سياسة وأمن » مؤتمرات سياسية

إعلان الصخير: أمن دول الخليج لا يتجزأ

في 2025/12/04

متابعات

أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أهمية احترام سيادة دول المجلس ودول المنطقة، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية أو استخدام القوة أو التهديد بها، مشددين على أن "أمن دول الخليج كلٌّ لا يتجزأ"، وأن أي مساس بسيادة دولة عضو يُعد تهديداً مباشراً لأمنها الجماعي.

وجدد القادة، في "إعلان الصخير" الختامي للقمة العادية الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تستضيفها البحرين، التزامهم بمواصلة مسيرة التنسيق والتكامل الخليجي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلى الوحدة الخليجية المنشودة، بما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.

كما أعربوا عن ارتياحهم لما تحقق من منجزات تكاملية في إطار العمل الخليجي المشترك، بفضل منظومة دفاعية وأمنية متماسكة، ومواقف دبلوماسية متوازنة، ومشروعات تنموية واقتصادية مستدامة، مؤكدين أهمية مواصلة الجهود بوتيرة أسرع لتعزيز مكتسبات دول المجلس وشعوبها.

كما رحّب القادة بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، وأكدوا دعمهم للجهود الرامية إلى ضمان الالتزام باتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

وشدد القادة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، بما يحقق تطلعات الفلسطينيين وشعوب المنطقة في الأمن والسلام.

وفي الشأن الاقتصادي، أكد القادة أهمية استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وتعزيز التجارة والسياحة، وتشجيع الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والطاقة والاتصالات والمياه والغذاء.

كما شددوا على تعزيز تكامل البنية التحتية الرقمية، ودعم أنظمة الدفع الإلكتروني والخدمات السحابية، وتطوير الاقتصاد القائم على الابتكار والاستدامة، بما يسهم في تحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة ودفع النمو الشامل.

كما أكد البيان حرص دول المجلس على توطيد الشراكات السياسية والأمنية والاقتصادية مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية، وتعزيز التعاون في مكافحة التطرف والإرهاب وجرائم الكراهية، والتصدي للجرائم العابرة للحدود.

وانطلقت، في وقت سابق من اليوم، القمة العادية الـ 46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تستضيفها مملكة البحرين في العاصمة المنامة.

وفي كلمته الافتتاحية رحب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالقادة المشاركين، ووجه الشكر لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد على ترؤسه الدورة السابقة.

وقال آل خليفة: "نعتز باستضافة هذه القمة التي نجدد من خلالها حرصنا على المسيرة العريقة للعمل المشترك"، وأضاف: "تمكنا من صياغة نموذج تنمية متكامل في دول الخليج". 

وأكد أن "أمن وازدهار دول الخليج كل لا يتجزأ"، مبيناً: "نسعى في دول مجلس التعاون الخليجي لمعالجة القضايا الإقليمية".

وشدد عاهل البحرين على "أهمية استكمال خطة السلام في غزة"، لافتاً إلى "ضرورة حماية الملاحة البحرية من أي تهديد".

من جهته هنأ أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في كلمته، مملكة البحرين على انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن للفترة (2026 - 2027).

وحول تحركات الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لفت إلى أن دول المجلس تعمل على تعزيز شراكاتها مع عدد من الدول "الشقيقة والصديقة".

وأوضح: "نسعى لتوسيع آفاق التعاون الاستراتيجي لمجلس التعاون الخليجي"، مشيراً إلى أن "الوحدة والتعاون سبيلان لعبور التحديات نحو السلام".

وأعرب الشيخ مشعل الأحمد عن إدانة بلاده لـ"العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية"، مؤكداً: "نتمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، نتمسك بحل الدولتين وضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة".

بدوره أشاد أمين مجلس التعاون، جاسم البديوي، بدور السعودية في قيادة الجهود الدولية لتنفيذ حل الدولتين، وذلك خلال كلمته في القمة الخليجية.

وعلى صعيد آخر، رحب البديوي بالاتفاق التي وقعته قطر ومصر وتركيا وأمريكا لوقف الحرب في غزة.

وأعرب عن تمسك دول المجلس بقيام دولة فلسطينية، مؤكداً ضرورة التزام كل الأطراف بوقف الحرب في غزة.

من ناحية أخرى، شدد البديوي على أن الأمن الخليجي أمن واحد، مشدداً على أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن كل دول الخليج.

وفي وقت سابق الأربعاء، وصل جميع قادة دول مجلس التعاون وممثليهم إلى مملكة البحرين للمشاركة في القمة الخليجية الـ46.

وتبحث القمة الخليجية الـ46 عدداً من ملفات التعاون والتنسيق بين دول المجلس، إلى جانب المستجدات الإقليمية ومسارات العمل المشترك.