتصريح المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد العسيري، وستكون بإذن الله نجران عامة وطفولتها خاصة في أمان وأمن لا يُدرك قيمته الحوثي الغادر والمُنتهك للمبادرات الإنسانية!
موضي الزهراني- الجزيرة السعودية-