دول » قطر

سيتي سكيب قطر يعزز جاذبية الاستثمار ويكشف مشاريع نوعية

في 2025/10/13

متابعات

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة عشرة من معرض "سيتي سكيب قطر" في الدوحة يوم 12 أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 70  مطوراً عقارياً رائداً، يستعرضون مجموعة واسعة من الفرص العقارية المتميزة، بهدف استقطاب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وبحسب توقعات المنظمين، من المنتظر أن تتجاوز قيمة الصفقات المبرمة خلال المعرض 400 مليون ريال قطري (109 ملايين دولار)، ما يعكس قوة وحيوية القطاع العقاري في قطر، ويؤكد استمراره في مسار النمو مع دخول الربع الأخير من العام الجاري.

وخلال ثلاثة أيام، يستعرض المعرض أبرز مشاريع التطوير العقاري في دولة قطر، بمشاركة نخبة من الهيئات والمؤسسات والشركات العقارية المحلية والدولية، إلى جانب عرض البرامج والفرص الاستثمارية التي تقدمها الجهات المشاركة لزوار المعرض.

وبالتوازي مع المعرض، نظّمت الهيئة العامة لتنظيم القطاع العقاري (عقارات) فعاليات النسخة الثالثة من منتدى قطر العقاري، تحت شعار "عقارات المستقبل"، بمشاركة رفيعة المستوى من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عدد كبير من المطورين والمستثمرين العقاريين من المنطقة والعالم.

وشهد السوق العقاري في قطر نمواً ملحوظاً خلال عام 2025، إذ بلغت قيمة التداولات في الربع الثاني نحو 8.9 مليارات ريال قطري (2.44 مليار دولار)، بزيادة قدرها 29.8%  على أساس سنوي، فيما ارتفعت الصفقات السكنية بنسبة 114%، وفقاً لما أكده وزير البلدية القطري عبد الله بن حمد بن عبد الله العطية.

وبيّن، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أن هذه الأرقام تعكس نضوج السوق واستدامته، مشيراً إلى أن القطاع العقاري يمثل ركيزة أساسية في تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، إذ يسهم بنسبة تتراوح بين 7-8% من الناتج المحلي الإجمالي، وبمعدل نمو سنوي يبلغ نحو 40%.

وأوضح العطية أن التطوير العقاري يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني عبر تحفيز قطاعات المقاولات والخدمات والتمويل والابتكار العمراني، مؤكداً أن البيئة التشريعية المستقرة في قطر تعزز ثقة المستثمرين وتدعم تدفق رؤوس الأموال الأجنبية.

وأشاد الخبراء المشاركون في المعرض بالآفاق الواعدة للقطاع العقاري في قطر، وبمستويات التفاؤل العالية التي تسود السوق، مؤكدين أن تطور المناخ الاستثماري في الدولة يجعل من قطر وجهة جاذبة للمستثمرين العقاريين من مختلف أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار، أجرى موقع "الخليج أونلاين" سلسلة من اللقاءات مع عدد من المشاركين والزوار في المعرض، بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية التي يتيحها المعرض، إلى جانب مناقشة التحديات الراهنة في السوق وتقييم آفاق نمو القطاع العقاري في المرحلة المقبلة.

منصة استراتيجية

الدكتور ميسر صديق، رئيس مجلس إدارة مجموعة إبهار للمشاريع، يؤكد أن المعارض العقارية تمثل منصة استراتيجية مهمة لدعم حركة الاستثمار العقاري، مشيراً إلى أنها تسهم في تسهيل الوصول إلى الخدمات والعروض العقارية، وتوفر على المستثمرين والعملاء الوقت والجهد في البحث عن الفرص المناسبة.

ويوضح صديق، في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن قيمة أي معرض عقاري تقاس بمستوى التنظيم ونوعية الشركات المشاركة فيه، مبيناً أن التركيبة المتنوعة والمتكاملة للعارضين هي ما يحدد مدى نجاح المعرض وقدرته على تلبية تطلعات المستثمرين والعملاء، مشدداً على أن المعارض التي تجمع مختلف جوانب الاستثمار وتخدم جميع القطاعات العقارية هي معارض ناجحة بكل المقاييس.

وحول التشريعات العقارية الجديدة في دولة قطر وتأثيرها على السوق، يوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة إبهار أن التطور التشريعي في قطر مستمر، وأن القرارات المتعلقة بـالسندات الملكية وتسهيل إجراءات التملك للأجانب ليست جديدة، بل تأتي ضمن منظومة متكاملة لتحديث بيئة الاستثمار العقاري في الدولة.

وبيّن صديق أن السوق العقاري القطري يشهد نمواً متواصلاً، مدفوعاً بعوامل الطلب المتزايد والتوسع السكاني، مشيراً إلى أن الزيادة في الطلب على الوحدات السكنية والمشاريع الاستثمارية تستدعي بدورها زيادة في حجم العرض العقاري لمواكبة احتياجات السوق.

ويؤكد أن هذا التوازن بين العرض والطلب يشكل أحد أهم مؤشرات استدامة القطاع العقاري في قطر، مؤكداً أن السوق المحلي يتمتع بقدرة عالية على استيعاب المزيد من المشاريع خلال المرحلة المقبلة، في ظل البيئة الاقتصادية المستقرة والتشريعات الداعمة للاستثمار.

عرض المنتجات العقارية

 مدير المبيعات في شركة بن الشيخ القابضة، حسن السبع، يرى أن البيئة الاستثمارية في قطر تشهد تطوراً ملموساً بفضل التشريعات الحديثة ورؤية قطر 2030، مشيراً إلى أن هذا التطور انعكس في السنوات الخمس الأخيرة على زيادة الإقبال الاستثماري من جنسيات آسيوية عدة؛ هندية وباكستانية وصينية، إضافة إلى دخول المستثمرين الروس إلى السوق القطري بشكل متسارع.

ويوضح السبع، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين"، أن رؤية قطر الوطنية 2030 أسست لبيئة استثمارية متكاملة تقوم على الاستدامة والنمو الاقتصادي الشامل، مؤكداً أن العقار يمثل جزءاً محورياً في هذه المنظومة التنموية الشاملة التي تضمن استمرارية السوق العقاري القطري واستقراره على المدى الطويل.

ويلفت إلى أن المعرض يعتبر فرصة حقيقية لشركات القطاع العقاري لعرض المنتجات العقارية في دولة قطر، مشيراً إلى أن شركة بن الشيخ القابضة كشفت عن مشروع جديد يعد من أكبر المشاريع في منطقة مارينا دستريكت، وسط اهتمام واسع واستفسارات متزايدة من الجمهور قبل طرحه الرسمي في السوق.

ويوضح السبع أن مشروع "مارينا لوسيل تاور" الذي تطوره الشركة، اقترب من الاكتمال، مبيناً أن بن الشيخ العقارية تقدم عروضاً حصرية في إطار المعرض، من بينها عرض مميز يتيح للمشتري الحصول على شقة مجانية حتى موعد التسليم، إضافة إلى خطط تقسيط مرنة تسهل على العملاء امتلاك العقار في لوسيل.

ويبين أن سياسة بن الشيخ العقارية في تسهيل التملك جعلت الشركة في طليعة المطورين الذين يقدّمون حلولاً واقعية ومناسبة للمستثمرين والمقيمين الراغبين في التملك داخل قطر.

وفيما يتعلق بأهمية المعرض للسوق العقاري، يقول السبع إن الإقبال الكبير يعكس الثقة المتزايدة بالسوق القطري، مؤكداً أن المعارض العقارية من هذا النوع تشكل دفعة قوية للاستثمار المحلي والأجنبي، لا سيما في ظل القرارات الحكومية الأخيرة التي تسهّل إجراءات التملك للأجانب.

ويتابع أن القرار المتعلق بمنح السند الملكي بعد دفع دفعة أولى قدرها 200 ألف دولار سيسهم في تعزيز الثقة وجذب المزيد من المستثمرين، معتبراً إياه "خطوة مهمة ستدعم نمو السوق العقاري القطري بشكل ملحوظ".

أحدث المشاريع والعروض

الزائر بدر العتيبي يقول في حديثه لـ "الخليج أونلاين" إن المعرض يضم عدداً كبيراً من الشركات العقارية المعروفة، خاصة القطرية منها، وهو ما يعكس قوة السوق المحلي وتنوع الخيارات الاستثمارية المتاحة أمام الزوار والمستثمرين.

ويوضح أن مثل هذه المعارض تتيح للمهتمين بالقطاع العقاري فرصة الاطلاع المباشر على أحدث المشاريع والعروض في السوق المحلي، مبيناً أن الحضور والمشاركة في هذه الفعاليات يمثلان قيمة مضافة لكل من يسعى لفهم اتجاهات السوق ومتابعة التطورات العقارية في قطر.

وأشار العتيبي إلى أن الأجواء الإيجابية والتنظيم الجيد يعكسان اهتمام الجهات المنظمة بدعم قطاع العقارات وتشجيع الاستثمار المحلي، آملاً استمرار هذه المبادرات التي تجمع الشركات والمستثمرين في منصة واحدة تعزز التواصل وتبادل الخبرات.

مشاركة سعودية متميزة

تُشارك المملكة العربية السعودية، ممثلةً بالهيئة العامة للعقار، في المنتدى والمعرض بصفتها الدولة الضيف، وذلك في إطار تعزيز التكامل الخليجي وتبادل الخبرات التنظيمية والتشريعية، واستعراض التجربة السعودية في بناء منظومة عقارية متكاملة تجمع بين النمو والاستدامة والشفافية.

وتهدف الهيئة من خلال مشاركتها إلى تعزيز التعاون الخليجي والدولي، وتحفيز الاستثمار الأجنبي بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 وأهداف التنمية المستدامة. كما يستعرض فريق الهيئة المشارك في المنتدى والأنشطة المصاحبة دور الهيئة في تنظيم وتطوير السوق العقاري السعودي عبر منظومة من الأنظمة والتشريعات الحديثة التي أرست بيئة عادلة ومرنة تدعم التطوير والابتكار والاستدامة، إلى جانب جهودها في تعزيز التحول الرقمي والحوكمة العقارية وبناء بيئة استثمارية أكثر كفاءة وموثوقية.

وأكد ماجد بن عبد الله الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان في المملكة العربية السعودية، أن المملكة شهدت تحولاً جذرياً في القطاع العقاري منذ عام 2016 في إطار رؤية المملكة 2030، حيث انتقل القطاع من مرحلة الإدارة المباشرة إلى مرحلة التمكين والشراكة مع القطاع الخاص.

وأوضح أن هذا التحول أسهم في تطوير مجتمعات سكنية متكاملة توفر جودة حياة عالية، مشيراً إلى أن التقنيات الرقمية أصبحت جزءاً أساسياً من التجربة العقارية في المملكة، بدءاً من مراحل التخطيط وحتى خدمات ما بعد السكن.

وأشار الوزير السعودي إلى أن التمويل العقاري في المملكة شهد نمواً كبيراً، إذ ارتفع من نحو 200 مليار ريال (54.94 مليار دولار) عام 2019، إلى ما يقارب 900 مليار ريال (247.24 مليار دولار) حالياً، بفضل الشراكات الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، ومساهمة الشركة الوطنية للإسكان وشركة إعادة التمويل العقاري السعودية.

وكشف عن اتفاقية مرتقبة بين الشركة الوطنية للإسكان وشركة الديار القطرية، تهدف إلى تعزيز التعاون الاستثماري وتوسيع حضور الشركات القطرية في السوق العقارية السعودية.