في 2025/11/04
متابعات
تحتضن دولة قطر من 3 إلى 27 نوفمبر الجاري، نسخة فريدة من بطولة كأس العالم تحت 17 عاماً لعام 2025، إذ تُقام للمرة الأولى بمشاركة 48 منتخباً.
وسبق أن استضافت قطر مونديال 2022 الذي لقي إشادة واسعة، حيث أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه يمثل "خارطة طريق لضمان أقصى كفاءة عملية للنسخ المقبلة من البطولة"، مشيراً إلى أن ما حققته الدوحة يُعد شهادة تميز وإثباتاً لقدرتها على التنظيم الرائع.
وعقب المونديال استضافت قطر عدة أحداث رياضية عالمية، آخرها كأس آسيا 2023، الذي تُوِّج به المنتخب القطري على حساب نظيره الأردني.
رواية متكاملة
ولا تبدو بطولة كأس العالم تحت 17 عاماً مجرد حدث كروي؛ بل رواية متكاملة عن دولة قررت أن تكتب فصلاً جديداً في علاقتها مع الرياضة والعالم.
فمن المدرجات إلى مناطق المشجعين، ومن الأطفال إلى كبار السن، ومن الموهبة إلى الإبداع، تصوغ قطر تجربتها الخاصة التي عنوانها: الرياضة لغة تجمع العالم، والدوحة ساحة اللقاء.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية، قال منظمو البطولة عشية انطلاقها إن "كأس العالم للناشئين حظيت باهتمام عالمي واسع، مع تسجيل أكثر من 500 مؤسسة إعلامية من 65 دولة لتغطية فعالياتها، في مؤشر على الزخم الدولي الذي يرافق الحدث".
والجمعة 31 أكتوبر 2025، قال راشد الخاطر، المدير التنفيذي للعمليات في اللجنة المحلية للبطولة، إن "منشآت أسباير زون واستاد خليفة الدولي تشكل منصة مثالية لنجوم المستقبل لإبراز قدراتهم أمام العالم مع انطلاق البطولة".
وأوضح الخاطر أن قطر تستعد لاستقبال أبرز المواهب الشابة في كرة القدم العالمية ضمن بيئة رياضية متكاملة صُممت وفق أعلى المعايير الدولية، مضيفاً: "سيعيش الجمهور تجربة فريدة في مهرجان كروي يحتفي بالمهارة والشغف، حيث يتيح تقارب الملاعب في أسباير زون للمشجعين حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، إلى جانب الاستمتاع بالأنشطة الثقافية والترفيهية في منطقة المشجعين التي أُعدّت لتناسب جميع الأعمار".
5 نسخ مميزة
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن في مارس 2024 منح دولة قطر استضافة كأس العالم تحت 17 عاماً في النسخ الخمس المقبلة انطلاقاً من عام 2025.
وحينها اعتبر الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، في تغريدة له أن "تنظيم بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة لمدة خمسة أعوام متتالية (2025 - 2029) في قطر هو أمر يعكس المكانة الرياضية المرموقة التي وصلت إليها بلادنا، وجعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يتخذ هذا القرار لصالح تطوير هذه البطولة الكاشفة للمواهب العالمية".
وأضاف: "ستُقام هذه النسخ من البطولة بمشاركة 48 منتخباً، وستضع قطر جميع خبراتها النوعية في خدمة إنجاح هذه البطولات".
وفي قلب "أسباير زون" بالدوحة، ينبض المكان بالحياة استعداداً لبطولة كأس العالم تحت 17 عاماً، حيث ستُقام جميع المباريات الـ104 في ثمانية ملاعب متقاربة ضمن مجمع واحد، في تجربة فريدة تجعل من البطولة مهرجاناً رياضياً وثقافياً لا نظير له.
هنا يستطيع المشجع أن ينتقل بين الملاعب سيراً أو بالحافلات الصغيرة ليعيش أكثر من مباراة في اليوم، بينما يظل استاد خليفة الدولي، بتاريخه العريق، المحطة الأخيرة التي تشهد التتويج والفرح الكبير.
وفي هذه النسخة يمكن لعشاق كرة القدم أن يحضروا حتى ثماني مباريات في اليوم الواحد بتذكرة موحدة، من دور المجموعات حتى دور الـ32، ليجمعوا بين متعة المنافسة على أرض الملعب وروح الاحتفال خارجها.
ومع كل مباراة تمتد التجربة إلى فضاءات الترفيه في منطقة المشجعين التي تفتح أبوابها منذ ساعات الظهيرة وحتى المساء، حيث تصدح الموسيقى وتفوح رائحة المأكولات من أكشاك الطعام التي تقدّم أطباقاً محلية وعالمية، في أجواء تمزج بين المتعة والبهجة.
وما يميز هذه البطولة أيضاً هو مشاركة خمس دول للمرة الأولى، هي: فيجي، وجمهورية إيرلندا، وزامبيا، والسلفادور، وأوغندا.
عروض ثقافية وألعاب
ومن الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، تبدأ الفعاليات الثقافية بعروض فلكلورية وموسيقية من مختلف الثقافات، تؤديها فرق شبابية ومجموعات فنية من أنحاء العالم.
واحتفالاً بالمونديال، تقيم اللجنة المنظمة منطقة خاصة للمشجعين تضم مباريات في كرة القدم، وألعاباً إلكترونية، وعروضاً ترفيهية وثقافية تسلّط الضوء على التراث القطري والتنوع الثقافي للدول المشاركة، في أجواء احتفالية تمتد طوال أيام البطولة.
وأكدت اللجنة التزامها بتطبيق معايير الاستدامة البيئية المعتمدة في كأس العالم قطر 2022، بما في ذلك برامج إدارة النفايات وإعادة التدوير، لضمان تنظيمٍ صديقٍ للبيئة.
وتتيح شبكة المواصلات الحديثة، بما في ذلك محطة المدينة الرياضية على الخط الذهبي لمترو الدوحة، وصولاً مريحاً إلى مجمع أسباير، إلى جانب مناطق مخصصة لسيارات الأجرة والنقل عبر التطبيقات الذكية.
ويشارك نحو 500 متطوع من قطر في دعم العمليات التشغيلية للبطولة، في تجسيدٍ لقيم التعاون والعطاء التي أصبحت سمة بارزة في استضافة البلاد للأحداث الرياضية الكبرى.
كما حرصت اللجنة المنظمة على توفير جميع متطلبات الوصول السهل، من المقاعد المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة، إلى خدمة التعليق الصوتي الوصفي بالعربية والإنجليزية، وحتى الغرفة المجهزة خصيصاً للمشجعين من ذوي التوحّد وصعوبات الإدراك الحسي، لتكون التجربة مصممة لتكون إنسانية بقدر ما هي رياضية.