متابعات-
أفادت مصادر استخباراتية بأن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن ذا النزعة الانفصالية، والمدعوم بقوة من الإمارات، أطلق حملة ضغط بأروقة صناعة القرار في واشنطن؛ لمواجهة الضغوط التي تمارسها المملكة العربية السعودية هناك من أجل الترويج لرؤيتها بشأن تسوية الصراع اليمني.
وذكرت المصادر أن المجلس الانتقالي يتمتع ببصمة متزايدة على الأرض وحضور أقوى في الكيانات الحاكمة في اليمن، ويسعى إلى ضمان سماع صوته خلال مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة، حسبما أورد موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، المعني بالشأن الاستخباراتي.
ومع تعيين أبوزراع المحرمي، قائد كتائب العمالقة الموالية للحكومة، نائباً لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في 8 مايو/أيار، تعززت سيطرة عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانفصالي، على المصالح الإماراتية في الدولة اليمنية، بحسب المصادر.
كما يعني دخول محافظ حضرموت، فرج سالمين البحسني، إلى المجلس أن الفصيل الموالي للإمارات يمثل حاليا الأغلبية في مجلس الرئاسة اليمني، وهو الهيئة الجماعية التي أنشأتها السعودية والإمارات في أبريل/نيسان 2022 لتحل محل الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي.
ويهدف الزبيدي، وهو في موقع قوة، إلى حشد الدعم في واشنطن، ومواجهة الترويج السعودي للتسوية اليمنية، حسبما أكدت المصادر.
وفي هذا الإطار، وقع المستشار الخاص للزبيدي، صالح غالب القعيطي، اتفاقًا، في 1 مايو/أيار الجاري، بقيمة 1.2 مليون دولار لمدة عام واحد مع "هايبرفوكال"، التابعة لشركة "سترايف" للاستخبارات والتمثيل الدبلوماسي، ومقرها تكساس.
وأسس الشركة، ستيوارت جولي، المحارب القديم بالجيش الأمريكي والمدير الميداني للحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي الجمهوري السابق، دونالد ترامب، في عام 2015، والديمقراطية، يولاندا كاراوي.
وسيعمل جولي وكاراواي على ملف اليمن مع، مدير "هايبرفوكال"، تيم فيليبس، على الضغط لترويج رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي في واشنطن.
وحصلت "هايبرفوكال" على 300 ألف دولار من قيمة العقد، وتلقت تكليفا بالترويج في واشنطن لفكرة دولة مستقلة جنوبي اليمن، عاصمتها عدن، التي تسيطر قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك على التوازي مع محادثات السلام الجارية في اليمن بقيادة الرياض.
وبحسب المصادر فإن الإمارات، تريد، بشكل غير مباشر، مواجهة حملة الضغط السعودية في واشنطن، عبر تعاقد الانتقالي الجنوبي مع "هايبرفوكال".
ويأتي التوجه الإماراتي ردا على تعاقد السعودية مع شركات، بينها Off Hill Strategies و Hogan Lovells و Larson Shannahan Slifka Group (LS2) و Qorvis، التي كثفت حملتها بشأن اليمن في وسائل الإعلام الأمريكية والكونجرس.
وأدى تباين المصالح حول اليمن إلى تدهور بالعلاقات بين السعودية والإمارات، وبينما خطط المسؤولان عن الملف اليمني، مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، ورئيس جهاز المخابرات السعودي، خالد الحميدان، لاجتماع في أبريل/نيسان الماضي، في محاولة لتحسين الوضع، جرى إلغاء الاجتماع بشكل مفاجئ.