عمر محمود –  الخليج أونلاين

يزخر معرض مؤتمر "رواد" لريادة الأعمال 2025 في الدوحة بالابتكارات والأفكار الريادية من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، عبر مشاريع تكنولوجية ومالية وتعليمية وفي مجال النقل، ليشكل منصة مميزة في عالم المال والأعمال، ويكون نواة للتنويع الاقتصادي المنشود بعيداً عن النفط والغاز.

ويشارك في المعرض، الذي تمتد فعالياته حتى يوم الأربعاء 19 نوفمبر، 120 شركة قطرية وخليجية وعالمية، تستعرض أبرز منتجاتها وأفكارها، إضافة إلى بحثها عن أسواق جديدة لتسويق تلك المنتجات.

يشهد المؤتمر أيضاً معرضاً مصاحباً يضم شركات محلية ودولية تقدم منتجات وحلولاً مبتكرة في قطاعات تقنية وتجارية متعددة، وذلك وسط حضور واسع من المستثمرين وأصحاب الشركات الناشئة.

وأبدى عدد من رواد الأعمال، في حديثهم لـ "الخليج أونلاين"، تطلعاتهم للاستفادة من المعرض والمؤتمر في عقد الشراكات وإبرام الاتفاقيات والتشبيك فيما بينهم، إضافة إلى الترويج لمنتجاتهم.

كما أكدوا أن المعرض شكل فرصة حقيقية للتعريف بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات، إلى جانب تعزيز التواصل بين الشركات المشاركة، مشيرين إلى أن ما يميز النسخة الحالية هو الحضور اللافت للشركات العالمية، ولا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي.

فرصة مهمة

رجل الأعمال سعد الدباغ قال إن المعرض يمثل فرصة مهمة لدعم الشركات الخاصة الناشئة، موضحاً أن مثل هذه الفعاليات تمنح دفعة كبيرة للسوق المحلي وتعزز وجود شركات جديدة تطور من نفسها أو تدخل إلى السوق القطري بقوة.

وأضاف الدباغ لـ "الخليج أونلاين" أن مفهوم ريادة الأعمال في قطر يشهد تطوراً ملحوظاً، مشيراً إلى وجود مشاريع تستحق الدعم بالفعل، خصوصاً تلك التي يقدمها الشباب أصحاب الأفكار الإبداعية.

ونوّه بأن "هؤلاء الشباب هم رجال المستقبل، ورجال الاقتصاد القادم، ولديهم انفتاح كبير لتطوير السوق بأفكار جديدة تنسجم مع الواقع، وتستند إلى ما تلقوه من معارف في الجامعات والمعاهد المتخصصة".

من جهته يوضح مجاهد محمد، مالك منصة "تحسين كيدز"، أن مؤتمر رواد يمثل تجمعاً مهماً لعدد كبير من رواد الأعمال في منطقة الخليج العربي، مبيناً أن المشاركة الواسعة التي شهدها المؤتمر من الشركات القطرية والخليجية أسهمت في عرض منتجات وخدمات متنوعة أمام الجمهور والمشاركين.

وأشار إلى أن الهدف الأساسي من المشاركة في مثل هذه الفعاليات هو تنمية العلاقات مع الحاضرين والاستفادة من خبراتهم، سواء في تطوير أنظمة معينة أو تعزيز جانب محدد في المشروع نفسه.

وعن أهمية المعارض والمؤتمرات بالنسبة للشركات ورواد الأعمال في قطر، أوضح مجاهد لـ "الخليج أونلاين" أن أي فعالية محلية تشارك فيها الشركات تعد فرصة للترويج لخدماتها ومنتجاتها، مشيراً إلى أن "منصة تحسين كيدز تقدم محتوى آمناً للأطفال، خالياً من الإعلانات، ويراعي خصوصية البيئة العربية والإسلامية في المنطقة".

وفي ختام حديثه شدد مجاهد محمد على أهمية استمرار الشركات في المشاركة بمثل هذه المؤتمرات، لما توفره من فرص تعاون وشراكات تدعم نمو المشاريع وتطويرها.

منصة بارزة

بدروه أوضح عبد الله الكوهجي، مسؤول العلاقات في شركة "خوش ميديا" إحدى الشركات المشاركة من البحرين، لـ "الخليج أونلاين" أن معرض رواد يمثل منصة بارزة بالمنطقة، سواء في مجال الإعلام أو ريادة الأعمال بشكل عام، مؤكداً أنه "يوفر بيئة متميزة تجمع العاملين ورواد الأعمال تحت سقف واحد، وتتيح الاطلاع على ما تقدمه الشركات الناشئة من حلول مبتكرة وأفكار تطويرية".

كما نوّه الكوهجي بأن المعرض يفتح المجال للاستفادة من سلسلة واسعة من المحاور التي يقدمها متحدثون من جهات حكومية وشركات كبرى، حيث يشاركون تجاربهم العملية في السوق، وهو ما يخلق -على حد وصفه- بعداً إضافياً يعزز حضور الشركة داخل قطر ويسهم في توسيع شبكة شراكاتها.

مساحة للتواصل

إلى ذلك يقول مصطفى منير، مدير المبيعات ورئيس قسمها في شركة "مزاد قطر": إن "ملتقى رواد يمثل فرصة مهمة للتعاون مع مختلف الشركات في الدولة"، مبيناً أن "الملتقى أتاح لهم مساحة للتواصل وبناء علاقات جديدة مع جهات يصعب مقابلتها في الظروف العادية بسبب ارتباطاتها أو الإجراءات التي تتطلبها بيئة العمل".

وأوضح منير الذي تحدث لـ "الخليج أونلاين" أن المشاركة في الملتقى ساعدت الشركة على توسيع أعمالها وشرح فكرة المزادات الإلكترونية وكيف يمكن لهذه الخدمة أن تفيد الشركات، مضيفاً أن نظام المزادات المباشرة الذي تقدمه شركتهم يعزز الشفافية، ويساعد الشركات على بيع ممتلكاتها بأسعار منافسة.

واعتبر أن الملتقى كان فرصة للقاء رواد أعمال ومسؤولين بارزين، موضحاً أنه التقى مؤخراً بعدد من رواد الأعمال من المملكة العربية السعودية، الذين تحدثوا عن الفرص المتاحة للشركات القطرية في السوق السعودي.

بناء شبكة علاقات

أما باسل المعمري من إحدى الشركات الناشئة في السوق القطري فقد أوضح أن وجودهم تحت مظلة حاضنات الأعمال أتاح لهم فرصة التعرف على شركات ناشئة أخرى وبناء شبكة علاقات مع جهات مختلفة داخل السوق، مشيراً إلى أن "الحاضنات تؤدي دوراً مهماً في ربط الشركات الناشئة ببعضها وتعزيز التعاون بينها".

وعن أهمية المعرض بالنسبة للشركات الناشئة نوّه المعمري بأن مؤتمر رواد يمنح فرصاً واسعة للشركات الصغيرة لتقوية علاقاتها، وربطها بشركات مشابهة، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون وتوقيع العقود.

كما شدّد على أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تساعد الشركات الناشئة على التعرف بشكل أكبر على مجتمع الأعمال في قطر، وتمنحها مساحة للاحتكاك بالخبرات وتوسيع دائرة الشراكات.

فرصة للالتقاء

يوسف عبد الله، ممثل تطوير الأعمال في شركة "أدير"، قال في حديثه لـ "الخليج أونلاين": إن "أدير منصة رقمية متكاملة تساعد رواد الأعمال والمشاريع المنزلية والمشاريع الصغيرة على التحول الرقمي"، مضيفاً أن "المنصة تتيح للمستخدمين إدارة حساب المصروفات، والفواتير، وإضافة المخزون، والإقرار الضريبي، بالإضافة إلى إصدار جميع المستندات المالية من خلال تطبيق واحد".

كما بين أن من أبرز مميزات المنصة توفير متجر إلكتروني يمكن أصحاب المشاريع من دخول عالم التجارة الرقمية بسهولة، وهو ما يسهم في تسريع عملية التحول الرقمي للمشاريع الصغيرة ورواد الأعمال.

وعن أهمية معرض رواد هذا العام نوّه يوسف عبد الله بأن "المعرض كان مميزاً وجاذباً"، مشيراً إلى حرصهم الدائم على متابعته لما يتيحه من جمع للمستثمرين ورواد الأعمال تحت سقف واحد، ويفتح أبواب التعاون والشراكات بين الشركات الناشئة والجهات الكبرى في قطر.

وأضاف أن المعرض منحهم "فرصة للالتقاء بشركات ناجحة والتعرف على مشاريع من داخل قطر وخارجها، بما في ذلك مشاركات من السعودية ودول الخليج"، مؤكداً أن "هذا الترابط الخليجي يسهم في خلق فرص لعقود".

ويشدّد على أن انعقاد مثل هذا الحدث في قطر مهم للغاية، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف السفر وإبرام الصفقات خارج الدولة بالنسبة للشركات الناشئة، مبيناً أن حضور الشركات الخليجية إلى الدوحة سهل التواصل معها وفتح آفاقاً مستقبلية للتعاون.

وفي ختام تصريحه أكد يوسف عبد الله أن معرض رواد نجح في تقريب وجهات النظر بين الشركات، وتعزيز الشراكات المحتملة، وتوسيع شبكة العلاقات التجارية داخل المنطقة.