في 2025/11/06
كامل جميل - الخليج أونلاين
يشير تأهل ست شركات سعودية إلى نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2025، إلى أن الابتكار في المملكة لم يعد حبيس حدودها الجغرافية، بل تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى لغةٍ عالمية تعبّر عن رؤية جديدة للاقتصاد السعودي القائم على المعرفة والتقنية والريادة.
ففي الوقت الذي كانت المشاريع الناشئة تُعرف يوماً بكونها تجارب محلية محدودة، صارت اليوم قصص نجاح عابرة للحدود، تحمل معها الطموح السعودي إلى منصات التتويج الدولية.
وتستضيف السعودية نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2025، في العاصمة الرياض، ضمن فعاليات ملتقى "بيبان 2025" الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) ما بين 5 و8 نوفمبر الجاري، تحت شعار "وجهة عالمية للفرص".
ويصبح الحدث بذلك محطة فارقة في مسار التحول من دعم المبادرات الصغيرة إلى صناعة بيئة أعمال عالمية ذات تأثير اقتصادي حقيقي.
قائمة الشركات السعودية المتأهلة
شركة ADADK
شركة ناشئة برزت في مجال الحلول الذكية لإدارة المياه.
تجمع بين التقنية والاستدامة في معالجة تحديات الهدر والتسرب.
تقوم فكرتها على تطوير أنظمة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمراقبة شبكات المياه واكتشاف التسربات بدقة عالية وفي وقت مبكر.
تسهم تقنياتها في خفض نسب الفاقد المائي، وتعزيز كفاءة إدارة الموارد.
تخدم البلديات والمشروعات السكنية والتجارية على حد سواء.
شركة Expanse Cosmos
شركة ناشئة تعمل في قطاع اقتصاد الفضاء الجديد.
تركّز على النقل داخل المدار والخدمات اللوجستية الفضائية، بما يشمل إدارة الأصول والمركبات الفضائية بعد الإطلاق.
تعتمد على تقنيات متقدمة مثل إنترنت الأشياء والبيانات التحليلية لتقديم حلول مبتكرة تسهّل مراقبة وتشغيل الأصول الفضائية بشكل أكثر كفاءة وأماناً.
هدفها تمكين المشاريع الفضائية من خفض تكاليف التشغيل وتحقيق استدامة أكبر للأصول في المدار.
شركة SARsatX
شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا الفضاء، متخصصة في المراقبة الأرضية.
تعتمد على الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR) لتقديم صور وتحليلات دقيقة ليلاً ونهاراً وفي جميع الأحوال الجوية.
يخدم عملها الزراعة، والبيئة، والنفط والغاز، والبُنى التحتية، والمراقبة الأمنية.
تسهم في اقتصاد الفضاء الجديد.
تدعم أهداف رؤية السعودية 2030 في إدارة الموارد الطبيعية والتحول الرقمي.
شركة EcoPallets
تعمل في مجال إعادة تدوير سعف النخيل وتحويله إلى منصات شحن (بالتات) عالية الجودة وصديقة للبيئة.
أسعار منتجاتها أقل بنحو 40% مقارنة بالمنتجات التقليدية المنافسة.
تعالج تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية متداخلة تتعلق بالمخلفات الزراعية وسلوك الاستدامة.
نجحت في تحويل سعف النخيل من نفايات زراعية عديمة القيمة إلى مورد اقتصادي مربح يُباع ويُستخدم تجارياً.
المشروع يدعم المزارعين ويقلل الأعباء الناتجة عن التخلص من المخلفات الزراعية.
يُشجع الشباب على الانخراط في الأنشطة الزراعية والبيئية عبر حلول مبتكرة ذات مردود مالي.
شركة Thrivve
تجمع بين التقنية المالية والتنقّل.
تقدم حلول تمويل رقمية مرنة تتيح استئجار أو الاشتراك في سيارة دون الحاجة إلى كفيل أو تمويل مصرفي تقليدي.
تعتمد على نموذج اشتراك ذكي يتم عبر التطبيق، ما يجعلها منصة مالية رقمية أكثر من كونها شركة تأجير سيارات تقليدية.
توفر سيارات جاهزة للعمل في الاقتصاد التشاركي مثل أوبر (Uber) وأمازون فلكس (Amazon Flex).
تساعد الأفراد على امتلاك وسيلة دخل من خلال الوصول السهل إلى السيارة عبر تطبيقها.
الدمج بين التمويل المصغر المرن وإدارة الأساطيل الذكية عبر تطبيق موحد. هذا الدمج يجعل الشركة جزءاً من اقتصاد الفضاء المالي الرقمي الجديد في النقل، وهو قطاع واعد في السعودية.
شركة iRAMA
شركة متخصصة في تقنيات الزراعة المائية والزراعة بدون تربة وإنشاء البيئات الزراعية المحمية باستخدام تكنولوجيا ذكية وإنترنت الأشياء.
تقدّم حلولاً تجارية وفردية تشمل وحدات منزلية مصممة، ووحدات زراعية كبيرة مخصصة، مع إمكانية التخصيص الكامل للمشروع الزراعي.
رؤيتها أن تصبح من رواد التقنيات الزراعية في المملكة والخليج بحلول عام 2030.
إنجاز كبير
الخبير الاقتصادي د. محمد موسى، يرى أن تأهل ست شركات سعودية إلى نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال 2025، يعكس عمق التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة في إطار رؤية 2030، مشيراً إلى أن الحدث لم يعد إنجازاً فردياً لتلك الشركات بل نتيجة مباشرة لتطور بيئة الاستثمار السعودية.
في حديثه لـ"الخليج أونلاين" يقول موسى إن حضور الشركات العالمية الكبرى بفروعها الإقليمية في المملكة، أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين ودعم قدرات الشركات المحلية.
بذلك، فإن حضور هذه الشركات "جعل الريادة السعودية انعكاساً لنجاح متكامل يجمع بين الدعم الحكومي والبيئة الاستثمارية والرؤية الدولية للاقتصاد"، وفق قول الخبير الاقتصادي.
الاقتصاد السعودي -والحديث لموسى- بات اليوم يقوم على قاعدة متنوعة تتجاوز الاعتماد على النفط، مع صعود الشركات الناشئة كمحرك جديد للنمو والابتكار.
وأشار إلى أن التمويل المتاح عبر الصناديق الاستثمارية الحكومية والخاصة أسهم في رفع الإنتاجية وخلق فرص عمل مستدامة، في وقت تتجه المملكة إلى ترسيخ موقعها بصفتها مركزاً إقليمياً لريادة الأعمال.
ويلفت إلى أن هذه التحولات تمثل مظهراً من "الدبلوماسية الاقتصادية الناعمة" التي تمارسها السعودية عبر شركاتها الناشئة.
ومستشهداً بتصريحات سابقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد فيها أن "الشرق الأوسط سيكون أوروبا القادمة"، يقول موسى إن المسار الذي تتخذه السعودية يرسّخ صورتها المتمثلة في "وادي السيليكون بالشرق الأوسط".
بذلك يمكن القول إن نجاح الشركات السعودية يعكس نضج الاقتصاد الكلي، وفق الخبير الاقتصادي، الذي أشار إلى أن المملكة أصبحت نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية، ومختبراً إقليمياً للابتكار يعيد تشكيل صورة الاقتصاد الخليجي في مرحلة ما بعد النفط.